رغم الإنجازات التي حققتها في السنوات الماضية
المنامة / متابعات :حققت ألعاب القوى البحرينية الكثير من الإنجازات في السنوات الماضية، لكن سجل الاتحاد الملطخ بقضايا تناول المنشطات، وارتباط مشاركة اثنين من عدائيه المجنسين بـ»إسرائيل» أساء إلى سمعة البحرين.فمنذ العام 2007 والاتحاد البحريني لألعاب القوى يتعرض للكثير من الضربات الموجعة، فهو ما إن يخرج من حفرة، حتى يسقط في أخرى، وربما سيدفع الثمن في الانتخابات القادمة التي ستجري عام 2012، خصوصاً بعد نقل تبعية الاتحادات الرياضية من المؤسسة العامة للشباب والرياضة إلى اللجنة الأولمبية، حيث يعد مسؤولوها بالتصدي للفساد المالي والإداري في الاتحادات الرياضية، والحرص على استقلالية الجمعية العمومية لتقول كلمتها بكل شفافية في الانتخابات.وكانت أولى الضربات القاضية التي تلقاها الاتحاد، في شهر يناير 2008 م حين بثت وكالات الأنباء خبر مشاركة العداء البحريني مشير سالم (كيني الأصل) في ماراثون طبريا بإسرائيل.وقرر الاتحاد البحريني لألعاب القوى حينها شطب اللاعب وسحب جوازه البحريني، وأكد مسؤولوه أنه لا علم لهم بهذه المشاركة غير المدرجة في برنامج مشاركاته أساساً، موضحين للرأي العام أنهم لم يتحملوا أي نفقات مالية جراء هذه المشاركة، ومعتبرين ما قام به تصرف شخصي يتحمل تبعاته ومسؤوليته.وذكر الاتحاد أن سالم قد شارك بجوازه « الكيني» وليس «البحريني»، لكنه لم يقدم ما يثبت ذلك، خصوصاً وأن صحيفة «غيروزليم بوست» الإسرائيلية قد نشرت فوز سالم في الماراثون الذي أقيم في طبريا، مشيرةً إلى أنه يعتبر أول عربي رياضي يشارك داخل إسرائيل، ما يعني بأنه شارك بالجواز البحريني وليس الكيني!يذكر أن مشير سالم المولود في بوروندي، مثّل البحرين في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة التي أُقيمت في الدوحة، حيث أحرز المركز الثاني في سباق العدو 5000 متر. [c1]دواع إنسانية[/c]ولم يكد الاتحاد البحريني لألعاب القوى يفيق من هول الصدمة الأولى، حتى تلقى صدمة أخرى في شهر كانون الأول (ديسمبر) 2008 عندما تخلى العداء يوسف سعد كامل (كيني الأصل) عن الجنسية البحرينية بسبب وقف حوافزه المادية وتشجيعه على الكذب بشأن عمره بحسب ما ادعى.وقام الاتحاد بإصدار عقوبة بحق اللاعب، لكنه أعاده مرة أخرى إلى صفوف المنتخب، بناءً على الالتماس المرفوع منه، والذي تضمن طلبه بالعودة لتمثيل البحرين، حيث قبل المسؤولون في الاتحاد اعتذاره، وقرروا السماح له بالمشاركة في بطولة العالم بألمانيا لدواعي»إنسانية» بحسب ما جاء في البيان الصحفي للاتحاد، على أن يوقع تعهداً بعدم تكرار الحادثة، لكن ذلك قُوبل بموجة من السخط والاستياء لدى الصحافة المحلية التي انتقدت إعادة اللاعب إلى صفوف المنتخب بعدما أساء للبحرين وشعبها.ومن أبرز إنجازات كامل الفوز بذهبية سباق 1500 متر في بطولة العالم الثانية عشرة لألعاب القوى، وهو لايزال لاعباً في صفوف المنتخب البحريني.وفي العام الماضي، لم يهنأ البحرينيون بأول ميدالية أولمبية حققها العداء رشيد رمزي «مغربي الأصل» في سباق 1500 متر بدورة الألعاب الأولمبية التي أُقيمت في الصين بشهر آب (أغسطس) 2008، وذلك بعد ثبوت تعاطيه منشطات محظورة.وجاء هذا الخبر كالصاعقة على جميع الرياضيين في البحرين، لكن إصرار رمزي على براءته ونفيه تعاطي المنشطات أعاد لهم الأمل من جديد، خصوصاً وأنه تظّلم لدى محكمة الرياضيين في لوزان، إلا أن اللجنة الأولمبية الدولية أثبتت إدانته بعد أن أظهرت النتيجة إيجابية العينة (B) وأصدرت بحقه عقوبة الإيقاف لمدة سنتين، لتسحب منه الميدالية الذهبية التي كان لإنجازها صدى إيجابيا في البداية كونها أول ميدالية في تاريخ البحرين.المعروف أن رشيد رمزي هو أول عداء في التاريخ يحصل على الميداليتين الذهبيتين لسباقي 800 و 1500 متر ويحطم رقمهما القياسي في تاريخ بطولة العالم لألعاب القوى.[c1]منشطات وتطبيع رياضي[/c]لطالما كان البحرينيون يفخرون بالعداءة رقية الغسرة التي حققت الكثير من الميداليات الذهبية، لتثبت أن البحرين قادرة على إنجاب الأبطال دون الحاجة إلى تجنيس العدائين الأفارقة، فهي التي أهدتهم الميدالية الذهبية في سباق 200 م بدورة الألعاب الآسيوية التي أُقيمت في قطر عام 2006، ولقد حصدت شهرة واسعة لتمسكها بالحجاب الإسلامي.الغسرة التي تحظى بسجل خالي من تعاطي المنشطات منذ بداية مسيرتها الرياضية عام 2000 أثبتت فحوصات عينتها التي استخرجت منها أثناء المشاركة في ملتقى روما عن تناولها إحدى المواد المحظورة.ومع أنها قد أعلنت اعتزالها اللعب رسمياً بعد بطولة العالم بسبب بعض الظروف الصحية، إلا أن ثبوت تعاطيها المنشطات قد خدش سمعتها وسمعة اتحاد ألعاب القوى.أما آخر فضائح اتحاد ألعاب القوى البحريني فظهرت قبل عدة أيام عندما نشرت صحيفة “الأيام” البحرينية خبر مشاركة العداء آدم يونس بجوار العداء الإسرائيلي اندالو تاكالا في سباق 10 آلاف متر في بطولة العالم للشباب التي احتضنتها مدينة مونكتون الكندية قبل أسبوعين، وهو ما اعتبرته الصحيفة تطبيعاً واضحاً مع إسرائيل رغم أن الدول العربية تتمسك بمقاومة التطبيع وترفض الدخول معه في أية مشاركات رسمية على جميع الأصعدة والمستويات.ورأت الصحيفة أن الاتحاد كان بإمكانه تجاوز هذا المطب، خصوصاً وأنه كان علم بأسماء المتسابقين وهوياتهم، موضحةً “إذا كان الإداري المسؤول على علم بوجود العداء الإسرائيلي فتلك مصيبة، وإن لم يكن يعلم فالمصيبة أعظم”.ولايزال الاتحاد يلازم الصمت حيال هذه القضية، حيث لم يصدر منه أي رد فعل ينفي أو يؤكد الحادثة لغاية الآن أو يوضح ملابساتها للرأي العام على الأقل.