للوقاية مدى الحياة يجب تحصين كل الفتيات والنساء في عمر (15-45 عاماً) بخمس جرعات
لقاء/ وهيبة العريقيولدت رواسب الأمية والجهل عادات وممارسات سلبية أثناء التوليد وقطع الحبل السري، مثلت تحدياً حقيقياً ابرز أهمية هذه المشكلة وتكريس جهود توعوية واسعة ليعي الناس جيداً أهمية العدول عن الممارسات السلبية عند التوليد ويولون اهتماماً متزايداً بتحصين بناتهم ونسائهم في الفئة العمرية من (15-45 عاماً) ضد الكزاز الوليدي، إلى جانب تحصين أطفالهم من هذا المرض وسائر أمراض الطفولة القاتلة:وبما إننا نشهد تنفيذ جولة ثانية من حملة التحصين للتخلص من مرض الكزاز الوليدي، تستهدف النساء من عمر (15-45 عاماً) في الفترة من (7-12 يونيو 2008م).. و من خلال اللقاء الذي جمعنا بالدكتورة/ فاطمة إسماعيل الاكوع- اختصاصية أمراض النساء والولادة، سنبرز جوانب أساسية مهمة عن مرض الكزاز الوليدي وما يضمن وقاية النساء وحماية المواليد من التعرض للإصابة بهذا المرض القاتل. حيث جاء فيه..[c1]مكمن المشكلة[/c][c1]ماذا عن حجم ومؤشرات الخطورة لمرض الكزاز الوليدي على الأمهات والمواليد؟ وأين مكمن المشكلة؟[/c]- هناك مؤشرات كثيرة وخاصة في الأرياف حيث التغطية بالخدمات الصحية متدنية والمسافات متباعدة إلى جانب قساوة التضاريس. فهناك تقديرات لمنظمة الصحة العالمية بوجود أكثر من حالة واحدة لكل ألف ولادة حية، وليس بالإمكان تحديد عدد حالات الإصابة والحد من الوفيات التي يسببها هذا المرض القاتل.وهنا أؤكد على ضرورة اهتمام وزارة الصحة بتنشيط الترصد الوبائي لمرض الكزاز الوليدي من خلال تأسيس نظام ترصد يعتمد على المجتمع في الإبلاغ عن حالات الإصابة.والمعروف أن الإصابة بهذا الداء الوخيم تتسم بخطورة كبيرة، خاصة على حديثي الولادة. إذ ليس لديهم مناعة يكتسبونها من أمهات هن اصلاً لم يسبق أن تطعمن ضد هذا المرض حتى يحصلن على مناعة دائمة ضد الكزاز الوليدي لينقلها إلى مواليدهن ايضاً عند الولادة حتى يظلوا محميين وبمأمن من الإصابة بالمرض بصورة مؤقتة حتى الشهر الثاني من العمر علاوة على أن التوليد والأدوات التي تستخدم فيه لقطع وربط الحبل السري اساساً المفتقرة إلى النظافة اللازمة الكفيلة إلى جانب التحصين بحماية الأمهات وحماية مواليدهن ضد داء الكزاز.[c1]البيئة الخصبة[/c][c1] مادور الولادة النظيفة والتعامل النظيف عند قطع الحبل السري في الحد من مرض (الكزاز)؟ وماهي البيئة الخصبة لجراثيم الكزاز الوليدي؟[/c]- مالايعرفه الكثيرون ان جراثيم المرض بإمكانها العيش في أي مكان والتكيف مع مختلف الظروف والأجواء.. الباردة او الحارة، ولها القدرة على تحمل الجفاف مدة طويلة، ومتى سنحت لها الظروف المناسبة عاودت النشاط والتكاثر مجدداً.وبالتالي فهي منتشرة في البيئة التي تحيط بنا.. في المواد والأشياء وعلى الأسطح الملوثة كما يمكن ان تعلق بجلد الإنسان ومن ثم العيش في التشققات والأسطح الميتة منه حتى تجد لها منفذاً تلج منه لتغزو بسمومها الجسم ويمكن ان تلوث الجروح بما فيها الحبل السري للوليد عند قطعه بأداة غير معقمة أو ربطه بخيط غير معقم، حتى لو صادف أن كان الوليد قد حصل على مناعة مؤقتة من أمه المحصنة سابقاً ضد الكزاز حيث لا يمكن اعتباره بمأمن من الإصابة بجراثيم الكزاز مع هكذا حال، وذلك عندما تضعف مناعته ضد هذا المرض والتي يفقدها بالتدريج عقب ولادته إلى أن تصير معدومة تماماً في الشهر الثاني من عمره، ما يتيح- بسبب بقاء جراثيم المرض حية باقية كل تلك المدة في النسيج الملوث في موضع القطع- إمكانية معاودة المرض لنشاطه من جديد بانتهاء مدة الحماية من المرض التي حصل عليها من أمه المطعمة ضد داء الكزاز الوليدي.[c1]سريان المرض[/c][c1] هل من توضيح لكيفية سريان عدوى الكزاز الوليدي وانتقالها إلى الوليد بشكل خاص؟[/c]- عدوى الكزاز- عادة- تنتقل عن طريق تلوث الحبل السري بجراثيم الكزاز التي تطلق سمومها في الجسم حيث تمكث الجراثيم في الجرح ولا تبرح مكانها إلى أي عضو في الجسم على الإطلاق بل تفرز سموماً تسري في الدم أو الأعصاب لتصل وتصيب الجهاز العصبي المركزي للضحية.وغالباً ما تكون الممارسات الخاطئة المتعلقة بعملية الولادة السبب في انتقال العدوى، الولادة التي لا تتم على سطح أو موضع نظيف، قطع الحبل السري بأداة تفتقر إلى النظافة والتعقيم كالمقص، السكين، موس الحلاقة، الحجر أو أية أداة حادة لم تكن نظيفة بما فيه الكفاية، وكذلك عدم ربط الحبل السري بخيط أو قطعة قماش معقمة، أو وضع أية مواد ملوثة، كالتراب، الرماد، الكحل، الملح، على سرة الوليد.أضف إلى أن إجراء الختان باستخدام الأدوات غير النظيفة التي ذكرناها وسيلة فعالة لإصابة الوليد بالمرض.[c1]الملامح المرضية[/c][c1] ماهي الأعراض المرضية للكزاز والوضع الذي يبدو عليه المريض بسبب هذه الأعراض وتداعياتها على الصحة؟[/c]- ظهور أعراض الإصابة بالكزاز تبدأ عند الكبار ي اقل من (3-28 يوماً) من تلقي العدوى..وللعلم فان للمرض اعراضاً وعلامات ينفرد بها عن باقي الأمراض كتصلب الرقبة وعضلات الجسم، وعجز المصاب بالمرض عن فتح فمه بما في ذلك صعوبة البلع وحدوث نوبات تشنج لعضلات الجسم.أما علامات المرض عند الأطفال فيتراوح ظهورها بين اليوم الثالث والثامن على الولادة وعلى اثر ظهورها تتصلب عضلات الوجه والكفين ثم الرقبة، ثم باقي الجسم وترتفع درجة الحرارة ايضاً ويزداد خفقان القلب ويزداد التعرق، كما تنقبض أصابع اليدين حتى انه يصعب فكها بسهولة، وتكون معها ايضاً صعوبة التنفس. بالإضافة إلى توقف الطفل عن البكاء والرضاعة.ولعجز الوليد عن الرضاعة فان ظهور نوبات التشنج الشاملة للجسم، وصعوبة الوليد المصاب عن التنفس الذي يتحول بعد ذلك إلى عجز كامل عن التنفس، وبالتالي أي من ذلك يؤدي الى الوفاء.[c1]المنظومة الوقائية[/c][c1] بماذا نكفل وقاية الأمهات والمواليد من مرض الكزاز الوليدي، وكذا التخلص والقضاء على هذا المرض القاتل؟[/c]- منظومة الوقاية الجسدية للمواليد وأمهاتهم من مرض الكزاز الوليدي تعتمد على التحصين والولادة النظيفة الآمنة وإتباع الطريقة السليمة والنظيفة عند التوليد واستخدام أدوات نظيفة معقمة سواءً قامت بالتوليد طبيبة أو قابلة مدربة ماهرة أو حتى مولدة عادية أو جدة.فعند قطع الحبل السري، وكذا عند الختان يجب استخدام أداة نظيفة، مثل الموس الجديد لم يسبق ان استخدم قبلاً، أو مقص نظيف بعد غليه بالماء جيداً لتعقيمه كذلك الإجراء عينه بالنسبة للختان.كما لابد من تجنب وضع أية مادة لمداواة الجرح الذي يحدثه قطع الحبل السري للوليد او عند ختانه كالرماد أو التراب أو السمن أو الكحل أو الملح، لأنها مواد ملوثة قد تنقل جرثومة الكزاز إلى الجرح فتبث سمومها في الجسم، مما يعرض حياة الوليد لخطر محقق.كذلك يجب ربط الحبل السري بخيط نظيف معقم بعد غليه بالماء لمدة نصف ساعة على الأقل.أما بالنسبة للتحصين ضد الكزاز الوليدي للفتيات والنساء في سن(15-45 عاماً) فلابد من ان تستوفي بالجرعات الخمس المضادة لهذا المرض، ليكتسبن منها مناعة مدى الحياة من هذا المرض.كما إنها تولد مناعة تنتقل إلى المواليد عند الولادة فيولدون محميين من الكزاز لأسابيع قليلة من أعمارهم.ثم بعد ذلك يم بناء المناعة ضد الكزاز من جديد وجعلها دائمة عند بلوغ الطفل شهر ونصف من عمره، بتحصينه باللقاح الخماسي الذي يدخل في تركيبته اللقاح المضاد لمرض الكزاز، والحرص على اعطاءة جميع الجرعات الروتينية على نحو ما تحدد في كرت التحصين الخاص به.وأعود لأؤكد على أهمية حصول كافة النساء في سن الإنجاب في عمر (15-45 عاماً) على كامل الجرعات لقاح الكزاز حتى إذا تباعدت المواعيد الفاصلة بين الجرعة والأخرى، مع انه مع الأفضل حصولهن على جرعات اللقاح بشكل منتظم على النحو الموضح في جدول التطعيم.لا يسعني في الأخير ونحن نشهد تنفيذ جولة ثانية لحملة التحصين للتخلص من مرض الكزاز الوليدي التي تستهدف تحصين النساء من عمر(15-45 عاماً) في (60 مديرية) بمحافظات (الضالع-الحديدة-اب-لحج) إلا أن اذكر المستهدفات بان الفرصة مواتية فلا يفوتنها على أنفسهن ولن يتجاوز تنفيذ الحملة ستة أيام، خلال الفترة من (7-12 يونيو 2008م) فالتحصين ضروري للجميع حتى للمتزوجات وغير المتزوجات وكذا الحوامل على اختلاف أشهر الحمل.وعلى الفتيات والنساء في الفئة المستهدفة اللاتي تحصن في الجولة الأولى للحملة بالمديريات المستهدفة، وكذا من لم يتحصن مسبقاً، ان يسار عن خلال تنفيذ هذه الجولة من الحملة بالذهاب الى مواقع التحصين بالمرافق الصحية أو إلى المواقع الأخرى لفرق التطعيم غير الثابتة المنتشرة والمعلن عنها.[c1]المركز الوطني للتثقيف والأعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان[/c]