استطاع البرنامج الإذاعي (ما يصح إلا الصحيح ) والذي يبث يومياً على الهواء من إذاعة البرنامج الثاني ويتبنى إعداده نجم المسرح اليمني ( سالم العباب ) وكان إلى وقت قريب يقدمه بمعية المتألقة الراحلة ( أسمهان بيحاني ) رحمها الله واسكنها فسيح جناته.هذا البرنامج من حيث مضمونه الهادف استطاع أن يسجل لنفسه حضوراً قوياً بين البرامج الإذاعية الأخرى بل وفي أوساط شريحة عريضة من المستمعين وذلك نظراً لأهمية وقيمة المواضيع والقضايا التي يتطرق إليها. وما جعل هذا البرنامج محبباً أكثر إلى قلوب المستمعين تلك الطريقة المحببة التي أعتاد اتباعها في التقديم ابتداء من التقاط الظاهرة وما يترتب عليها من آثار خطيرة على المجتمع ثم المساهمة في اقتراح الحلول لها ثم الأسلوب الحواري المبني على البساطة والتلقائية وتتجلى الصورة أكثر عند عرض هذه الظاهرة من قبل الزوج ( أبو سليم ) والزوجة ( أم سليم ) وهذا الأسلوب الحواري بين الزوجين يعتبر من التقاليد القديمة لدى الأسرة اليمنية دأبت عليه حينما يكون الأمر متعلقاً بنقد الظواهر المخلة والمنافية للضوابط الاجتماعية والمظاهر الحضارية. أقول وهذه حقيقة يجب التأكيد عليها وتتمثل بأن هذا البرنامج على مدى الفترة التي قطعها من مشواره الطويل أجتهد كثيراً في كشف الظواهر التي يجب الوقوف أمامها والتصدي لها من قبل الجهات المعنية بالأمر وهي على قدر أهميتها وكثافتها لوتم حصرها وتجميعها لكان الناتج الأخير مجلداً ضخماً يمكن لهذه الجهات أن تعتبره مرجعاً لبرامج عملها كي تتمكن من القضاء نهائياً على هذه الظواهر السرطانية لا أن تعتبر نفسها خارج السرب من منطلق أن ما يتطرق إليه البرنامج هو على سبيل التعميم وليس التخصيص وهذا طبعاً من شأنه أن يقلل من مصداقيته خاصة حينما يكرر نفسه في إعادة قضايا وظواهر كان قد تطرق إليها في حلقاته السابقة وبذلك أصبح من السهل على المستمع الغيور تصنيفه على أنه مجرد وسيلة من وسائل التنفيس ولسان حاله يقول: ( يا فصيح لمن تصيح؟! ).
|
اتجاهات
برنامج “ما يصح إلا الصحيح” و سالم العباب الفصيح
أخبار متعلقة