باراك أوباما متحدثا لوسائل الإعلام قبل توجهه إلى أفغانستان
واشنطن/14 أكتوبر/جون همينج: وصل باراك أوباما المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية إلى أفغانستان أمس السبت لإجراء محادثات مع قادة في حلف شمال الأطلسي وجنود أمريكيين حول حرب يقول إنها لا تحظى باهتمام كاف من إدارة بوش. وجعل أوباما أفغانستان محطته الأولى في جولة تستهدف إثبات جدارته في السياسة الخارجية. وسيزور أيضا العراق والأردن وإسرائيل وألمانيا وفرنسا وبريطانيا. وقال أوباما للصحفيين قبل أن يستقل طائرة حربية من الولايات المتحدة « أريد بشكل واضح أن أتحدث مع قادتنا وأن أفهم... ما هي المخاوف الأكبر... في أفغانستان وفي بغداد.» واستطرد قائلا «أود أن أشكر جنودنا على العمل البطولي الذي يقومون به.» ويريد أوباما إرسال لوائين أي ما يصل إلى سبعة آلاف جندي لأفغانستان والانتقال مما وصفه بتركيز إدارة بوش «ضيق الأفق» على العراق. ودعا إلى سحب القوات المقاتلة من العراق في غضون 16 شهرا. والقوات الأمريكية في العراق تزيد على أربعة أمثال قواتها في أفغانستان وقوامها 36 ألف جندي. لكن عدد جنودها الذين قتلوا في أفغانستان في مايو ويونيو أكبر من جنودها القتلى في العراق. ومرت ستة أعوام على الإطاحة بطالبان على أيدي قوات تقودها الولايات المتحدة وقوات أفغانية لإيوائهم زعماء القاعدة الذين يشتبه في أنهم دبروا هجمات 11 سبتمبر لكن أعمال العنف تزايدت بشدة في الأشهر الأخيرة وكانت هناك علامات قليلة على أن الهجمات المسلحة تنحسر. كما يريد جون مكين منافس أوباما الجمهوري إرسال ثلاثة ألوية إضافية لأفغانستان وتعهد بتوفير قوات إضافية «بمطالبة حلف الأطلسي بإرسال مزيد من القوات وبإرسال مزيد من القوات الأمريكية بمجرد توافرها.» لكن كثيرا من محللي الشؤون الأفغانية يشكون في أن إرسال مزيد من القوات سيكون ردا كافيا رغم العنف. وقال مات والدمان المستشار السياسي لأوكسفام انترناشونال «لا اعتقد أن تقليص أو زيادة أعداد القوات سيكون له تأثير على الاستقرار أو السلام على المدى الطويل هنا.»، وأضاف أن مزيدا من المساعدات الفعالة والتنمية الريفية وحل الصراعات على مستوى محلي هي الأولويات الحقيقية. والإنفاق الخارجي على المساعدات والتنمية ضئيل بشدة مقارنة بالإنفاق على العمليات الحربية في أفغانستان. وتقول وكالات المعونة إن الجيش الأمريكي وحده ينفق حوالي مئة مليون دولار يوميا وفي المقابل ينفق جميع مانحي المعونات سبعة ملايين دولار في اليوم الواحد. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إنه سواء فاز أوباما أو مكين في انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني سيكون من الأفضل للعراق سحب القوات في المدى القصير. وقال المالكي في مقابلة مع مجلة (دير شبيجل) الألمانية ردا على سؤال عن موعد مغادرة القوات الأمريكية العراق «بحسب ما نرى في أسرع وقت ممكن. باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي يتحدث عن 16 شهرا. وسيكون ذلك في رأينا الإطار الزمني المناسب لانسحاب مع إمكانية إدخال تعديلات طفيفة.» وانتقد مكين أوباما لإعلانه عن إستراتيجيته في أفغانستان قبل أن يسافر لتقصي الحقائق. وقال مكين في الوقت المخصص لخطابه الإذاعي الأسبوعي «من الواضح أنه واثق بما يكفي بأنه لن يجد أي حقائق قد تغير رأيه أو تعدل إستراتيجيته. رائع.»، وأضاف «هذا شبيه بالخطأ الذي ارتكبه السناتور أوباما عندما أعلن بثقة أن زيادة القوات في العراق من المحتمل ألا يؤدي إلى تقليص العنف الطائفي هناك.» وتابع قائلا «إن نجاح زيادة القوات في العراق هو تحديدا الذي يبين لنا طريق النصر على طالبان.» وعند سؤاله عما إذا كان سيخاطب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي والمالكي رئيس وزراء العراق قال أوباما «إنني مهتم بالاستماع أكثر من الحديث.» وأضاف اعتقد أن من المهم للغاية إدراك أنني ذاهب إلى هناك كعضو مجلس شيوخ أمريكي. لدينا رئيس في الوقت الحالي وتوجيه تلك الرسائل مهمة الرئيس.» وكان أوباما انتقد كرزاي في مقابلة مع تلفزيون سي إن إن في الأسبوع الماضي. وقال «اعتقد أن حكومة كرزاي لم تخرج من الثكنات لتساعد في تنظيم أفغانستان.»