مع الأحداث
اللغة العربية وعاء الفكر، وأداة التعبير عن مشاعرنا وعواطفنا وأفكارنا، وطريقة تخاطبنا مع الناس في حياتنا الاجتماعية الإنسانية، وهي الوسيلة الفعالة للمحافظة على تراثنا الثقافي ، وصون هذه الهوية والذود عنها، ناهيك عن كونها أداة لاغنى عنها لممارسة الوظائف الحياتية. ولهذا يجب غرس الاعتزاز باللغة العربية ، وحبها لدى المتعلمين، والإيمان بدورها في مواكبة التطورات العلمية والحضارية أسوة باللغات الأخرى، إضافة إلى دور المؤسسات التعليمية في إبراز دور اللغة العربية في الهوية والإبداع ، وفي تعليمها وتعلمها، وتشجيع الاهتمام باللغة العربية في التعليم العالي تعليما وتعلماً ، دعماً للهوية والإبداع. وقد ساد العرب العالم ، عندما ترجموا ، وأبدعوا، واكتشفوا ، وابتكروا، وأضافوا ، في كل مجالات العلم والمعرفة ، وقد كان من العوامل التي أشعرت العرب بحاجتهم إلى الترجمة، رغبتهم في تعلم العلوم التي وصلت إليهم - بعد الفتوحات - من الحضارات المجاورة ، ومن هذه العلوم علم الطب، وعلم الكيمياء، ثم تلتها تدريجيا ترجمة علوم وآداب أخرى ، كالهندسة والفلسفة والمنطق ، ولذلك مرت الترجمة بمراحل ازدهار وتوهج ، أهمها فترة العصر العباسي وبخاصة في عصر المنصور وعصر المأمون الذي كان لا يسير - كما يقال - إلا والتراجمة بين يديه. وإذا كانت النهضة الحضارية الإسلامية - العربية قد ارتبطت بمرحلة ازدهار الترجمة ، وحب العرب للعلم والاكتشاف المعرفي ورغبتهم الشديدة في المثاقفة وتجديد المعارف العلمية بالرغم من قلة المراجع وقواميس اللغات الأخرى وفك رموز ومعاني تراكيبها ومصطلحاتها اللغوية التي واجهت التراجمة العرب آنذاك في الترجمة ،أليس من حقنا- اليوم - أن نسير على نفس المنوال في مواصلة الترجمة وتعريب العلوم في كل حقوله المعرفية المختلفة ، والعودة إلى المضمار الصحيح على خطى النهضة المعاصرة ، باعتبار أن حركة التعريب والترجمة رافد للحركة العلمية بالجامعة، وأساس للتثقيف العلمي للمجتمع ، بعد أن أصبحت الجامعات اليمنية لدينا تحتضن خيرة الأساتذة الأكفاء في تخصصاتهم العلمية المختلفة ، وإتقانهم للغات الأجنبية الأخرى مثل الإنجليزية والألمانية والروسية والفرنسية .. الخ. فمتى نسمع عن باكورة الإنتاج والإصدارات لجمعية تعريب العلوم التي أسستها رئاسة جامعة عدن مؤخراً في مبادرة غير مسبوقة في تاريخها؟