المئات يعتصمون في بيروت تضامنا مع فيروز
بيروت /14اكتوبر/ ليلى بسام:تحلق المئات حول صوت فيروز في اعتصام سلمي نظم في بيروت يوم الاثنين الماضي احتجاجاً على منعها من قبل ورثة منصور الرحباني من إعادة تقديم أغاني ومسرحيات الأخوين رحباني. وتزامن الاعتصام أمام متحف بيروت مع اعتصامات أخرى في عدة مدن في الشرق الأوسط. وارتفع صوت فيروز في الاعتصام عبر مكبرات الصوت “يا صوتي ظلك طاير.. زوبع بهالضماير خبرهن عللي صاير بلكي بيوعى الضمير” و”مين ما كان بيتمرجل علينا” و”أنا عصفورة الشمس أنا زهرة الحرية”. ورفع المعتصمون صور فيروز ولافتات كتب على بعضها “الغضب الساطع آت وأنا كلي إيمان” و “قال لي بيي (أبي) قبل ما يموت الحق ما بيموت” وهي عبارة قالتها فيروز في مسرحية جبال الصوان. ووزعت لجنة تخليد فيروز والأخوين رحباني التي نظمت الاعتصام بيانا على المعتصمين شرحت فيه تسلسل الخلاف مع منصور الرحباني وورثته وقالت فيه “نحن (الفيروزيين) نطلب من غربة (اسم فيروز في مسرحية جبال الصوان) وجارة القمر أن تطل على المسرح في أسرع وقت ليكن عيد الفطر لترد لنا كرامتنا ولتشعرنا أن الظالم لا ينتصر”. وكانت فيروز قد قدمت على مدى أكثر من نصف قرن أكثر من 15 مسرحية للأخوين رحباني ..عاصي زوج فيروز وشقيقه منصور.. لكنها عندما عزمت على إعادة تقديم مسرحية “يعيش يعيش” التي كانت قد عرضتها عام 1970 اصطدمت بقرار الرفض من إدارة مسرح كازينو لبنان بعد أن تسلمت إدارة المسرح رسالة قانونية من ورثة منصور الرحباني أسامة وغدي ومروان. ويعود الخلاف إلى أن ورثة منصور طالبوا فيروز باستئذانهم أولا قبل إقدامها على أداء أي من أعمال الأخوين وبإعطائهم الحقوق المادية عند تقديم تلك الأعمال في أي مكان تذهب إليه. وشكل الأخوان رحباني ثنائيا فنيا وقدموا مع فيروز المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى وبساطة التعبير وعمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع حيث غنت فيروز للحب والأطفال والقدس والحزن والفرح والوطن والأم. وتم تقديم العدد الكبير من هذه الأغاني ضمن مجموعة مسرحيات من تأليف وتلحين الأخوين رحباني. وكان الملحن أسامة الرحباني قد قال “كل الذي عملناه نحن أننا بعثنا رسالة ليست لها علاقة بفيروز لشركة كازينو لبنان نلفت انتباهها إلى أنه إذا أحد طلب عرض مسرحيات الأخوين الرحباني يجب أخذ موافقة الورثة” .أضاف “لان القانون كان واضحا وصريحا فان كازينو لبنان عمل مطالعات قانونية .وهذه أشياء تعالج على الطاولة وبحوار مباشر بعيدا عن الإعلام”. وقالت المغنية اللبنانية جوليا التي شاركت في الاعتصام لرويترز “ أنا أتيت لأنني أحب فيروز. فيروز ثمثل لي كل شيء..عائلتي ووطني ولبناني وكل شيء. فيروز هي ضمير الناس هي تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا.” وأضافت لرويترز “فيروز لا احد يستطيع إيقافها. نحن هنا ليصل صدى صوتنا. نحن نموذج صغير عن هذا المد البشري الذي آمن بفيروز التي هي رمز للحق والحرية. نحن تربينا على صوت فيروز لا احد يستطيع اسكاته” .وقال الممثلة المصرية الهام شاهين إنها حضرت خصيصا للمشاركة في الاعتصام. وأضافت “ليس من حق احد أبدا أن يحجم هذا الإبداع الكبير الذي منحها إياه ربنا لكي تسعدنا به. فيروز قيمة فنية كبيرة جدا يجب أن ننسى كل الخلافات المادية وننسى الماديات أصلاً في الحياة لان فيروز شيء روحاني شيء يصل للسماء. يجب أن يكون هناك احترام للقيمة الفنية والتاريخ”. ووجه مقدم البرامج اللبناني جورج صليبي نداء إلى الدولة اللبنانية “من رأس الهرم إلى كل المرافق والوزارات السياحية والثقافية والسيادية أن يلتفتوا مرة واحدة إلى قضية ثقافية. فيروز قضية بحجم الوطن وأكثر تستحق التفاتة من المراجع السياسية” .وكانت الخلافات قد بدأت تظهر إلى العلن إثر وفاة منصور الرحباني العام الماضي حيث تم استصدار قرار من وزارة التربية تم تعديله لاحقاً يقضي بتدريس أدب وفن منصور الرحباني في المناهج التربوية من دون الإتيان على ذكر عاصي الرحباني. وقالت المخرجة ريما الرحباني وابنة فيروز وعاصي “هذا تجاوز للتضييق على فيروز. ومحاولة لمنعها تصب في خانة المخطط الذي هو إلغاء عاصي من الأخوين رحباني وتذويب الأخوين بالرحابنة الذي كانت ذروته بالمرسوم التربوي في العام 2009 والذي تم تعديله ثلاث مرات كل مرة كانت الإساءة فيه تزداد أكثر من الأخرى”. ووجهت تحية “باسم فيروز وعاصي الرحباني لكل الذين شاركوا في هذا اليوم (الفيروزي)... فعلا اكتشفنا اليوم ان الفن الصادق يجمع كل الناس وهذا الذي استطاع فعله صوت فيروز في كل العالم العربي” .