قصة قصيرة
اثمارهاشم كان الوقت يمر بطيئاً جداً ، كم تمنت لو ان بمقدورها ان تجعل عقارب الساعة تدور بسرعة اكبر لينتهي هذا اليوم الكئيب لقد كانت شاردة طوال الوقت ولم تستطع ان تركز على عملها جيداً مما دفع بصديقتها لسؤالها : - انت اليوم على غير عادتك هل بك شيء ؟- اشعر بصداع..! - صداع فقط ! أم مشاكل بينك وبين زوجك - ( ابتسمت ) اطمئني حياتي الزوجية مستقرة استأذنت من عملها باكراً وفي طريق عودتها للبيت مرت على مختبر التحاليل الطبية لتأخذ نتيجة الفحوصات التي اجرتها قبلاً ، كانت تشعر بالتوتر والا رتباك ومع هذا حاولت ان يبدو صوتها ثابثاً وهي تسأل الفتاة التي في المختبر . - هل نتائج الفحوصات جاهزة - ستجهز بعد ساعة < حدتث نفسها ساعة انه وقت طويل الى اين تذهب. رمت بنفسها على اقرب مقعد فقد كانت تشعر بالرجفة بجسدها كله كما ان قدميها كانتا غير قادرتين على حملها فخوفها من النتيجة جعلها تسأل نفسها مئات المرات ماذا لو صدق حدسي ؟ كيف سأتصرف حينها ؟انتزعها من تفكيرها صوت الفتاة العاملة بالمختبر وهي تقول لها . - الفحوصات جاهزة < جحظت عيناها وجف ريقها - مبروك انت حامل . شعرت وكأن الارض تدور لم تعد تتذكر كيف وصلت الى منزلها او بماذا ردت على الفتاة العاملة بالمختبر ، ربما لوكانت امرأة اخرى بمكانها لشعرت بسعادة كونها ستصبح اما للمرة الاولى ولكن وضعها هي مختلف !! هل تتخلص من هذا الحمل ؟ لو فعلت ذلك لعرف زوجها بحملها وعاتبها الاخرون على ذلك ؟! ولكن ما الحل هل تبقي على هذا الجنين في احشائها وتحتمل التي قد تزينها ؟نظرت الى صورة زوجها وشعرت وكأن سكيناً يشق صدرها ، زوجها يالهذا الزوج الذي جعل حياتها جحيماً لايطاق وكأن لها يداً في الوضع الذي هو فيه ، لقد اعتبرها كثيرون محظوظة بالزواج من رجل له مكانته بين الناس ويحظى بحب واحترام الجميع فليأتوا الان ويروا كيف يعيشان انهما غريبان تحت سقف واحد فقد تنقضي ايام دون ان يكلم احدهما الاخر ، نزوحها يذهب لحمله صباحاً ولايعود للبيت الا في ساعة متأخرة من الليل ليستلقي على فراشه وينام وكأنها ليس لها وجود ، بينما تظهر على ملابسه آثار احمر الشفاه وروائح عطور نسائية حتى انها اصبحت تعرف النساء اللاتي يقضي معهن زوجها وقته كل واحدة من عطرها . لطالما طالبته بالطلاق اكثر من مرة ولكنه كان يرفض باصرار شديد وفي ذات الوقت كان تجاهله لها يشعرها بانها امرأة غير مرغوبة ، لقد قاومت هذا الوضع كثيراً ولكن في لحظة ضعف احست بانها لن تستطيع ان تقاوم اكثر فسلمت نفسها لآخر استطاع ان يحرك الاحاسيس الكامنة بداخلها.حملها الان سيجعل المواجهة بينها وبين زوجها وشيكة فاما يقبل بهذا الطفل رغم خيانتها له مع آخر اوينكر نسب الطفل اليه وبذلك سيكتشف الناس انه عقيم وهو السر الذي اخفياه عن الجميع طيلة فترة زواجهما حتى لاتهتز صورته امام الاخرين .