المياه في بلادنا غدت مشكلة المشاكل إذ لاتمر فترة زمنية من الهدوء إلاّ وتظهر منغصات لاحدود لها ، ويبدأ العد التنازلي للقيام بعمل يواجه هذه المشكلة أو تلك لكن سرعان مايفقد هذا العمل او ذاك بريقة بمرور الزمن .. وهكذا تدور الدائرة وتظهر المشكلة تلو الاخرى ولكن الحلول تبدو متعثرة في الواقع العملي .. أما نظرياً .. فهناك مايعطي زخماً متعاظماً يوحي بالاطمئنان .. في حين ذلك مجرد سراب في صحراء ليس إلاّ !ولتأكيد ذلك .. فإن الواقع العملي قد تمثل بحل جزئي لمشكلة شحة المياه في عدن تحديداً من خلال استقرار ضخ المياه في الفترة القليلة الماضية مايعني أن تحسناً ملحوظاً قد طرأ وهي نعمة نأمل أن تتضاعف بعون الله وأهل المياه الذين عودونا هكذا مواقف..أما الجانب النظري فهو حلم في أمنية يظلان في نطاق الغيب ونحن لم يخب ظننا بعد ، لكننا نتشاءم فقط إذ أن المشاريع الطويلة الامد .. محسوبة بمن عمرنا وزماننا هذا .. وأقرأوا ماصرح به المهندس حسن سعيد قاسم نائب مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بعدن للصحيفة قائلاً : (حققت المؤسسة خلال العام 2005م عدداً من الانجازات استطاعت من خلالها أن تحل جزءاً كبيراً من الازمة التي تعرضت لهما محافظة عدن جراء شحة المياه خلال الاعوام الماضية موكداً أنه تم حفر عشرين بئراً واستبدال الشبكة وتطوير منظومة الشبكة الحالية بحسب التغيرات التي حدثت في المحافظة ).طبعاً هذا الكلام حلو وجميل وقد علقنا عليه سلفاً وهو إنجاز ملموس لمؤسسة المياه وبلمسةمعظم السكان خاصة في الادوار العليا للمساكن ..برغم أن هناك من يشتكي الندرة في بعض الاحياء السكنية والبعض الآخر يشكو تضخم الفاتورة التي تقصم الظهر .. إلخ .. ونحن في هذا السياق نشيد بدور المؤسسة الملموس لكن التخوف أن يتحول ( الحب الى كره) في لحظة ما .. والامل أن تظل الامور في تقدم ملموس وأن تكون المياه تصب في مجراها الصحيح ، إلتزاماً ومصداقاً للتصريحات المعلنة بهذا الشأن ..أما الجانب الآخر من الموضوع فنقرأه على النحو الآتي من حديث المهندس حسن سعيد قاسم الذي يقول :"إن المشاريع الاستثمارية التي من المزمع إقامتها خلال الفترة القادمة ، مشروع الخطة الشاملة لمدينة عدن على مدى (25) عاماً .. وأن النظرة الصحيحة والمستقبلية التي من خلال وجود شركة متخصصة بإجراء دروسه شاملة لمدينة عدن تشتمل على تطوير شبكة المياه والصرف الصحي وتحديثها وتوسعتها خلال تلك الفترة وسوف تغطي احتياجاتنا من خلال إنجاز المشاريع والخطط اللازمة وأن إنجاز ذلك يعتمد على مراحل تواكب التطور العلمي والتقني والفني لمدينة عدن بما يواكب التطور الحاصل في بلاد العالم ..".وعندما تضع كلام المهندس بين أقواس فإن معظمه ليس نصاً حرفياً بقدر ما هو مضموناً وعلقنا عليه للفائدة لكن يظل الحال أن الوصول إلى العام (2031) باعتبار الـ (25) سنة مضافة الى العام الحالي (2006م) فإن المسافة فإن المسافة كبيرة وهو مشروع طموح قد يتحقق منه أجزاء وقد تتعثر أجزاء أخرى كل المهم أن تكون التصريحات بمثابة خطط عملية تفضي الى واقع عملي يدعم إمدادات المياه وحفر مزيداً من الآبار الحديثة وعلى تقنيات عالية الجودة ودحر العشوائي والعشوائيين الذين يسيئون الى المياه ويربكون الوصول الى هذه النعمة بطرق صحيحة وسليمة ..إن اللافت هنا أن إدارة مؤسسة المياه تسعى حثيثاً إلى إيصال خدماتها للجميع وأن التطور يجب أن يشمل كافة مرافق المؤسسة لكي تفي بجهودها على أكمل وجه ..وليس أدل على مانذهب إليه أن تكون السيطرة التامة على منابع المياه وحقولها بقوة القانون والقضاء على ماهو مخل ومخالف للأنظمة المرمية منذ عشرات السنين والضرب بقوة فوق كل متغطرس وعليه حتى يكون عبرة لمن يعتبر وأن يكون القانون فوق الجميع !وإن شاء الله تشهد بلادنا ومدينتنا ( عدن) تحسناً أكثر في إمداد المياه وعدم إنقطاعها .. وهي الامنية الاولى في هذه الحياة..!
|
ابوواب
25 عاماً هل تكفي لحل الازمة المائية ؟
أخبار متعلقة