تتيح الحملة الوطنية نحو القضاء على مرض الحصبة في مرحلتها الاولى تتيح لفلذات الأكباد في الفئة العمرية من ( 9 أشهر - 15 عاماً ) الحصول على جرعة من لقاح الحصبة ، حتى لمن سبق تطعيمهم ضد الحصبة او غيرها من امراض الطفولة القاتلة ، فالتحصين وان تكرر لاشك في أنه كفيل بحمايتهم ووقايتهم من الاصابة وبتجنيبهم مخاطرها المهلكة .وقد حرصت وزارة الصحة العامة والسكان على اقامة هذه الحملة الجاري تنفيذها كمرحلة اولى في امانة العاصمة ومحافظات صنعاء وإب والحديدة ، لمدة اسبوع واحد وعلى نحو متواصل دون انقطاع ، للفترة من 19 - 25 فبراير 2006مفيما سيعقبها مرحلتان للتنفيذ ، ثانية وثالثة سيعلن عنهما لاحقاً لتشملا بقية محافظات الجمهورية . وهي بوجه عام تستهدف تطعيم كافة الاطفال من عمر ( 9 اشهر - 15 عاماً ) ، مؤمنة لكل طفل في الفئة العمرية من ( 9 اشهر - 5 سنوات ) جرعة من فيتامين (أ) ، باعتبارها الفئة الاكثر احتياجاً اليه لما فيه تعزيز لنمائهم وتقوية الجهاز المناعي ضد داء الحصبة وغيرها من الامراض التي تتربص بهم . فما هو فيتامين (أ) ومادوره الوقتي ؟فيتامين (أ) مادة حيوية ضرورية للانسان والحيوان تخترن في الجسم وبالاخص في مخزنه الاكبر الكبد ، حيث لاقدرة لنا على الاستغناء عنه البتة ، فنقصنه في الجسم ينجم عنه الكثير من الاضرار ، فكيف لو انقطع ولم يحصل عليه نهائياً ؟بالطبع ستحل به كارثة لايحمد عقباها ، كيف لا ، وهو من يساعد في حفظ توازن العديد من الوظائف الحيوية للجسم وفي الحد من ان يلحق بأجزاء كثيرة منه الخلل او الدمار . ومما ليس معلوماً لدى الكثيرين من الناس ان فيتامين (أ) لايمكن تصنيعه في الجسم ، انما يوجد في بعض الاغذية الدهنية ، كالكبدة ، الحليب كامل الدسم ، الزبدة ، الجبن ، السمك الغني بالزيوت والبيض ، والى حد ما في الفواكه ذات اللون الداخلي الاصفر ، كالمانجو ، المشمش والخوخ ، وفي الجزر والخضروات ذات القشرة الخضراء الداكنة ، مثل الكرنب ، الخس والسبانخ .. الخ . وقد اتخذ دواء لعلاج الكثير من العلل والامراض ، وحددت منه جرعات محددة بحسب الاحتياج وذلك لفئة معينة من الاطفال المستهدفين من ( 9 اشهر - 5 سنوات ) في حملة التحصين ضد مرض الحصبة على نحو ماذكرناه سلفاً .كما تعتبره منظمة الصحة العالمية افضل وانجح علاج يمكن اعطاؤه للاطفال المصابين بالحصبة بهدف وقايتهم وحمايتهم من تأثير مضاعفاتها الخطيرة ، اضف الى ذلك انه اساساً يعزز وقاية الجسم ويؤمن حمايته من هذا الداء القاتل . اهمية فيتامين (أ) :يعتبر الاطفال في الفئة العمرية من ( 9 اشهر - 5 سنوات ) اشد الفئات العمرية حاجة لفيتامين (أ) والاكثر تأثراً من جراء نقصه ، فأجسادهم الصغيرة اذا افتقرت اليه ، أكان نتيجة عدم توافره فيما يقدم لهم من وجبات او اغذية او نتيجة الاصابة بمرض ما من الامراض او لاي سبب آخر ، ستتضرر كثيراً ، كما لن تقوى مناعتهم على مقاومة عدوى الامراض الخطيرة الفتاكة وعلى رأسها الحصبة ، الاسهال ، التهابات الجهاز التنفسي ، الملاريا .. الخ . وبذلك لا نأمن على اطفالنا الذين يفتقرون لهذا الفيتامين الحيوي من ان يكونوا عرضة لمعاناة مرضية سيئة من هذا النوع ، او لاضرار ، فادحة تترك آثاراً سلبية على بعض الوظائف الفيزلوجية ، فالجهاز العصبي والدماغ مثلاً ينالهما جراء هذا النقص والعوز جانباً من الضرر ينعكس في اضطراب وترنح المشي وصعوبة القدرة على حفظ توازن الحركة .كما يؤدي نقص فيتامين (أ) الى جفاف القرنية والملتحمة والعشي الليلي ( العمى ) وربما الى الوفاة بعد مدة من وقوع العمى .بالاضافة الى ضعف وهشاشة العظام ، الهزال ، تأخر النمو ، تقصف الاظافر ، جفاف وتقصف الشعر . واذا مانظرنا الى فوائد هذا الفيتامين العظيمة كاملة ، لادركنا الاهمية والقيمة الحقيقية له ، منها انه يساعد على خفض وفيات المواليد ناقصي الوزن والنمو ، ويعمل على وقاية العينين من جفاف الملتحمة والقرنية وبذلك يقي من العمى . وبمساعدة فيتامين (أ) تنتج العينان مادة الارجوان البصري التي تمكننا من الرؤية في الظلام وتمييز الالوان ، وهو مفيد ايضاً لنمو العظام والتحامها . فيما يحمي البشرة ويحافظ على نظارتها ووقايتها من الجفاف والتشققات ، ويساعد على الشفاء المبكر من الالتهابات الجلدية وعلى وقاية الجلد من الامراض السرطانية ، وله علاقة بعملية ترابط الخلايا السطحية والاغشية المخاطية ، وخاصة في الجهاز التنفسي والجهاز التناسلي والجلد واللثة ، وكذلك يساعد في عمليات دخول الحديد في تركيب كريات الدم الحمراء. هذا .. وتفيد الدراسات ان آلاف الاطفال الذين فقدوا حاسة البصر من جراء مضاعفات الحصبة انما يعزى السبب فيما آل إليه مصيرهم الى نقص فيتامين (أ) ، فضلاً عن سوء التغذية . الآثار المترتبة على نقصه : ليس من الصواب ان تمتنع الام عن ارضاع طفلها من حليبها الذي خصه الله بفوائد فريدة من نوعها ، ومن هذه الفوائد انه غني بفيتامين (أ) ، ولا يحق لها ايضاً اهمال اطعامه ومده بوجبات مكملة متوازنة تتناسب مع سنه وذلك بعد الستة الاشهر الاولى من عمره ، الى جانب استمرارها في ارضاعه من حليبها دون انقطاع الى ان يكمل عامه الثاني ، فان قل ادرار الحليب ، فلا يستعاض عنه بالحليب الصناعي . اذ ان الاستمرار في عملية الارضاع من الثديين كفيل بزيادة الادرار . واذا ما اتينا على الاسباب الاخرى التي تقف وراء نقص فيتامين (أ) لوجدناها تنشأ اما عن خلل ما في خزن الجسم له ، او لضعف امتصاص قدر كاف منه في الامعاء ، او لشحة وضعف الكميات المطلوبة في الاغذية المتناولة وسوء التغذية ، ناهيك عن استهلاك الجسم السريع للمدخر والمخزون منه عند الاصابة بمرض ما وخصوصاً الحصبة او عند التعرض للاسهال او ارتفاع درجة حرارة الجسم ( الحمى ) .التحصين وجرعة فيتامين (أ) :سبق وان ذكرنا ان الحملة الوطنية نحو القضاء على مرض الحصبة تستهدف جميع الاطفال من ( 9 اشهر - 15 عاماً ) بلا استثناء ، وانها تتيح للصغار في الفئة العمرية من ( 9 اشهر - 5 سنوات ) الحصول على جرعة من فيتامين (أ) اللازم لصحتهم ولتعزيز مناعتهم ضد الحصبة وغيرها من الامراض . غير ان هذا لايعني نهائياً ان يستخدم بشكل عشوائي ، كتناول اقراص منه و ادوية - ايا كانت - تحتوى على هذا الفيتامين ، او تناول الاغذية الغنية به بأفراط ، حتى لايتسبب باثار جانبية ضارة بالصحة . ويبقى بالضرورة حصول الفئة المستهدفة من الاطفال من ( 9 اشهر - 15 عاماً ) على الجرعة المناسبة من فيتامين (أ) خلال الحملة الحالية ، فهي ضرورية جداً لصحتهم ، يقوم باعطائها من يوكل اليهم هذا العمل ، كالاطباء والعاملين الصحيين المقدمين لخدمات التحصين .اما في حال علاج العوز والنقص او عند الاصابة باحد الامراض التي تتطلب بالضرورة ان يتحصل الطفل على قدر او جرعات منه ، فأمر تقرير الحالة وتقدير الاحتياج متروك للطبيب فقط . وليعلم اعزاؤنا القراء ان التطعيم ضد الحصبة فيه الوقاية الاكيدة والمقصود هنا التطعيم الروتيني المعتاد ، وكذا خلال الحملة الوطنية نحو القضاء على داء الحصبة التي هي مستمرة دون انقطاع حتى 25 فبراير الجاري ، ويباشر خلالها العاملون الصحيون عملهم بشكل يومي من الصباح وحتى الخامسة مساء ، موزعين على المدارس وفي مرافق صحية ومواقع اخرى يعلن عنها في عموم مناطق ومديريات المحافظات الاربع المستهدفة ضمن المرحلة الاولى للحملة الحالية ، وهذه المحافظات هي ( صنعاء ، الحديدة ، امانة العاصمة ، إب ) . فحري بالآباء والامهات ان يكونوا عند حسن الظن فيؤمنوا لاطفالهم الوقاية والامان بتطعيم المستهدفين جميعاً بلا استثناء ليجنبونهم مخاطر الاصابة بالحصبة وماتقود اليه من آثار وفواجع مدمرة للصحة . المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان
فيتامين (أ) يساند التحصين ضد الحصبة
أخبار متعلقة