أثيرت موجة من النقاش والجدل في الآونة الاخيرة وذلك كرد فعل للترويج في استخدام الغذاء المحور وراثياً ومدى أهمية هذه الانواع من الاطعمة والمحاصيل في خدمة الانسان في جميع المناحي وما إذا كانت تلك المحاصيل آمنة كمثيلتها التي تنمو باستخدام الطرق التقليدية في الزراعة وما إذا كانت تلك المحاصيل تسمح بإنتاج نباتات مقاومة للامراض والآفات الزراعية والجفاف وهل هي قيمة غذائية عالية كما يقال ويروج عنها وقد أعلنت منظمة التجارة العالمية وبشكل قاطع " إن مقاطعة الاطعمة المعدلة وراثياً سوف يضر بالتجارة العالمية وسيخلق حواجز غير مبررة للتبادل التجاري الدولي ".ولكن ماهي الاغذية هي تلك المحاصيل المعالجة وراثياً والتي تعرضت جيناتها للتغير المختبري عن طريق العلماء أي أنها محاصيل لا تنمو بالشكل التقليدي المتعارف عليه عند المزارعين منذ بدأت الزراعة مع ظهور الانسان وتمدنه .وقد وصلت المساحة المزروعة بالمحاصيل المحورة وراثياً في العالم الى حوالي 58.7مليون هكتار مزروعة في حوالي 18 دولة وتتصدر الولايات المتحدة الامريكية قائمة الدول الزراعية لهذه المحاصيل بنسبة 68 تليها الارجنتين 23.وبالنسبة للوطن العربي تشير الدراسات التي تقدمت بها المنظمة العربية للتنمية والزراعية الى أن إنتشار الاغذية المعدلة وراثياً محدود رغم أن هذه التقنية دخلت العالم العربي منذ خمس سنوات وتتصدر مصر قائمة الدول العربية في مجال البحوث في المحاصيل المحورة وراثياً هذا الامر دفع ببعض الدوائر العلمية احتكار هذه الابحاث بغرض الكسب المادي دون الاخذ بعين الاعتبار لأي إعتبارات اخلاقية ولاعلمية في تحري الحيطة والبحث عن الوسائل والاجراءات الضرورية لتجنب الآثار الناجمة والتأثيرات المصاحبة في إستخدام هذه الاغذية .ومن الواضح أن التهافت والتسابق المحموم في هذا المجال جاء استجابة لحاجة البشرية المتنامية وخصوصاً إذا ما قورنت بالتأثيرات التي قد تسببها الندرة والجوع على أعداد كبيرة من البشر في الدول الفقيرة والمتخلفة .لاشك أن هذه المحصيل تعود بفوائد زراعية وصحية وبيئية والمتمثلة في استدامة وترشيد العمليات الزراعية مما يؤدي لتقليل استخدامه الطاقة والوقود .وفي الجانب الاخر هناك أضرار محتملة على البيئة وعلى التنوع الحيوي بالذات لأن الثقافة الحيوية أداة تساعد علي تحوير مختلف الاصناف لكن الاتجاه السائد هو توسيع التسويق لصنف واحد بعينه وهذا يمثل أكبر خطر على التنوع الحيوي .وبالنظر الى الابحاث الجارية رغم قلتها في هذا المجال رأينا أن مجمل الاغذية المحورة وراثياً تتركز على المحاصيل الآتية :1- حبوب بن خالية من الكافين .2- بطاطس تمتص كمية قليلة من الزيت عند القلي .3- بطاطس مقاومة للامراض النباتية .4- طماطم تساعد على خفض نسبة الكرسترول في الدم .إضافة الى محاصيل القطن والذرة التي يتم عليهما تعديل وراثي لمقاومة الحشرات ومبيداتها .ولأننا نعتمد في غذاءنا على مايستورد من الخارج فإننا نرى من الواجب إنشاء إدارة فعالة ولوائح تنفيذية ضمن البرنامج الوطني للسلامة الاحيائية وبالتالي نضمن التحكم في تداول المحاصيل المحورة وراثياً وحماية الصحة البشرية والبيئة .ومن الاهمية بمكان إلاّ بعد التأكد من إبرازها في ملصق ( لأن معظم الدول الاوروبية تلزم الشركات والمؤسسات المستوردة للأغذية التي تدخل وفي مكوناتها محاصيل محورة وراثياً في إبراز ملصق غير مظلل او خادع وفيه يكتب أن هذه الاغذية محورة وراثياً وللمستهلك حرية الاختيار .
|
ابوواب
طعامنا المهندس وراثياً .. ومخاوف المستهلكين على الصحة والبيئة
أخبار متعلقة