بمناسبة مرور الذكرى الثانية لرحيله
سميرالعزيفي الثلاثين من أغسطس من صباح الثلاثاء 2005م توقفت نبضات قلب الفنان القدير طه فارع عن الخفقان بعد صراع طويل مع المرض ومع قلبه المتعب ليرحل عنا تاركاً العديد من الأغنيات الجميلة من أعماله الإبداعية.وقد بدأ الفنان طه فارع سلم الفن منذ بدايته بداية صحيحة في مشواره الفني الذي بدأه (كورس)ثم مطرباً عندما ظهر لأول مرة كصوت غنائي جميل في أغنية (نظرة عيونك سهام) من الحان الفنان القدير يوسف احمد سالم علماً بان الفنان طه فارع كان قد بدأ مشواره الفني متاثراً بالفنان الكبير محمد مرشد ناجي الذي احتضنه وقدم له عدداً من الأغنيات واستطاع الفنان طع فارع عام 1964م ان يخوض قبل ذلك تجربة التلحين مقدماً باكورة الحانه( ماشنفعك إلا انا) في بداية أول لحن له وهي أغنية من كلمات الفنان الكبير الراحل محمد سعد عبدالله وقد أبدع في تقديم ألوان مختلفة من ألوان الغناء اليمني لنفسه ولغيره من الفنانين والفنانات أمثال المنلوجست فؤاد الشريف واسمهان عبدالعزيز ورجاء باسودان ونجيب سعيد ثابت وأنور مبارك وفيصل صلاحي.. وكان ثاني ألحانه من كلماته ايضاً أغنية (أنا أتحداك تتكلم صراحة) وقد كان لهذه الأغنية تحديداً شعبية في عدن خلال تناقل الناس وترديدهم لها.في بداية حياته الفنية غنى من الحان كبار الفنانين أمثال محمد مرشد ناجي، محمد سعد عبدا لله، خليل محمد خليل، يوسف احمد سالم، فيصل عبدالعزيز محمود، اسكندر ثابت، عبدالرحمن باجنيد.. كما لاننسى ان الفنان طه فارع إلى جانب تعامله مع هؤلاء الكبار إلا انه كان يلحن لنفسه ايضاً وله العديد من الألحان العاطفية والوطنية والحان خاصة بالأطفال .. رحل الفنان طه فارع ورحل قبله محمد سعد عبدا لله ومحمد سالم بن شامخ ومسلسل النكران والجحود للفنانين المبدعين مازال مستمراً يرسم ملامح التجاهل واللامبالاة تجاههم وهم الذين افنوا حياتهم من اجل الفن.وطه فارع واحد من أولئك الذين قدموا كل مالديهم من غناء والحان وإبداع وتجاهلهم الزمن ونسوا أنفسهم وصحتهم أثناء مشوارهم في طريق الإبداع واستفاقوا على وهم او شيء اسمه التجاهل بعد ان أعطى الفنان طه فارع الكثير من صحته وراحته للغناء وللفن حرصه على تقديم رسالته الفنية والثقافية على أكمل وجه وقد استطاع ان يصل بفنه الى كل مستمع يمني على امتداد الوطن ولم يقتصر على تقديم الأغنية العدنية بل جرب تلحين الأغنيات ذات الألوان المختلفة فوجد نفسه منصهراً مع تلك التلاوين المتجانسة للفن اليمني وكان صوتاً معبراً عن مشاعر وأحاسيس المحبين وأبدع مع أقرانه ممن عاصروه في تلك المرحلة حين بدأ الغناء والتلحين معاً.ونتذكر من أغانيه(هجرت وأبعدتني، غلطة عمر، يخاصمني ويضحك، يا منيتي، مرحب رمضان، الأب، انا حالف يمين الله) وغيرها الكثير من الأغنيات وقد تعامل مع العديد من الشعراء وأبرزهم، محمد سعيد جرادة، عبدا لله عبد الكريم، القمندان، عبدا لكريم مريد.ان الفنانين اليمنيين ينفرطون الواحد تلو الآخر بعد ان تلوكهم المعاناة ووطأة المرض.. وطه فارع احد الفنانين الذين اختلطت أغنياتهم بالأثير وأصابه الإحباط من التجاهل والجحود وظل يكابد المرض زمنا ورغم حاجته الا انه ظل عزيز النفس واقفاً كما تموت الأشجار واقفة.وكان للفنان الراحل طه فارع العديد من المقالات الفنية منذ عام 1963م في الصحافة اليمنية وقام بتأليف كتابين حويا سيراً ذاتية لبعض الفنانين اليمنيين الكبار وقصائد غنائية لبعض الشعراء الغنائيين اليمنيين الكبار تعود لفترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي وهو نوع من التوثيق للحركة الغنائية في اليمن إضافة إلى لمحات من تاريخ الأغنية اليمنية الحديثة في الخمسينيات وهو اسم الكتاب الذي له ضمن مؤلفين قام بتأليفهما الفنان الراحل طه فارع.رحم الله فناننا القدير طه فارع واسكنه فسيح جناته والهم أهله وذويه الصبر والسلوان ..إنا لله وإنا إليه راجعون..