يتزين الوطن الحبيب هذه الأيام بتواجد نوارسها من المغتربين في أصقاع الدنيا، تلك الطيور التي تغرد بعشق الوطن وتغني بالولاء والانتماء له وقد وصفهم فخامة الرئيس القائد / علي عبدالله صالح بالسفراء الشعبيين للوطن لما يحملونه من عادات وتقاليد وقيم يمنية ينثرون عبقها بكل أرض يقيمون فيها.وهكذا (اليمني) خلال حقب طويلة من السنوات كان ولا زال مثالاً نموذجياً يحتذى به ويكفيه فخراً أنه نشر الإسلام في كثير من دول شرق آسيا وساهم في البنية التحتية لكثير من دول الخليج والتي يعتبرها وطنه الثاني لتشابه السلوك في الحياة المجتمعية وصلة الرحم والدم والإخاء.المؤتمر العام الثالث تستضيفه صنعاء بتحضير جيد من قبل الوزارة المعنية وغيرها من الوزارات ذات العلاقة حيث سبق ذلك زيارة الأخ / أحمد مساعد حسين وزير شؤون المغتربين لعدد من الدول تحضيراً للمؤتمر من خلال تلمس قضاياهم ومعرفة عمق معاناتهم ما أعطى انطباعاً جميلاً عند كل المغتربين بجدية انعقاد المؤتمر والخروج بقرارات وتوصيات (نتمنى تنفيذها) لمصلحة المغترب الذي يعتبر رافداً قوياً للاقتصاد الوطني من خلال تحويلات أموالهم للاستثمار أو دعم أهلهم وذويهم .. وسبق المؤتمر لقاءات اقتصادية مع رجال الأعمال من المغتربين وأصحاب رؤوس الأموال المهاجرين وقد قدمت عدة أوراق مرتبطة بالاستثمار مع الشرح المسهب حول الاستثمار والفرص المتاحة بهذا الجانب والتسهيلات المتاحة لهم وقد نجحت تلك اللقاءات وتركت أثراً طيباً من خلال شفافية الطرح والرغبة الصادقة بتحويل تلك الأوراق إلى برامج عمل خاصة وأن بلادنا قد أعدت البنية التحتية وجهزت الأساسيات لإنجاح المشاريع الاستثمارية وكان تواجد (الوزراء) كلٍ في مجال اختصاصه قد سهل الأمور وخلق الآمال في نفوس مغتربينا وطيورنا المهاجرة بحلم المشاركة في بناء الوطن.نأمل لكوني واحداً من تلك الطيور وحطت بي الرحال في الوطن الحبيب بعد غربة دامت أكثر من (25)عاماً .. نعم نأمل ونتمنى ونرجو أن لا تكون القرارات والتوصيات التي سيخرج بها المؤتمر (متشابهة) مع القرارات للمؤتمر الأول والثاني فقد أقر المؤتمر الثاني إنشاء بنك للمغتربين والضمان الصحي والاجتماعي وغيرها من القرارات التي ظلت (أوراقاً في أدراج المختصين دون تنفيذها) نريد مصداقية التنفيذ وجدية العمل لمصلحة المغترب تشجيعاً له حتى نجعل الانتماء والعشق للوطن موالاً جميلاً نتغنى به بتحقيق منجزات تحفز كل مغترب للاستثمار أو حتى لزيارة الوطن فليس ما يهمنا هنا رؤوس الأموال فقط لكن يهمنا كل مغترب وكل إنسان يمني أجبرته الظروف على أن يكون بعيداً عن الوطن بجسده لأن ثقتنا بأن روحه تسكن قلب الوطن.هناك مشاكل عديدة يعيشها المغترب وخاصة في دول الخليج وهي كثيرة لكننا سنوجز أهمها خاصة التي لا تجد اهتماماً لها أو رعاية من وزارة شؤون المغتربين - مثل - الإقامة والكفيل - الذي يذوق بها المغتربون الأمرين وكذلك الأراضي والمشاريع التي يقوم بعض المغتربين بشرائها أو العمل بها ثم يصادف استيلاء بعض المتنفذين عليها ما يحبط هممهم ويخلق فيهم الخوف الذي يدفعهم إلى التراجع إضافة إلى أنه يجب أن نحدد جهات قضائية لتحل مشاكل المغترب وإعطائه الفرصة للعودة إلى وطن الاغتراب وهو مطمئن على حاله وماله بدلاً من قتل الوقت في (المطافحة) بغير ذات جدوى ولربما يظن البعض إنها قضايا سهلة ولا تحتاج للاهتمام لكنها عند المغترب هي كبيرة وتقلقه كثيراً ونتمنى من المؤتمر أن يهتم بطلابنا المبرزين في دول الاغتراب بمنحهم فرص التعليم العالي وكذلك الرعاية الصحية ففي بعض دول الخليج لا تعطى للطالب المغترب فرصة التعليم العالي ولو كانت درجاته 99 % ويحرم أيضاً المغترب وأولاده من العلاج في المستشفيات الحكومية حيث يعتمد ( الأب ) المغترب على تدريس أبنائه من المراحل الأساسية في المدارس الخاصة وعلاجهم في المستشفيات الخاصة على نفقته الخاصة ( وايش الديك وايش مرقه ) أتمنى من وزارة شؤون المغتربين ومن الدولة التنسيق مع قيادات تلك الدول لتسهيل معاملة أبنائنا وإعطائهم فرص الحياة الكريمة.
أخبار متعلقة