سطور
طارق حنبلةسيدي الفاضل.. اسمح لي أن اتحدث معكم من منظور صريح لا يعرف المجاملة يضع النقاط على الحروف وينتصر للحقيقة والمصلحة الوطنية العليا التي أصبحت للأسف الشديد ريشة في مهب الريح.أستاذي الكريم.. يؤسفني أن أقول لكم وبمرارة إن الوضع الثقافي في اليمن وعدن بوجه خاص سيئ للغاية وحمل في أعماقه جنيناً مشوهاً فارق الحياة منذ فترة ليست بقصيرة..لست متشائماً في تصوري ولا أركب موجة أي تهويل كما أنني أكثر من يمقت الاصطياد في الماء العكر والتقليل من جهود الآخرين.دكتورنا العزيز.. تحدثت مراراً وتكراراً عن الوضع الثقافي والفني في عدن واليمن عموماً ووضعت نقاطاً توضح أسباب ضبابية المشهد الثقافي والفكري والفني وحالة الجزر الشديدة التي يعيشها المبدع اليمني في ظل هذه الأوضاع المتباينة والمهترئة في كثير من الأحيان.كما أنني وضعت من وجهة نظري المتواضعة حلولاً وآليات وبدائل لتفعيل العمل الإبداعي والثقافي كشرط أساسي لانتزاع الهوية الحضارية برؤاها العصرية المتجددة ونسقها العولمي الذي يعتبر سلاحاً ذا حدين فهو بالقدر الذي قرب وجهات نظر الشعوب والأمم المختلفة اغتصب في محاور مؤثرة خصوصية الشعوب ولونها البيئي والثقافي والحضاري وحركة انفعالاتها الداخلية الدقيقة ليرسم لوحات غريبة ومضطربة في رحم وعينا وإدراكنا الخاص وبوابته الرئيسية «صورتنا الذهنية» بكل تفاصيلها ومعتقداتها ووهجها الإنساني.سيدي الوزير إن عملية تنمية وعي الجماهير سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفكرياً وإبداعياً هي من الخطوط الرئيسية لسياسة الدولة وذلك لترسيخ قيم ومفاهيم ورؤى الوحدة والثورة والتجربة الوطنية الديمقراطية بآفاقها العصرية البناءة وألوانها التحررية الفريدة في المنطقة أملاً في خلق الشخصية الوطنية الوحدوية المتمسكة بثوابت العمل الوطني الهادف إلى ترسيخ الوحدة الوطنية كشرط أساسي لاستمرار عجلة التنمية والبناء الإنساني السليم لعقل الإنسان اليمني المثقل بكثير من الأخطاء والمفاهيم المناطقية والقبلية التي تقف عائقاً حقيقياً وتحدياً خطيراً أمام وحدة الإنسان اليمني ونمائه الحضاري.وبالتالي فإن تفعيل آليات البناء الثقافي بمختلف أركانه وزواياه وسماته هو مسؤوليتكم أنتم بدرجة رئيسية في وزارة الثقافة والإعلام على نحو متوازن مع خطوطكم وجبهاتكم وذلك حتى نخرج من التباين المخيف في نسيج العقل اليمني المعاصر الذي يعيش حالة إعياء حقيقية في مفاصله الرئيسية نتيجة لحزمة من الأسباب والضغوطات البيئية والاجتماعية بالإضافة إلى وجود ثلة من العابثين الفاسدين الذين يشوهون ملامح أيامنا وحلمنا بالغد الأجمل..والأبهى.. الأكثر إشراقاً.