كولونيا / متابعات :أكد تقرير صحفي أن نهر الراين أقصر بنحو 90 كيلومترا عما كان يعتقد خلال العقود الماضية ، وذكر تقرير صحيفة “زود دويتشه تسايتونج” أن الباحث الألماني في علم الأحياء برونو كريمر بجامعة كولونيا اكتشف عن طريق الصدفة خطأ قديما بشأن طول النهر حيث وجد أن كتبا تعود للنصف الأول من القرن العشرين ذكرت أن طول نهر الراين 1230 كيلومترا في حين أن الموسوعات الجديدة ذكرت أن طول النهر 1320 كيلومترا. وأكد كريمر أن هذا الخطأ مطبعي بالدرجة الأولى مضيفا: “المراجع الجديدة اعتمدت ببساطة رقما خاطئا”. ويرجح كريمر أن يكون هذا الخطأ قد بدأ في وقت ما في الستينات من القرن الماضي ليتحول رقم 1230 إلى 1320 وأنه تم تناقل هذا الخطأ لأن المراجع كانت تنقل من بعضها البعض دون الرجوع للأصل. وأكد كريمر انزعاج السلطات المعنية ودور النشر بسبب اكتشاف هذا الخطأ وعزم بعضها المسارعة لتصحيحه.يذكر أن نهر الراين هو نهر في أوروبا يمر عبر سويسرا، فرنسا، ألمانيا وهولندا. ويعتبر الراين أحد أهم وأطول الأنهار في القارة الأوروبية. واسم النهر مشتق من الكلمة السيلتية Renos والتي تعني (الجاري).يحتل نهر الراين مكانة مهمة في التاريخ الأوروبي بوجه عام, والألماني بوجه خاص, حيث كان يشكل على مدى 400 عام الحدود الرئيسية بين بلاد الرومان والقبائل الجرمانية, كما نشأت على الجانب الغربي منه العديد من المدن الألمانية, والعديد من المدن الفرنسية على ضفافه, لذلك ظلت المناطق المحيطة به مكانا للنزاع والصراع بين ألمانيا وفرنسا, بغرض السيطرة على منافذ النهر. ظل الأمر بينهما إلى أن انتهت الحرب العالمية الثانية, واستقرت الأوضاع السياسية في العالم, وصار النهر من أهم الممرات المائية العالمية.ومن جبال جليدية توجد شرقي سويسرا بالقرب من الحدود الإيطالية ينبع مجريان هما الراين الأوسط والراين الخلفي, بمحاذاة الحدود الغربية للنمسا, وعند بحيرة كونستانس يتحد المجريان في مجرى واحد هو الراين الكبير, الذي يتخلص من الطين والحصى الذي حمله من الجبال, يخرج من البحيرة باتجاه الغرب بانحدار يبلغ ارتفاعه حوالي 21 مترا, ثم يواصل جريانه بين ألمانيا وسويسرا باتجاه مدينة بال السويسرية . ويرتبط الراين بأنهار أوروبية مهمة مثل الدانوب, والرون, ومارن, مما يجعل منه مجرى ملاحيا داخليا عظيما, حيث تنقل المراكب الهولندية والألمانية من خلاله الفحم, ومشتقات النفط, وخامات المعادن, والحبوب.على الرغم من تلوث بعض أجزائه بمخلفات السفن العابرة فيه, إلا أن هناك أجزاء أخرى لا تزال تحتفظ بجمالها الطبيعي الذي يستقطب اهتمام السياح من جميع أنحاء العالم, ولا يكاد يخلو برنامج سياحي لزيارة معالم أوروبا من رحلة نهرية عبر ضفاف الراين, كما تقع العديد من القلاع التاريخية الألمانية والفرنسية على ضفاف النهر لتؤكد أهميته كمجرى مائي. يرتبط بالنهر أيضا العديد من الأساطير الألمانية مثل أسطورة حورية البحر (لوريلي) التي تظهر أحيانا للبحارة وعابري النهر, عند منحدر صخري شاهق يعرف بنفس الاسم, فتكون السبب في اختفاء سفن هؤلاء البحارة عند ذلك المنحدر.