حضر افتتاح ندوة ملحمة السبعين يوما .. رئيس الجمهورية :
صنعاء/ سبأ:حضر فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة اليوم الجلسة الافتتاحية لندوة ( توثيق تاريخ الثورة اليمنية .. الانطلاق .. التطور .. افاق المستقبل) الجزء السادس (ملحمة السبعين يوما، الوقائع .. الدروس .. العبر) والتي تنظمها دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة 26 سبتمبر خلال الفترة من 10- 14 فبراير الجاري بمناسبة الذكرى الأربعين لدحر حصار السبعين .وفي الجلسة الافتتاحية القى فخامة الاخ رئيس الجمهورية كلمة بهذه المناسبة ، عبر في مستهلها عن سعادته بافتتاح هذه الندوة بمناسبة الذكرى الاربعين لملحمة السبعين يوما بحضور كوكبة من مناضلي الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر..وقال” ارى في هذه القاعة كوكبة من القيادات ومن الابطال ومن الشخصيات الذين فجروا ثورة سبتمبر وصمدوا في السبعين يوما، فالسبعين جهازا اداريا وسياسيا وقيادات ميدانية تشكل منظومة متكاملة لملحمة السبعين، حيث كان لا غنى عن الاداريين في ذلك الوقت ولاغنى كذلك عن السياسيين ولا عن القيادات الميدانية التي صمدت وحققت النصر العظيم في ذلك الوقت”.أضاف “شعبنا تكاتف جنبا الى جنب مدنيين وسياسيين وعسكريين وجاؤوا من كل حدب وصوب من اقصى الجنوب ومن اقصى الشمال المناضلون الشرفاء المؤمنون بالثورة والجمهورية والذين كان لهم الشرف العظيم في الانتصار لثورة سبتمبر واكتوبر”.وتابع فخامة الاخ الرئيس قائلا” اتذكر مناضلي جبهة التحرير الذين قدموا قوافل من الشهداء في نقيل يسلح، من خلال اكثر من هجمة واكثر من عملية عسكرية من اجل فك الحصارعن صنعاء بقيادة الكثير من المناضلين ولا استطيع ان اذكر اسماء بعينها لكي اتجنب الحساسية، ومن خلال ورقة العمل التفصيلية التي ساقدمها للندوة، تتضمن ذكرياتي عن تلك الايام عندما كنت ضابطا صغيرا، وليس من اصحاب الرتب العليا، ولكني كنت من الصف القيادي الثاني وكلنا قاتلنا مع بعض، الصف القيادي الاول المخلص والمقتنع والغير متخاذل والغير متردد، وكذلك الصف القيادي الثاني والثالث من المغمورين الذين صمدوا في السبعين وبعضهم لا يذكرون ولا يعرفون ولا احد يعرف اسمائهم”.وأضاف” كما نتذكر المقاومة الشعبية ايضا التي كان لها دورا عظيما في رفع معنويات المقاتلين العسكريين في الجبال، وصمدت في حصار السبعين، ولا ننسى حجة البطلة، حجة التي صمدت وواجهت اكبر تحدي بكتيبة واحدة من لواء الوحدة قائدها موجود لا داعي لان اذكر اسمه وهو موجود بيننا الان وكثير من المناضلين صمدوا في حجة، امام هجمة رجعية، امام هجمة الامام المخلوع البدر الذي كان يقود المحور الغربي، ولدية امكانيات هائلة كما ذكر عدد من الاخوة، قياسا بما كان يمتلكه النظام الجمهوري في ذلك الوقت، سواء من المال او من العتاد والاسلحة، والذي كان وبدون اي مبالغة لا يشكل عشرة في المائة مما كانت تمتلكه القوى الامامية”.ولفت رئيس الجمهورية الى ان معنويات المقاتلين واصرارهم على بقاء النظام الجمهوري الخالد كانت اقوى من تلك الامكانيات من الذهب والعتاد، بايمانهم بقضيتهم ورفعهم شعار الثورةاو الموت، وهو ما يذكرني بشعار الوحدة او الموت الذي رفعناه اثناء ازمة 92م -93م-94م.وقال” سبحان الله كيف تتماثل الاشياء، لكن الحياة مواقف وصناع التاريخ نادرون وليس الكم الكبير هو الذي يصنع التاريخ، صناع التاريخ نادرون والذين فجروا ثورة سبتمبر من المناضلين والقيادات السبتمبرية عددهم كبير ولكن كان هناك قيادة ودينمو محرك، حيث لا يمكن لهذا الكم من المقاتلين الا ان يكون لهم قائد، مثلهم مثل آلاف المصلين الذين يدخلون المسجد لا بد أن يكون هناك من يؤمهم” .واستطرد فخامة الرئيس قائلا: إذاً كان هناك دينمو محرك لثورة سبتمبر وصمود السبعين يوما، أتذكر قيادات بطلة وشجاعة ومناضلة لا تكتب عن نفسها ولا تبحث عن المديح، عملت على فك الحصار عن طريق الحديدة، هذا هو المناضل “عبداللطيف ضيف الله “ لا يبحث عن كتاب ولا شعراء ولا مداحين ومنافقين، فالتأريخ هو الذي يسجل، اما الهرطقة الكلامية ورفع الشعارات والكلام الكثير ( أنا عملت وأنا صنعت) فهذا يندرج تحت إطار التبجح” ، واضاف فخامته قائلا: اترك الآخرين يتحدثون عنك، فالتاريخ هو الذي سيقدر مواقفك ونضالك واخلاصك ووفاءك للثورة والجمهورية”.وقال “عندما نعقد مثل هذه الندوات انما نهدف من خلالها الى تربية جيل جديد يتشبع بالوحدة والحرية والديمقراطية وبالنظام الجمهوري ولنذكره بالماضي وكيف كان يعاني شعبنا من الجهلوالفقر والخراب والدمار على أيدي النظام الإمامي، وكيف انتهت الإمامة والتشطير إلى غير رجعة، وما كنا نعانيه من جهل وفقر وتخلف ومرض، فلا تعليم ولا مدرسة ولا ملبس ولا دواء، فما كان موجودا هو الفقر وحقد وكراهية فقط”.وأردف فخامة رئيس الجمهورية “ هذا ما كان يعانيه الشعب اليمني”.. متسائلا هل كان تفجير الثورة في ظل هذه الاوضاع ترفا؟ او ضد البدر أو الإمام أحمد أو الإمام يحيى كأشخاص ،وقال” الثورة قامت ضد سياسات ونظام كهنوتي رجعي بكل ما في الكلمة من معنى، فهذا ليس تجنيا، فقد كان النظام الامامي متخلفا سياسيا وثقافيا واجتماعيا لا يعرف أبجديات الحياة، قياسابما هو عليه الحال اليوم من التطورات الجديدة والأحداث فالعالم أصبح قرية واحدة، كم قنوات فضائية كم جامعات كم مدارس، لم يكن عندنا أيام النظام الإمامي إلا كتاتيب ومدارس محدودةفي الحديدة وذمار وصنعاء وزبيد يدرس فيها النخبة والميسورون، وبعد مراجعات طويلة وأحكام شرعية دخل عدد من الإيتام إلى مدرسة الإيتام تلك المدرسة العظيمة التي أحدثت التحول ودخلوا الكليات الحربية والشرطة وفجروا ثورة 26 سبتمبر هذه المدرسة العظيمة”.وأضاف فخامته “ على كل حال نحن نذكر ونربي شبابنا عبر الوسائل المختلفة ونذكرهم بالماضي البغيض لسنا حاقدين على أشخاص أو على أفراد لكن نحن قمنا بثورة ضد الظلم والتخلف والحكم العنصري الطائفي، فجاءت هذه الثورة لتبقى”.وخاطب رئيس الجمهورية المشاركين قائلا” مثلما صمدتم في السبعين وصمدتم في حرب الردة والانفصال فلقد وجدت الثورة لتبقى ووجدت الوحدة لتبقى”.. معتبرا الحديث عن الاحتقانات عبر وسائل الإعلام المختلفة، ميزة من ميزات الديمقراطية والحريات وثمرة من ثمرات الوحدة المباركة ، وقال” تحدث كيفما تشاء لكن لا تمس الثوابت الوطنية، أما أن تتحدث عن الإحتقانات هنا وهناك، فهو احتقان في ذاكرتك في ثقافتك لأنك فشلت، كنت مع القوى المضادة للنظام الجمهوري وكنت مع القوى المعادية للوحدة والحرية والديمقراطية”.وأضاف فخامته” اذا لابد أن تكون مهزوم ومحتقن، فلماذا تغرر على الشعب، بان هناك احتقانات في الوقت الذي انت محتقن بذاتك، فانت صنعت احداث خبيثه بالوطن، وحصدت ارواح الناس وتآمرت على قيادات وطنية ثورية وحصدت ارواحهم، وتتكلم اليوم أن هناك احتقان في الوطن ، في حين ان الاحتقان في ثقافتك بسبب فشلك الذريع في عدم تحقيق شيء للوطن في الماضي والان فاتك القطار، لوجود جيل جديد وقيادات جديدة وثقافات جديدة الى اين ستذهب بهذه الافكار التي تحملها فرحم الله امرء عرف قدر عمره”.وأكد فخامة الاخ الرئيس ان لا خلاص من هذه المفاهيم الا من خلال التعليم والتثقيف سواء في مراحل التعليم الثانوي او الجامعي او المعاهد ووسائل الثقافة بشكل عام، وبهذا يمكن ان نؤسس لثقافة عظيمة، و هو ما يتطلب اعادة النظر الى اولادنا انهم لازالوا أطفالا صغار، فهذا على محيط الاسر، وهو ما يمكن قياسه على مستوى الأنظمة في الاقطار العربية والاسلامية.وقال “هذا ما احببت ان اتحدث عنه في الندوة واعوذ بالله من كلمة (انا)، اقلعوا عن قولة أنا، فهذه من اقوال الشيطان، وبامكاني ان اتحدث عن هذا الرعيل، وهذه الكوكبة التي تشكلأمامي خارطة من اجمل الخارطات اليمنية، واعرف الكثير منهم، يمكن اكثر من 80 بالمائة منهم اعرفهم شخصياً وكل واحد اخذ دورة، يفضلون ان اتحدث عنهم وعن ادوارهم فلم يأت كلامي من فراغ فليس زيفا او كذبا القول ان عبد اللطيف فك الطريق، ولا ان حسين الدفعي كان وزيراً للحربيه والدفاع ومن قيادات السبعين أدى واجبه وقد كان مناضل ثوري كبير، والآن نحن أولادهم نواصل السير، وسيأتي بعدي من يقود المسيرة، ولن اظل ماسكاً للعصا، ومن غير المعقول ان من صمد في السبعين او ساهم في تفجير ثورة سبتمبر، او تحقيق الوحدة، يقول هذه ملكي ، لا ليست ملكي بل هي ملك للامة وأنا جندي”.وأضاف الاخ الرئيس: هناك اناس يتاجرون بقضايا الوطن متاجرة، اعوذ بالله، كم ابتزوا الثورة، اعرف ادوارهم واعرفهم شخصيا واعرف ادوارهم تماماً وكنا جنباً الى جنب، فلا يجوز ان نبتز الوطن نحن خلقنا من اجل الوطن وندافع عنه وعن كرامته وامنه ورخاءه، من اجل ان تنعم الأجيال أبناؤنا وابناء أبنائنا بخير الجمهورية والوحدة، ولا يجوز أن نظل ندفّع الوطن الثمن”.وأكد انه بالرغم من ان قضايا الوطن ليست بيعا وشراء او حكراً على أحد، الا ان البعض استلموا ثمن دورهم في الثورة عشرات المرات ، وقال” الوطن بخير وصناع التاريخ كما تحدثت في الاول هم الاقل لكن أنا متأكد أن الكثير من القيادات والشخصيات نادمه سواءً عندما ناصبت الثورة العداء أو عندما وقفت ضد الوحدة، لان هذه القوى صمدت في السبعين وكان لها دور عظيم وجوهري في النظام الجمهوري، وعارضوا الوحدة وصمدت الوحدة وانتصرت واصبحوا نادمين اولئك الذين لم يقفوا بجانب الوحده نادمين، في حين لا ينفع الندم”. وأضاف” عليك ان تسلك السلوك الحسن وأن تكون مخلصاً لهذا الوطن وأن تكون جندياً لهذا الوطن خادماً له لا مبتز للوطن” ، وقال فخامة رئيس الجمهورية في ختام كلمته” الزملاء من ابطال السبعين والقيادات السبتمبرية ادعوكم للتذكر والمراجعة من وقت لآخر، لما من شانه تصحيح مفاهيم كثيرة”..معربا عن الشكر لكل المناضلين المخلصين أبطال السبعين وثوار سبتمبر واكتوبر، ولمن دافعوا عن الوحدة والحرية والديمقراطية.وكان مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد علي حسن الشاطر قد القى كلمة رحب في مستهلها بفخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة في هذا الحفل الذي يقام بمناسبة الذكرى الاربعين لملحمة السعبين الخالدة التي سطر شعبنا احداثها ووقائعها البطولية بتضحياته الجسيمة كواحدة من اعظم معارك التاريخ الوطني .واعتبر الشاطر ملحمة السبعين معركة مصيرية مثلت ذروة الصراع بين قوى الثورة والقوى المضادة لها، وحسم فيها الشعب اليمني وبشكل ناجز حربا استمرت خمس سنوات بكل ما فيها من تداخلات عميقة لصراعات وتوازنات قوى مختلفة ومصالح متشابكة.. وقال” لقد انتصرت فيها ارادة الثورة واصبحت حقيقة لا تقبل الشك والمساومة واندثرت قوى التخلف والظلام الامامي الكهنوتي”.وأضاف “ ان هذا الاحتفال الذي يقام في هذه القاعة التي شيدت في ميدان السبعين ليجسد جدلية العلاقة بين الاحداث والوقائع التي شهدها هذا الميدان وسطرها ابطال الثورة بالتضحيات الجسيمة وبين وقائع احداث اليوم حيث تدون تلك الوقائع في سجلات التاريخ، فهنا ينتصب صرح الجندي المجهول يروي لاجيال الحاضر والمستقبل حقيقة انتصارات عظيمة ومآثر خالدة ستظل راسخة وحية في ضمير هذا الشعب ووجدانه، يستمد منها قوة الايمان والارادة والتضحية والفداء” ، مؤكدا ان الاحتفال بمناسبة الذكرى الاربعين لملحمة السعبين الخالدة يجسد الاصرار والعزيمة على مواصلة النضال من اجل تحقيق كل الغايات والتطلعات الوطنية لشعبنا في التقدم والازدهار والعزة والكرامة، وتكريم لكل التضحيات التي حفلت بها ملحمة السبعين.وقال” في الوقت الذي كانت فيه جحافل القوى الرجعية والمرتزقة المحلية والدولية تخيم بظلامها القاتم على محيط العاصمة صنعاء وتدق ابوابها كان العالم مشغولا باحصاء الايام والساعات المتبقية من عمر النظام الجمهوري وكانت هذه الحسابات قائمة على قراءة مغلوطة لارادة الجماهير ولحقيقة الثورة التي تجذرت في الوعي والسلوك والفعل الشعبي واضحت في وجدان وضمير كل مواطن ارادة وقوة يستحيل قهرها” .وأضاف” ففي ميدان المعارك استشهد وجرح الالاف الا انهم لم ينهزموا ولم ينكسروا، لقد اختزلت ارادة المدافعين عن الجمهورية في شعارها المقدس الجمهورية او الموت فهذا الشعار العظيم شكل قناعات المدافعين عن صنعاء والهمهم لاجتراح المآثر والبطولات في سبيل الدفاع عن الجمهورية ووضع حد حاسم لكل المساومات والرهانات على قضية النظام الجمهوري وشكل في الوقت ذاته برنامجا نضاليا ومرحليا واضح المعالم والاهداف التفت حوله مختلف قوى المجتمع باختلاف تياراتها الفكرية والسياسية لشكل قوة وطنية منيعة افشلت كل المؤامرات الداخلية والخارجية بسياج منيع تحطمت عليه غزواتهم الحربية وتقهقرت امامه جحافل المرتزقة والمأجورين”.ولفت العميد الشاطر الى ان وقائع واحداث حرب السبعين يوما ونتائجها أكدت حتمية قهر وهزيمة اي قوة غاشمة مجردة من القيم المعنوية وتوظف لخدمة اهداف ومشاريع موجهة ضد الحياة وقوانين التطور التاريخية وتكرس لاعادة الشعوب الى الماضي، كما اكدت استحالة قهر ارادة الشعوب وقيمها المعنوية والاخلاقية واستحالة اجهاض احلامها وتطلعاتها المشروعة واهدافها النبيلة مهما كبر حجم التآمرات وتعددت اشكالها واسلحتها واساليبها.وقال” ما يؤسف له حقا ان نجد اليوم بقايا ازلام قوى التخلف والظلام تطل برؤوسها عبر بوابة الديمقراطية لتنفث سمومها وامراضها في جسد الوطن في محاولة يائسة لتمزيق كيانه ووحدته وزعزعة امنه واستقراره، ويبدو ان هذه القوى لاتجيد قراءة التاريخ ولا تستفيد من عبره ودروسه ولم تدرك بعد ان كل المشاريع والاحلام التي تفرزها مصالح القوى الاجنبية المعادية للوطن والشعب والتطلعات الذاتية غير المشروعة المبنية على اسس جهوية او مذهبية او عصبية مصيرها مزبلة التاريخ مثلها مثل غيرها من الدسائس والمؤامرات التي سبق ان اعترضت مسيرة الثورة وماتت في مهدها” ، مضيفا القول:” وهذا هو المصير الذي يؤول اليه كل عمل يأتي ضد قوانين التطور الوطنية والحضارية وقيمها الجمعية الموحدة”.وأكد مدير دائرة التوجيه المعنوي ان مشاريع الحاضر التآمرية لن تكون اخطر من تلك التي جابهتها الثورة بعد ولادتها ولا يستحق ذكرها فهي ليست اكثر من مجرد ظاهرة صوتية لا تمتلك ابسط مقومات البقاء والاستمرارية ولانها قبل كل شيء تحمل في داخلها عوامل فشلها وفنائها المحتم ، مشيرا الى ان وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الاركان العامة ممثلة بدائرة التوجيه المعنوي وصحيفة 26سبتمبر عملت على التهيئة للاحتفال بالذكرى الاربعين لدحر الحصار عن صنعاء وعقد الجزء السادس من ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية بعنوان “ ملحمة السبعين يوما - الوقائع والدروس والعبر”، عبر توثيق شهادات وذكريات كوكبة من المناضلين عسكريين ومدنيين، عن تاريخ الثورة اليمنية (26 سبتمبر و 14 أكتوبر ) ومراحل تطورها. وقال” عملنا على تدوين المعلومات والحقائق من افواه المساهمين المشاركين والمواكبين لاحداث الثورة اليمنية ومازالوا يعيشون بين ظهرانينا حتى يكون الاقتراب من صورة الاحداث اكثر موضوعية واقرب مصداقية وأوثق حقيقة، لاسيما وان كتابات شتى صدرت وتناولت الاحداث من زوايا خاصة بمدوني هذه الاحداث مشاركين أو مؤرخين وأحيانا كثيرة من منظور احادي متحيز، لهذا كان التركيز على توثيق الحقائق كما هي دون اي تدخل ليكتب التاريخ بتجرد ونزاهة وطنية واخلاقية”.وأضاف “ لابد من الاقتراب أكثر من الحقائق وتوسيع المساهمات والشهادات الحية المباشرة حتى تزول الضبابية ويتخلص توثيق تاريخ الصورة من أحادية الرؤى ومن محاولات التزييف أو الإدعاء ومن الشوائب التي حاولت أن تلقي بظلالها على نضالات عظيمة لشعب عظيم ومكافح وطموح تواق إلى الحرية والانعتاق” ، موضحا إن نتائج سلسلة الندوة حوتها خمسة مجلدات وثقت لكل ما أدلى به المشاركون فيها، إلى جانب مجلد خاص تضمن ما تم الحصول عليه من وثائق الارشيف الاجنبي الذي مثل جزاء من الوثائق والخطط والتقارير المرتبطة بالعمل المعادي للثورة من قبل فلول الامامة والملكيين اعدها خبراء عسكريون أجانب ومرتزقة.كما ألقى اللواء صالح ناصر الشقيري كلمة المدافعين عن صنعاء ثمن فيها رعاية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة لهذة الندوة المكرسة واهتمامه الدائم بمناضلي الثورة اليمنية وحرصه على تدوين وتوثيق تاريخها المجيد من خلال شهادات صناع الاحداث العظيمة ممن اجترحوا المآثر وصنعوا البطولات الخالدة .وقال “ لا شك انكم تدركون جيدا ما اعترض طريق الثورة اليمنية من الصعوبات وما واجهها من العقبات وما حيك ضدها منذ نعومة اظافرها من المؤامرات التي وقفت وراءها القوى الرجعية التي رأت انتصار الثورة قضاء على مصالحها التي كانت قائمة في الاساس على حساب مصالح الشعب والامة فما كان منها الا ان سخرت كل طاقتها وبذلت اقصى جهدها بغية وأدها في مهدها”.وأضاف “ وما ان بلغت الثورة الوليدة عامها الخامس حتى كانت فلول القوى الرجعية المندحرة الآفلة، نتيجة لما كانت قد لقيته من الدعم السخي من القوى المؤيدة لها قد تمكنت من احكامطوق الحصار حول صنعاء وبدأ الرجعيون الحاقدون يمطرونها بوابل من قذائف اسلحتهم المغلفة بسوداوية حقدهم الدفين في محاولة يائسة لاعادة عجلة التاريخ الى الوراء واسقاط صنعاء الشموخ والاباء تمهيدا للقضاء على الثورة والنظام الجمهوري السبتمبري واعادة رموز الكهنوت والرجعية الى حكم اليمن بعد ان تجاوزهم الزمن.” وإشار إلى ان صمود عاصمة النضال وعدم تأثرها بما كان يتسرب الى خلف اسوارها من الشائعات التي كانت تبالغ في تصوير سوء الحال بالاضافة الى شدة استبسال المناضلين من منتسبي القوات المسلحة والامن وابناء الشعب الابطال في الدفاع عنها على مدى سبعين يوما واحتمالهم طوال فترة الحصار المرير رغم كل ما لاقوه من الاهوال العظيمة وتقديمهم التضحيات الجسيمة واقتحام الصعاب واصرارهم الشديد على دحر الملكيين وقتالهم ببسالة تحت شعارهم المشهور الجمهورية او الموت ).ولفت إلى ان ذلك الصمود ولد اليأس في نفوس فارضي الحصار من ذوي النفوس المريضة والاخلاق الذميمة وبذر فيها بذور الهزيمة بالرغم مما كان في حوزتهم من امكانيات كبيرة واموال وفيرة فإذا بكافة ابناء اليمن يتخطون ما كان قد نصبه بينهم الاستعمار من حواجز التشطير ويتنادون في كل المحافظات ويطوقون الحصار المضروب على صنعاء من جميع الجهات مقدمين بدورهم على الرغم من قلة الامكانيات ما املى عليهم الواجب الوطني المقدس من التضحيات حتى امكنهم في الـ 8 من فبراير عام 68م كسر طوق الحصار الجائر عن صنعاء بعد مضي سبعين يوما من العناء جراء نفاد الماء والغذاء ملحقين بفلول الرجعية هزيمة نكراء وملقنين اياهم دروسا لا تنسى حاكمين بذلك على بقايا النظام الامامي الكهنوتي المتهالك بالذهاب الى غير رجعة وموطدين اركان النظام الجمهوري العادل.والقى الرائد أمين أبو حيدر وصالح صائل الامين العام المساعد لجبهة التحرير قصيدتينشعريتين تناولتا حدث ملحمة السبعين يوما وتلاحم النضال الوطني في الانتصار للثورة اليمنية الـ 26 سبتمبر و الـ14 اكتوبر والدفاع عن العاصمة صنعاء.هذا وقد قدم خلال الجلسة الافتتاحية فيلم وثائقي يبرز عرضا مرئيا لملحمة السبعين يوما، ابرز ملامح من جبهات القتال المتصلة بملحمة السبعين يوما ودحر الحصار عن العاصمة صنعاء .حضر الجلسة الافتتاحية للندوة الاخوة الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء وعبد العزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى والقاضي عصام السماوي رئيس المحكمة العليا رئيس مجلس القضاء الاعلى والدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية وعبدالقادر باجمال والدكتور حسن مكي والدكتور عبدالعزيز المقالح مستشارو رئيس الجمهورية وعدد من الاخوة الوزراء واعضاء مجلسي النواب والشورى ومناضلي الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر والقيادات العسكرية والامنية .وبعد استراحة قصيرة عقدت الجلسة العامة الأولى لندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية في جزئها السادس بعنوان (ملحمة السبعين يوماً : الوقائع.. الدروس.. العبر) برئاسة الاخوة المناضلون اللواء عبداللطيف ضيف والدكتور محمد عبدالسلام منصور واللواء عبدالله ناجي دارس..حيث قدم اللواء حسين محمد المسوري ورقة بعنوان (من ذكريات حصار السبعين) أشار فيها الى أن الهجمة الإمامية قد بدأت على العاصمة باحتلال بعض المواقع المحيطة بها وقطع طريق تعز والحديدة ، وقال:”ان قادة القوات المسلحة والأمن قد أعدوا خطة دفاعية شارك فيها قادة الأسلحة والوحدات والألوية التي واجهت الموقف بكل شجاعة وثبات”.واستعرض المسوري الخطة التي نفذها سلاح المشاة الذي كان قائداً له إبان الحصار مذكراً أن جميع الأسلحة قد أدت واجبها بكل شجاعة وتضحية وبسالة وبإمكانيات متواضعة لكنهم كانوا يملكون الإيمان والعزيمة التي لا تلين.ثم قدم الاخ محمد عبدالسلام منصور ورقة بعنوان (الخلفية الاجتماعية والسياسية لكسر حصار صنعاء).. استعرض فيها الخلفية الاجتماعية والسياسية التي أفضت إليها الاحداث المتسارعة منذ قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م.. والتي صارت تشكل واقعاً موضوعياً يؤثر تأثيراً بالغاً في مسار الصراع العسكري المرير الذي بلغ احتدامه الغاية القصوى أثناء حصار القوى الامامية لصنعاء حصاراً عسكرياً تواصل لمدة اثنين وسبعين يوماً حشدت خلاله كامل قواتها وقاتلت مستميتة في سبيل إسقاط العاصمة للإطاحة بالنظام الجمهوري وإعادة الإمام الى العرش فيما احتشدت في الجانب المقابل كامل القوى الجمهورية عدداً وعدة داخل العاصمة صنعاء وخارجها تقاتل مستميتة في سبيل فك الحصار وإلحاق الهزيمة بالقوى الامامية من أجل تثبيت النظام الجمهوري ، فكتب النصر للقوى الجمهورية مقابل هزيمة الإمامة التي طوت آخر صفحات التاريخ الملكي في اليمن .ويناقش المشاركون في الندوة التي تنظمها دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة 26 سبتمبر على مدى خمسة أيام اكثر من 80 ورقة عمل تتمحور حول وقائع حصار السبعين والمحاور القتالية خلال الحصار، بالاضافة الى الخلفية السياسية والاقتصادية والابعاد الاجتماعية لحصار السبعين ، والوضع الاقتصادي والمالي للدولة اثناء الحصار وكذا محور الموقف الشعبي و الرسمي للدولة الوليدة بجنوب الوطن.كما تتناول الندوة التي يشارك فيها اكثر من 300 مشارك من المقاتلين العسكريين والجيش الشعبي والمقاومة الشعبية الذين ساهموا في تلك الملحمة البطولية الى جانب الشخصيات الاجتماعية والباحثين والاكاديميين والمهتمين محور واقع القوات المسلحة خلال الحصار وامكانيات الدولة والاحتياطات المالية والبشرية ، بالاضافة الى التلاحم الشعبي مع القوات المسلحة لمواجهة المد الملكي خلال الحصار، والقيادة الميدانية ونموذجية سلوكها وانعكاساتها على المقاتلين وطبيعة الإيثار عند القادة والتسابق لتنفيذ المهام ، وكذا استعراض نشاط المقاومة والقوى الشعبية خلف خطوط العدو وبالذات محور الحديدة - صنعاء وعمليات بني مطر والحيمتين ومحور معبر يسلح، بالاضافة الى دور التجار في دعم المجهود الحربي في القوات المسلحة.