في مهرجان القرين الكويتي ..
أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي "أن العمل النقدي يعتبر عملا إبداعيا وهو مفتاح أساسي لكشف عوالم النصوص الإبداعية".وقال الرفاعي لدى افتتاحه ندوة "الخطاب النقدي العربي- الإنجازات والأسئلة" التي اقيمت ضمن مهرجان القرين الثقافي الـ 13 أن "النقد ظل على مدى العصور رافدا ومحركا أساسيا للعملية الإبداعية وشكلت مدارسه واطروحاته عنصرا فاعلا في حراك أي ساحة من الساحات الثقافية".واوضح الدكتور محمد برادة أن "النقد ليس مجرد رصد أو تلخيص أو تمحيص معياري لنصوص الإبداع بل أن مجالاته اتسعت فلم يعد مختصرا في التعليقات الفورية والقراءات الانطباعية بل تعدى إلى أفق التفكير النظري".وأشار إلى أن "النقد العربي عاش عقودا طويلة متأثرا بالمناهج والمصطلحات التي أنتجها النقد العالمي لكنه استطاع الآن أن يصوغ أسئلته وان يجعل قراءة النصوص مجالا لمساءلة الذات والمجتمع والتاريخ".بينما أكد الباحث الدكتور جابر عصفور أن "قضية المؤثرات الأجنبية في نقدنا العربي الحديث والمعاصر هي جزء لا يتجزأ من قضية الأنا والأخر التي تنطوي على علاقة متميزة تؤكد تأثير الاتجاهات النقدية الأجنبية في نظيرتها العربية".وأوضح خلال ورقة قدمها في الندوة وألقتها نيابة عنه الدكتورة نورية الرومي: "أن النهضة العربية وقعت في شباك المركزية الأوروبية خصوصا في المجالات التي انطوت على التسليم بسبق التقدم الأوروبي في الوجود والرتبة".واستعرض في ورقته التي حملت عنوان "الدوران في دائرة الأخر" تجربة مصر منذ البعثة المصرية الأولى إلى فرنسا والتي كانت أحد أسباب الاتصال، بالإضافة إلى الترجمة بتجلياتها من التعريب إلى التلخيص والنقل واللقاءات المباشرة والحوارات في المؤتمرات.ورد الدكتور عصفور على من يدعو إلى تأسيس نظرية عربية في النقد إلى الانتظار طويلا حتى تتحقق مجموعة من الشروط منها مناخ من الحرية الكاملة في التفكير وتراكم معرفي ضخم و حركة ترجمة دقيقة النتائج وإدراك "أن النظرية لا يمكن أن تنتسب إلى دين أو دولة أو فرد".من ناحية أخرى أكد الباحث الأكاديمي الكويتي الدكتور عبدالله القتم أن "الواجب الوطني والديني يحتم علينا كعرب خاصة وكمسلمين عامة الاهتمام بالمخطوطات باعتبارها ثروة كبيرة، مشيرا الى أن الهند تحتضن اكثر من مئتي ألف مخطوطة باللغة العربية يرجع بعضها إلى القرن الأول الهجري".وذكر "انه يوجد في بعض الهيئات العلمية ما بين ثمانية آلاف و12الف مخطوط عربي جميعها تحتاج إلى مساعدة لإنقاذها وفهرستها وتصويرها"، مبينا أن الفضل في حفظ هذه المخطوطات وتسجيلها يرجع إلى الباحثين المسلمين الهنود الذين اعدوا لها سجلا خاصا ووصفا بسيطا يبين اسم المخطوطة ومؤلفها وموضوعها.وأضاف أن "الاهتمام تطور بعد ذلك عند بعض العلماء الهنود فقاموا بتحقيق بعض المخطوطات العربية في دائرة المعارف العثمانية وفي المركز الثقافي في حيدر اباد ومكتبة رضا برامبور وتصنيفها" .واستعرض أهم المراكز العلمية التي تضم الآلاف من المخطوطات العربية، كما دأبت على نشر التراث العربي الإسلامي، مبينا أن دائرة المعارف العثمانية "جعلت هدفها تجميع المخطوطات وصيانتها وتحقيقها ثم طبعها وخاصة التي يرجع تاريخها إلى ما بين القرن الأول والثامن الهجريين".وأشار إلى عدد من المراكز الثقافية الأخرى الموجودة فى حيدر اباد الحكومية والخاصة كالمكتبة الاصفية التي تضم 637 ألف مخطوط باللغة العربية، والمكتبة السعيدية التي تضم 3141 مخطوطة باللغة العربية، إضافة إلى مجموعة نادرة من المخطوطات العربية الإسلامية.