لاحتمال الترحيل أثناء حروب مستقبلية تشنها إسرائيل لفرض أمر واقع جديد
المشاركون في الندوة: محمود يزبك عريف الندوة (يمين) وجمال زحالقة (وسط) وإبراهيم صرصور
فلسطين المحتلة/وكالات:حذر النائبان العربيان في إسرائيل جمال زحالقة وإبراهيم صرصور من استمرار ضعف "الأمن القومي" لدى فلسطينيي 48 ومن احتمالات الترحيل أثناء حروب مستقبلية تشنها إسرائيل لفرض أمر واقع جديد كما طالبا بتدويل قضيتهم، داعين العالم العربي لمزيد من الدعم.وأكد المشاركون في يوم دراسي عقد في حيفا أمس بعنوان "الأمن حق جماعي لأقلية قومية" على هشاشة الأمن القومي لفلسطينيي 48 رغم أنه حق جماعي كفلته القوانين الدولية، وكشفوا أن 70%من الفلسطينيين هناك قد تعرضوا لصدمات نفسية جراء حالة الطوارئ أثناء العدوان على لبنان العام الماضي.وقال النائب جمال زحالقة من التجمع الوطني الديمقراطي في اليوم الدراسي الذي نظمه مركزا "عدالة" و"الجليل" إنه حتى الآن ما زالت إسرائيل تتمتع بصورة الدولة الديمقراطية التي تحترم الحريات والعدالة لكل المواطنين بخلاف حقيقة الأمر على أرض الواقع.وأوضح زحالقة أن فلسطينيي 48 لم ينجحوا في تدويل قضيتهم بعكس نضال أقليات قومية أخرى، وأن "ضعف" العالم العربي هو أحد أسباب اهتزاز الأمن القومي للعرب في إسرائيل، مبيناً أن البعد الدولي يشكل المركب الأساسي في الأمن الوطني للفلسطينيين في إسرائيل.وتأكيداً لوجهة نظره قال زحالقة إن أحدا لم يجرؤ على المساس بالتركمان في العراق على سبيل المثال بسبب هيبة الدولة التركية، كما أن قوة روسيا –على حد قوله- حافظت ولا تزال على الأقليات الروسية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقاً، مثلما يتمتع الفرنسيون في كندا بمكانة مرموقة نظراً لقوة فرنسا وهيبتها.وأشار زحالقة إلى أن فلسطينيي 48 الذين باتوا يشكلون 18%من مجمل السكان ويكابدون تمييزاً عنصرياً في مجال الحقوق المدنية والقومية منذ النكبة لا يزالون "بدون ظهر حام لهم"، وطالب العالم العربي بمزيد من الاهتمام بهم وطرح قضاياهم على أجندته، لافتاً إلى أن ذلك –علاوة على تدويل قضيتهم- يشكل حماية إستراتيجية لأمنهم القومي.ولفت النائب الزحالقة إلى أن إسرائيل ترى بالمواطنين العرب خطراً ديموغرافياً وتحدياً سياسياً لأنهم يرون أنفسهم كأقلية وطن قومية ويهددون تعريفها كدولة يهودية، محذراً من أن الترحيل لا يزال قائماً في حساباتها ومخططاتها حيث أن التصريحات المعادية لهم والصادرة عن أوساط سياسية وإعلامية وأكاديمية إسرائيلية مرموقة في تصاعد مستمر.بدوره أكد عضو الحركة الإسلامية الجنوبية النائب إبراهيم صرصور على دور العوامل الذاتية في زعزعة الأمن القومي لدى المواطنين العرب في إسرائيل، مشيراً إلى ضرورة تحصين المجتمع العربي المحلي أولاً قبل الخروج لمواجهة مخاطر الترحيل والتمييز العنصري في إسرائيل التي ما زالت –على حد قوله- ترى بهم "أعداء" لا مواطنين.أما المحاضر في كلية العلوم السياسية في جامعة حيفا الدكتور أسعد غانم فقد شدد على ضرورة تحصين الجبهة الداخلية وتنظيم فلسطينيي 48 كأقلية قومية، ومعالجة أسباب الضعف الداخلي قبل الخروج لمجابهة المخاطر الخارجية.ووجه غانم انتقادات لقيادة الأحزاب العربية لتكريسها جهودا مفرطة للعمل البرلماني وحمل على السلطة الفلسطينية لقبولها بتعريف إسرائيل كدولة يهودية معتبرا ذلك "تآمرا" من قبلها على فلسطينيي 48 وتهديدا لأمنهم القومي.كما استعرض غانم انتهاك إسرائيل حق فلسطينيي 48 بالأمن الفردي والجماعي من خلال مشاريع السيطرة والضبط وتفتيت مجتمعهم وقطع الصلات بينهم وبين شعبهم والحيلولة دون التواصل مع العالم العربي، داعياً لانتخاب قيادة وطنية لفلسطينيي 48 تمهيداً للشروع بتغييرات إستراتيجية تكفل أمنهم وحقوقهم.