مع الأحداث
اتصل بي بعض الأصدقاء يستفسرون عن الزواج السياحي وانطلق البعض من خلال الانترنت وما يحمل في خباياه من معلومات مثيرة وغريبة وما يقدمه البعض من أبحاث ومعلومات تتناقض مع واقعنا وتثير الشكوكفحين سألني أحد الباحثين عندما اطلع على بحث عن الزواج المبكر وأضراره لاحظ أن بعض مراسيم الزواج قد تمت لبعض البنات في مدينة المكلا وبعض من وادي حضرموت أن أعمارهن لا تتجاوز اثني عشر ربيعاً أي أن البنت قاصر ولا تحمل بطاقة شخصية فكيف تم لها عقد النكاح.أما المصيبة الثانية فهي ازدهار وانتشار الزواج السياحي وليعذرني القارئ الكريم إنني لست ضليعاً في دراسة الشريعة الإسلامية أو متخصصاً في جوانب الفتاوى أو التحليل والتحريم ولكنني أحاول أن ارصد بعض الظواهر الخطيرة التي بدأت تزحف على مجتمعنا الذي تعود على البساطة والكرم والطيبة فلماذا انتشرت هذه الظواهر؟مع دخول فصل الصيف يبدأ التدفق الزوار من دول الحليج والسعودية وأغلبهم يمنيون مقيمون أو رجال أعمال في تلك الدول لزيارة هذا البلد الجميل والتمتع بمناخاته الجميلة وطبيعته الساحرة وزيارة الأهل والأقارب مستفيدين من فارق العملة كذلك التعرف على المعالم التاريخية والأثرية التي تحكى حضارات غدت من أعظم الحضارات الإنسانية التي شيدت عبر عصور من التاريخ القديم والمتوسط وظلت وستظل خالدة.وبالنظر إلى الظروف الدولتين والإقليمية فإن اليمن ستمثل القبلة الأولى لسائحين والباحثين من الأشقاء في دول الخليج عن أماكن جميلة لقضاء إجازة فصل الصيف بعيداً عن التعقيدات التي تفرضها الدول العربية على الزوار العرب ولكن هل توجد برامج ترويجية هادفة تشبع رغباتهم واحتياجاتهم من السياحة.وتزداد توقعات ارتفاع نصيب اليمن من السياح والزوار القادمين من دول الخليج بعد الإجراءات الرسمية الخليجية واليمنية والهادفة إلى تأهيل الاقتصاد اليمني للاندماج في الاقتصاديات الخليجية وانعقاد مؤتمرات الاستثمار السياحي والعقاري ومؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية في اليمن وهو مايعزز زيارة العديد من رجال الأعمال إلى اليمن خلال فصل الصيف لقضاء عطلة الصيف بحث فرص الاستثمار لمتوفرة المناخات والامتيازات المتاحة لاسيما ان عدداً من رجال المال وبعض رؤوس الأموال والشركات الخليجية أعلنوا عن رغبتهم في الاستثمار في اليمن.باعتبارها بلداً بكراً مستقبلها واعد فيما أعلن البعض عن إنشاء مشاريع سياحية واستثمارية كبيرة أبرزها في المجال السياحي مشروع “ جنة عدن” ولقد زرت مؤخراً خلال الإجازة نصف السنوية مع أفراد أسرتي مدينة عدن وكم سعدت بها تنتهجه السلطة المحلية في محافظة عدن من دعم وتأهيل وتطوير للعديد من المنشآت السياحية وافتتاح العديد من المطاعم السياحية الرائعة مثل منتزه “ أمواج” على الطريق السريع المؤدي إلى الشيخ عثمان ومطاعم الحمراء ومطاعم الدلفين ولاشك مجمع عدن مول يشكل قاعدة تجارية وملتقى سياحي وقفزة نوعية للعلاقات التجارية والتجمع الأسري والشبابي في أجواء مرحة.لقد أكد لي أحد المسئولين عن السياحة في عدن انه خلال الإجازة نصف السنوية للطلاب بلغ عدد الزوار لعدن إلى مليون زائر باستقطاب بعض الفنانات العرب ومانتج عن ذلك النشاط السياحي من تشغيل للأيدي العاملة وهذا ما نكتشفه أن معظم العمال من عدن من القطاع النسائي الأمر الذي ينذر بوجود مخاطر وتفسخ خلقي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلادنا من ناحية وغلاء الأسعار وعدم وجود وظائف من ناحية وتشغيل الأيدي من ناحية أخرى.أن السياحة العالمية تقلصت خاصة بعد موجات الإرهاب ضد السياح البلجكيين والاسباني وتكلفة البرامج السياحية ولهذا فإنه المخرج لتنشيط السياحة هو التركيز على السياحة اليمنية والتي نجد أن معظم دول العالم العربي تعتمد عليها مثل لبنان ومصر وتونس والإمارات والبحرين ولكننا ينقصنا البرامج الترويجية لجذب السياح من دول الخليج ونحتاج إلى برامج وإجراءات أخرى لحماية المجتمع.من الآثار السلبية للسياحة لحماية المجتمع من السلوكيات الضارة وللحفاظ والتمسك بمبادئ وقيم ديننا الإسلامي الحنيف.أن الزواج السياحي المنتشر هذه الأيام ليس أول ولا آخر تلك الإفرازات ولكن ظاهرة تزايد المتسولين فلقد حز في نفسي عندما استقبلت بعض الوفود السياحية من مطار المكلا الدولي واذا بي أرى مجموعة من النسوة تنقضن على السياح...!تصوروا في مطار دولي .. كيف تم السماح لهن على مرآى ومسمع من أمن وحراسة المطار وهذا يعطي صورة سيئة عن بلادنا.متتبعهم الهواجس أو الظواهر التي بدأت تلقى بظلالها على مجتمعنا وأمل أن تكون هناك إجراءات صارمة لمنع الزواج السياحي لنحمي مجتمعنا من الوقوع في براتن الفساد ولا يعطي بعض العابثين والمستهترين والقائمين على الترويج لذلك فرصة لاستغلال الظروف المعيشية واصطياد بنات الفقراء والمحتاجين بواسطة الزواج السياحي الذي ربما يكون بدون عقد..وبقدر ما يهمنا تطور السياحة وزيادة مردوداتها فإنه يجمعنا أيضاً قيمنا وأخلاقياتنا وتماسك مجتمعنا وهو ما يتطلب اليقظة والحذر من الجهات المعنية ووضع ضوابط على الشقق المفروشة وبعض الفنادق والتي للأسف تسيء إلى سمعة السياحة وتهدف إلى الربح السريع بغض النظر عن الوسائل والإغراءات التي يتم إتباعها.إنني أمل خلال أثارة هذا الموضوع للقارئ الكريم التعريف بالمخاطر والمفاسد التي بدأت تزحف على مجتمعنا الإسلامي ونأمل أن تكون هناك استجابة وتعقيبات وندوات توعوية لتحصين المجتمع قبل فوات الأوان.