رئيس الوزراء العراقي مع مرشح الحزب الديمقراطي الأمريكي اوباما
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال متحدث باسم الحكومة العراقية إن مرشح الحزب الديمقراطي الأمريكي للرئاسة باراك أوباما لم يناقش خطته لسحب القوات من العراق خلال 16 شهرا خلال محادثاته أمس مع رئيس الوزراء نوري المالكي. وردا على سؤال للصحفيين عما إذا كان موضوع سحب القوات قد نوقش مع المرشح الرئاسي الأمريكي قال علي الدباغ للصحفيين «كلا.. هذا الموضوع لانناقشه.» وأضاف «نحن نناقش الإدارة الأمريكية المسئولة الحكومية الحالية.. وحتى اوباما لم يتحدث عن شيء يخص الحكومة العراقية لأنه لحد الآن لا يحمل صفة رسمية حتى يمكنه الحديث مع الحكومة العراقية». وكان أوباما المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية وصل إلى العراق أمس الإثنين للاطلاع عن كثب على الأوضاع الأمنية في البلاد حيث تراجعت أعمال العنف إلى أدنى مستوياتها منذ بداية عام 2004. وتسلط زيارته الضوء على الإستراتيجية الأمريكية ومستوى القوات في العراق في سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجرى في نوفمبر ويواجه فيها أوباما المرشح الجمهوري جون مكين. وهناك أكثر من 140 ألف جندي أمريكي في العراق. وكان أوباما دعا إلى سحب القوات القتالية الأمريكية من العراق خلال 16 شهرا من توليه الرئاسة إذا فاز في الانتخابات. وقالت قناة (العراقية) التلفزيونية وشهود عيان إن أوباما التقى برئيس الوزراء نوري المالكي في بغداد. ولم تتوفر تفاصيل أخرى عن زيارة أوباما التي لفتها السرية لأسباب أمنية. وزار أوباما أفغانستان في مطلع الأسبوع وهي التحدي الكبير الآخر فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الذي يواجه الرئيس الأمريكي المقبل. ووصف أوباما الوضع في أفغانستان بأنه «مقلقل وملح» مضيفا أن على واشنطن أن تبدأ التخطيط لنقل المزيد من القوات من العراق إلى هناك. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لمح في وقت سابق من الشهر الحالي إلى تحديد جدول زمني لسحب القوات الأمريكية من العراق رغم أنه لم يحدد أي تواريخ. ورحب أوباما بتلميحات المالكي ولكن بعض العراقيين يصرون على أن الجيش والشرطة لا يمكنهما التصرف بمفردهما وأن أي انسحاب للقوات الأمريكية قبل الأوان قد يفتح الباب أمام أعمال العنف التي كادت أن تمزق العراق منذ فترة ليست بعيدة. ونفت الحكومة العراقية الأحد أن يكون المالكي صرح في مقابلة مع مجلة (دير شبيجل) الألمانية أنه يساند خطة أوباما بوجوب مغادرة القوات الأمريكية القتالية العراق خلال 16 شهرا. وقالت الحكومة العراقية إن تصريحات المالكي للمجلة ترجمت بشكل خاطئ. وكان أوباما تعرض لهجوم من مكين لعدم قيامه بزيارة مؤخرا لتقييم الأوضاع في العراق عن كثب. وزار مكين العراق ثماني مرات في حين زار أوباما العراق مرة واحدة فقط عام 2006 قبل شهر من تفجير متشددين مزارا شيعيا مقدسا في سامراء في هجوم أغرق العراق في قتال طائفي. وذكرت السفارة الأمريكية أن أوباما الذي يزور العراق ضمن وفد من الكونجرس الأمريكي سيلتقي أيضا بالقوات الأمريكية. ومن المرجح أن يبلغ القادة الأمريكيون أوباما أن المكاسب الأمنية هشة ويمكن أن تتعرض للخطر إذا جرى خفض القوات بشكل متسرع. وفي إطار سعيه لتعزيز أوراق اعتماده فيما يتعلق بالسياسة الخارجية سيزور أوباما دولا أخرى في الشرق الأوسط وقوى كبرى في أوروبا الأسبوع الحالي. ولم يجر إدراج أي مؤتمرات صحفية في جدول أعماله في العراق. وكان أوباما أثار جدلا في الثالث من يوليو تموز عندما قال إنه قد « يشذب» آراءه المتعلقة بسحب القوات القتالية من العراق خلال 16 شهرا ولكنه قال في وقت لاحق إن موقفه لم يتغير منذ أكثر من عام وإنه يعتزم « إنهاء هذه الحرب». ويقول مكين إن القوات الأمريكية الإضافية التي أرسلت إلى العراق العام الماضي ساعدت في إرساء الاستقرار هناك وانتقد تعهدات الديمقراطيين بانسحاب سريع واصفا إياه بأنه عمل «متهور»، ولكن مع تراجع أعمال العنف بشكل كبير أصبحت بغداد أكثر ثقة في قدراتها الأمنية. واتفق المالكي والرئيس الأمريكي جورج بوش الأسبوع الماضي على تحديد « أفق زمني» لخفض القوات الأمريكية في العراق. وكان هذا الاتفاق هو الأقرب لاعتراف إدارة بوش بالحاجة إلى وضع جدول زمني لخفض القوات الأمريكية في العراق. وعارض بوش لفترة طويلة وضع جداول زمنية لانسحاب القوات. وفي كلمة ألقاها يوم الثلاثاء الماضي قال أوباما إن تركيز الولايات المتحدة الضيق على العراق يشغلها عن مخاطر أخرى وتعهد بتحويل الموارد لقتال تنظيم القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان. وكان بوش أعطى أوامره بإرسال 30 ألف جندي إضافي للعراق في بداية عام 2007 لمحاولة إنقاذ البلاد بعد أن كانت على شفا حرب بين الأغلبية الشيعية والأقلية من العرب السنة. وتغادر آخر هذه التعزيزات العراق الأسبوع الحالي تاركة 140 ألف جندي أمريكي في البلاد أو نحو نفس العدد الذي كان موجودا هناك عندما أمر بوش بإرسال القوات الإضافية. وانتقد أوباما مكين وبوش لجعلهما العراق في مركز الحرب على الإرهاب وقال إنه سيتبع استراتيجية جديدة للأمن القومي من أجل إعادة بناء التحالف الأجنبي واستعادة العلاقات الدولية الطيبة التي دمرتها الحرب.