بالفاكس السريع
لاشيء في أفق حياتهم يوميء بانفراج أزمتهم اومعاناتهم الممتدة منذ زمن فقدان الامل سمة احاديثهم الممتعضة بكل ماتحمل في تعابيرها من هموم ..شباب تعذرت أمامه سبل الحياة .. لايجد مكاناً لتصريف طاقاته .. مما يجعل حالاتهم العصبية الهستيرية تبدو مستفزة لأتفه الاسباب .حدثني أحدهم عن طرق بعضهم البارعة في إختيار وإبتكار كل مايتصل بالكيف حاسة شمنا كما قال لم تعد حساسة كما ينبغي بل إنها لاتستجيب لهذه المسكنات الخفيفة التي نلجأ إليها باعتبارها مخارجنا الوهمية من هذا الحال .حالة من عدم الاكتراث والعدوانية غير المبررة التي يبدونها تجاه الآخرين هي نمط من سلوكيات فجة مشاكسات وخصوصيات بعضها حادة لاتعليل لوقوعها سواء أن أصحابها شباب من هذا النوع المحبط .فقدان الامل بالحياة وبإمكانية العيش الكريم والعمل تحت سماء الوطن .من المحبطات الجسيمة على الذات .فيض مفرزات البطالة لايمكن حصرها بما سلف فهذا الداء يحمل في طياته مخاطر إجتماعية لاحدود لها .لانريد إنكاء جراحات الآباء الاكثر تحملاً لهذا العناء وذلك المستوى غير المسبوق من عقوق الوالدين ..هؤلاء الآباء والامهات .. ممن بذلوا الجهد في سبيل الابناء.. لايجدون حلاً لمعضلة البطالة التي ولدت هذا المستوى من الانحرافات الاخلاقية والسلوكية .التي هي وليدة هذا الواقع المؤسف ربما نبدو كمن يدفنون رؤوسهم في الرمال لانريد أن تبلغ المصارحة حدها .وهو مايرجح تفاقم مأساتنا مأساة هذا الجيل ممن يعيشون وطأة المعاناة الادهى مما سلف أن لا حلول للمشكلة على المدى القريب وهو ماينذر بوضع كارثي بكل مافي الكلمة من معنى .ثم ماذا يرجى من شباب يعيش هذا المستوى من الاحباط وفقدان الامل ..إنها مأساتنا الاجتماعية الحادة التي تعكس نفسها سلباً على واقع الحياة برمتها فمن غير الممكن قطعاً الحديث عن إبداعات الشباب .. والتفوق في تحصيلهم العلمي .. في ظل هموم بهذا الحجم من المعاناة .إنها البطالة التي تنخر قيم المجتمع ونفوس ابنائه ..معها لايمكن الحديث عن ذلك المستوى الذي عهدناه في مجتمعنا من تكافل إجتماعي وقيم .. وطموح الانسان .إنها وبحق قضية إجتماعية لايمكن أن تواجه بالسكوت أو بالتحفظ عن الرقم الحقيقي للبطالة ..فالمسؤولية تقتضي وضع المخارج والمعالجات الصائبة بما يكفل المجتمع العيش الكريم .. وبما يمكن من توجيه طاقات الشباب وابداعاتهم إنه الاستثمار الحقيقي للعقول البشرية ..القادرة على تغيير الواقع وإشراء الحياة إن وجدت الاهتمام .عبدالقوي الاشوال