لقاء/ علي الذرحانيعرفته منذ ربع قرن في دكانه الضيق المتواضع داخل السوق الشعبي المشهور في صنعاء القديمة (سوق الملح) عرفته بدماثة أخلاقه وشفافية روحه ورهافة حسه وذوقه.. شخصيتة بسيطة ومتواضعة وديعة حذرة مع مرونة في تفكير الإنسان الواعي والمتحضر والمثقف والمنفتح.وهو شخص اجتماعي له أصدقاء كثر ويحبه الجميع لأنه عاشق للتراث ومهتم بالفلكلور والفن الأصيل وصديق للعديد من الفنانين والفنانات والكتاب والمثقفين وكافة شرائح المجتمع الاجتماعية المختلفة فقد التقيته [c1]* متى بدأت تهتم بالتراث والفلكلور الشعبي خاصة الغنائي منه وتهوى إبداعات الحرف الشعبية اليمنية؟[/c]- بدأت أهتم بالموروث الشعبي وبالذات سماع وتجميع الأغاني التراثية اليمنية منذ حوالي ثلاثين عاماً تقريباً.[c1]* هل هذا الاهتمام هواية وعشقاً أم ضرورة ولدت بالتزامن مع احترافك بيع التحف والهدايا الشعبية الفلكلورية المتنوعة ؟ [/c]- الاهتمام هذا يعتبر في البداية هواية وعشق جاء مع احترامي لبيع التحف والهدايا الشعبية اليمنية المتنوعة.[c1]* هل الحفاظ على التراث من وجهة نظرك بمعنى الحفظ والتخزين أم بمعنى الحفظ مع التطوير والتجديد والإضافة إليه ؟! [/c]أنا مع التجديد والتحديث والإضافة بالصورة اللائقة التي لا تغير المعالم الأساسية للتحفة أو الأغنية .[c1]* ما رأيك بموقف الجهات المعنية بالفنون هل تقوم بواجبها أم تهتم بتقديم هذه الفنون خاصة التراثية منها وعلى وجه الخصوص التراث الغنائي اليمني الكلاسيكي الأصيل؟[/c]- لا أحد يعير الموروث الشعبي في بلادنا الاهتمام اللائقه مثل بقية الدول وبالذات الأغنية التراثية اليمنية التي تعد من أنذر وأنفس وأجمل وأثرى الأغاني في الجزيرة العربية ومن أكثر الأغاني تأثيراً على السامع المتذوق والعاشق لمثل هذه الكنوز سواء كان عربياَ أم أجنبياً لأن الأغنية التراثية وتعتبر مادة خاماً لم تكتشف تفاصيلها ومضامين مفرداتها الرائعة بعد ولم تظهر أو تبرز بالشكل المطلوب داخلياً وخارجياً كما برزت بقية الأغاني الشرقية في العالم العربي وأهم ما يميز الأغنية الكلاسيكية اليمنية أنها مزيج من عدة أغان فهي تعد في خانة المؤثر والمتأثر فعند سماعنا للأغاني اليمنية القديمة نكتشف احتواءها على النكهة التركية والهندية والإفريقية والشرق أسيوية والخليجية والمصرية وغيرها من النكهات.[c1]* قيل إنك تجمع أغاني تراثية يمنية قديمة وأدوات وآلات وأجهزة وأشرطة تسجيل لأغان قديمة فهل هذا صحيح وما نوعها.؟[/c]- أنا بإمكاني تجميع ِأكبر عدد ممكن من الأغاني اليمنية التراثية والموروثات الشعبية الأخرى ولكن تعوزني المادة وموروثنا الشعبي مشتت في كل مكان من العالم ولكنه يفتقر إلى جهة تتفرغ لجمعه، أما بالنسبة لي فأنا أمتلك بعض الاسطوانات والأشرطة ( الكاسيت) والأجهزة القديمة المتعلقة بهذا وبالذات ماكينة أو آله (الجرامافون) أو ما تسمى بالبيك أب pickup التي تستخدم في تشغيل هذه الأغاني سواء الجهاز القديم الذي يتم تشغيله عن طريق التعبئة بواسطة اليد والإبرة الحديد أو الجهاز الكهربائي الخاص بالعجلات الربل والاسطوانات المصنوعة في ألمانيا أو هولندا أو اليابان ولكن أكثر ما بحوزتي من الأشياء هو الأشرطة الكاسيت المسجل فيها هذه الأغاني ولكن ينقصني الكثير منها ولم أحصل على هذه الأغاني إلا بنسبة 10 % تقريباً من مجموع الكم الهائل من الأغاني اليمنية التراثية الأصيلة.[c1]* ما هي مصادرك العلمية ومراجعك التي تستعين بها في كتاباتك الصحفية حول الفن والفنانين وعلى وجه الخصوص الفن الغنائي والموسيقي اليمني الكلاسيكي؟[/c]- مراجعي الفنية التي أستقي منها كتاباتي الصحفية هي كتابات الدكتور نزار غانم والدكتور القاسمي ولدكتور قائد صاحب دراسات نقدية حول الغناء اليمني ومن مراجعي أيضاً محمد جمعه خان وأيضا الفنان محمد عبده ناجي في كتابه الفن اليمني ومشاهيره والدكتور المهندس صاحب كتاب على الحسيني سلام وللأمانة العلمية فإن اكثر مراجعي الشفاهية هم كبار السن الذين التقط منهم المعلومات عن طريق التلقي الشفاهي والحديث معهم في الأسواق والمقاهي والمنتديات الأدبية سواء في صنعاء أو في عدن أو لحج وقد استفدت كثيراً جداً من الأستاذ والشاعر الكبير والمنشد الديني عبد الرحمن أحمد العمري والأستاذ حسن سعيد دبعي والأستاذ محمد حسن الجماعي والأستاذ محمد الذماري والأستاذ عبد القادر الشيباني وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم في هذا المقام وأيضاً أعتمد كثيراً وأعول على سماع الأغاني ما ساعدني كثيراً على غربلة المعلومات في هذا الجانب والخروج بوجهة نظر خاصة بي في هذا الموضوع إلى جانب التراكم المعرفي الذي أمتلكه وفي الأخير ليست إلا هواية وتسلية فقط وحب للتراث ولأنها متعلقة بالعمل الحرفي الذي أزاوله.[c1]* تبادر إلى أذهاننا إلى أنك تشارك في معارض فنية وفعاليات تجارية متنوعة ومختلفة ما نوع الاستفادة التي تعود عليك بالنفع من خلال مشاركتك في مثل هذه الفعاليات الثقافية والفنية والتجارية؟[/c]- مشاركاتي في المعارض والمهرجانات الداخلية محدودة وضعيفة جداً لأنه لم يحن الوقت بعد للمشاركة الفعلية في المعارض الخارجية وأتمنى أن أشارك بصورة قوية داخلياً وخارجياً ولكن بعد أن أمتلك مقراً رئيسياً لعرض مقتنياتي التراثية سواء التي حصلت عليها أو التي أتمنى أن أحصل عليها مستقبلاً وأرجو أن تكون عدن مقراً رئيسياً لانطلاقي نحو هذه المشاركات وحلمي أن يكون لي مقر دائم في هذه المدينة التي سحرتني وأن أعرض فيها وأروج كل ما يخص الموروث الشعبي اليمني وبالذات الأغاني وآلاتها القديمة والفضيات والأزياء والحرف اليدوية الشعبية وأن يكون ذلك المقر شبيهاً بالمقهى الأدبي المصغر الذي أمارس من خلاله نشاطي الحرفي بشكل جيد ومرضي.[c1]* لماذا لا تنتظم كعضو في بيت الموروث الشعبي ؟[/c]- سبق وأن كتبت في صحيفة 14 أكتوبر مقالاً تحت عنوان (تفاعلاً مع بيوتات الموروث الشعبي) وسلطت الضوء فيه على نشاط الأخت نجلاء شمسان مديرة بيت الموروث الشعبي في مديرية التواهي بمحافظة عدن وعن بيت الموروث الشعبي بصنعاء الذي ترأسه الأخت/ أرو ى تعبده عثمان ولدي رغبة بالتعاون والتنسيق مع هاتين الشخصيتين الناشطتين في الحفاظ على الموروث الشعبي في بلادنا وأما عن موضوع انضمامي كعضو في أحد البيتين الأنف ذكرهما فهذا الأمر يتعلق بمبادرة من قبل مديرتي البيتين والتقصير ليس منا مع تقديرنا للسيدتين العزيزتين ولنشاطهما.[c1]* كلمة أخيرة تريد قولها للصفحة الثقافية. [/c]- ملحق روافد من صحيفة 14 أكتوبر جميل ومتطور من حيث الشكل والمضمون وأجمل ما فيه أن القائمين على هذه الصفحة مهتمون كثيراً بالمسرح والتمثيل والتراث الغنائي أكثر من غيرهم، وشكراً للأستاذ الرائع جلال أحمد سعيد ولك أيها الأستاذ والفنان المبدع على هذا اللقاء الجميل والحوار الممتع والشيق.مؤخراً في أحد مقاهي معشوقته الجميلة عدن وكان الحوار التالي :
أخبار متعلقة