أعلن الجيش الأميركي في العراق امس مقتل أحد مشاة البحرية (المارينز) بنيران وصفها بأنها غير معادية في الفلوجة غرب بغداد. وأشار بيان عسكري إلى أن الحادث وقع أول أمس دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. ووفق إحصاءات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فإن 2156 عسكريا أميركيا قتلوا في العراق منذ اجتياح البلاد في مارس/ آذار 2003. وفي تطور آخر أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل عشرة عراقيين في هجمات متفرقة وقعت الليلة الماضية وفي وقت مبكر من صباح امس. فقد قتل قريبان لعضو في الاتحاد الوطني الكردستاني -هما أب وولده- برصاص مسلحين مجهولين في مدينة كركوك شمال العراق. كما لقي شرطي مصرعه وأصيب آخر بجروح خطيرة في هجوم آخر بالمدينة. وفي وسط بغداد فتح مسلحون النار في شارع فلسطين على عضو في منظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ما أدى إلى مقتله. كما لقي ضابط كبير متقاعد في سلاح الجو العراقي السابق مصرعه برصاص مجهولين فيما كان يسير بسيارته جنوبي العاصمة العراقية. وقتل شرطيان في هجوم آخر شرقي بغداد. وقتل ثلاثة من أفراد الشرطة العراقية وجرح آخر بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم قرب جامعة المستنصرية شمالي بغداد. ويأتي تجدد العمليات المسلحة في العراق بعد هدوء نسبي رافق الانتخابات التشريعية التي جرت الخميس الماضي ويتوقع أن تظهر أولى نتائجها في غضون أسبوعين. على الصعيد السياسي حذر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من احتمال تزوير نتائج الانتخابات. ودعا في خطاب له بمدينة النجف أمس إلى تشكيل لجنة مستقلة لفرز الأصوات.من جانبها طالبت المفوضية المستقلة للانتخابات الشعب العراقي بالصبر إلى حين إعلان نتائج الانتخابات. وأشار المسؤول في المفوضية عبد الحسين هنداوي إلى أن إعلان النتائج الرسمية النهائي ربما يحتاج لعشرة أيام أخرى على الأقل. في هذه الأثناء تقوم بعثة الأمم المتحدة في العراق بالمساعدة في جمع صناديق الاقتراع من مختلف المحافظات لنقلها إلى المنطقة الخضراء في بغداد حيث تتولى فرزها لجنة الانتخابات المستقلة. وقد توجه فريق الأمم المتحدة إلى مدن السليمانية وأربيل وتكريت لجمع صناديق الاقتراع. وبعد ثلاثة أيام على انتهاء الانتخابات البرلمانية, بدأ الساسة العراقيون تحركات وتصريحات وصفت بالبدايات المبكرة لتشكيل تحالفات سياسية داخل البرلمان تمهيدا لتشكيل حكومة دائمة ستحكم البلاد على مدى السنوات الأربع القادمة. ودعا رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته إبراهيم الجعفري علماء الدين بالمناطق السُنية إلى ما سماه إشاعة ثقافة الوحدة وتحريم إراقة الدماء. جاءت تلك الدعوة خلال زيارة الجعفري للنجف حيث التقى المرجع الشيعي علي السيستاني. ولم يستبعد الجعفري بتصريحات للصحفيين احتمال تشكيل نفس التحالف الذي شكل حكومته بين قائمة الائتلاف العراقي الموحد والتحالف الكردستاني. لكن رئيس الوزراء المنتهية ولايته قال إنه إذا فشل ائتلافه في تحقيق فوز كبير بالانتخابات فإنه سيحترم إرادة العراقيين، وسيتعاون مع الذين اختارهم الشعب حتى "إذا كان من اختارهم غير أكفياء". وفي هذا السياق أشار رئيس قائمة جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي إلى أن ممثلي السُنة سيتحالفون مع الكيانات التي تؤيد وحدة العراق بالجمعية الوطنية الجديدة. وأكد الزعيم السُني تعهد ائتلافه بالعمل مع الأطراف السياسية الأخرى الفائزة بالبرلمان الجديد (الشيعة والأكراد) لتشكيل حكومة جديدة ذات قاعدة عريضة لا يستبعد منها أي جزء من أطياف الشعب العراقي. ووصف الدليمي في مؤتمر صحفي عقده ببغداد العملية الانتخابية بأنها ناجحة رغم وقوع بعض الانتهاكات التي وصفها بالمحدودة، مشيرا إلى أن قائمته ستطالب بإعادة فرز الأصوات بالمناطق التي شهدت خروقات. كما شكر "جماعات المقاومة" بالعراق لالتزامها بوعدها بحماية صناديق الاقتراع وعدم شنها هجمات أثناء الانتخابات البرلمانية. يُشار إلى أن الجماعات المسلحة أوقفت عملياتها مؤقتا انتظارا لما ستسفر عنه الانتخابات. ونقلت رويترز عن أعضاء بجماعات مسلحة قولهم إن عملياتهم العسكرية ستبقى متوقفة إلى حين تشكيل حكومة عراقية جديدة، وأشاروا إلى أن هذه الحكومة الجديدة إذا لم تعكس طموحات العرب السُنة فسوف يستأنفون عملياتهم ضد القوات الأميركية والعراقية.
مقتل أميركي وعشرة عراقيين وتحذيرات من تزوير الانتخابات
أخبار متعلقة