لا تزال أسباب حالة التوحد تؤرق العديد من الأسر التي لديها أبناء يعانون من هذا الاضطراب السلوكي، والذي حدا بأطباء وتربويين ومتخصصين إلى دراسة الحالة حيث آن من علاماتها وجود قصور في الإدراك ونزعة انطوائية انسحابية تعزل الطفل عن عالمه ليصبح متقوقعا حول ذاته. وتوضح بعض الدراسات أن للعامل الغذائي دورا مهما في الإصابة بهذه الحالة وان معدل انتشار التوحد فيه تباين.إلا أن أغلبها يشير إلى إصابة ما يتراوح بين 2 إلى 4 حالات لكل عشرة آلاف طفل. وتكثر الإصابة بين الذكور منها عند الإناث بنسبة 1 - 4% بغض النظر عن أى عوامل طبقية أو عرقية أو غيرها. ويقول المختصون في الطب النفسي، إن التوحد هو اضطراب و سبب نشأته وآلية حدوثه غير معروفان،وحتى يتم تشخيص حالة التوحد لا بد من وجود أعراض معينة، ومن أهمها اضطراب العاطفة الذي يكون على شكل عدم تواصل عاطفي مع الآخرين أو ردود وانفعالات عاطفية مع الناس المتعاملين مع هذا الطفل والسلوكيات الوسواسية والتمسك بممتلكات معينة بشكل شديد إضافة إلى اضطراب الكلام. ويضيف إن بعض قدرات التوحديين خارقة وخارجة عن المألوف إلا انه يتم استغلالها بطريقة عقلانية أو منطقية مثل القيام بعمليات حسابية معقدة أسرع من الكمبيوتر، ولكن لا يوجد لديهم قدرة على القراءة أو الكتابة لهذه الأرقام.ويشير المختصون إلى التفسير العلمي لحالة التوحد ، أنها إعاقة تطورية تؤثر على التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي،وتظهر آثاره قبل سن الثالثة وهو عبارة عن حالة وليست مرضا ويتحسن بعضهم ما بين السادسة والسابعة من العمر. ويقول أنه ونظرا لغموض هذه الحالة فانه يتبع ذلك ضعف في التشخيص، فيستخدم المختصون قوائم الملاحظة مثل قائمة ادرين أو الشطب مثل " قائمة ايرك" حيث ينظر في مدى تطابق الخصائص الموجودة في الطفل في الحكم عليه مع مراعاة استمرارية الملاحظة والمتابعة للتأكد من الإصابة. ويوضح انه فيما يتعلق بمستقبل الطفل ألتوحدي، تشير الدراسات إلى انه يحدث تحسن في الحالة بين سني السادسة والسابعة ونسبة 20% منهم يمكن أن تخدم نفسها وتعيش باستقلالية.أما الباقي فهم بحاجة إلى مساعدة، مضيفا إن الاكتشاف المبكر يساعد في عملية التحسن للحالة مع استخدام التدريبات السلوكية والسمعية والبصرية والحركية والأدوية لعلاج هذه الحالة . وتوجد حالات شبيهة بالتوحد نتيجة وجود المربيات والخدم الذين يعمدون إلى تركيز نظر الطفل على التلفزيون لفترات طويلة لضمان بقائه منشغلا عنهم ويبقى هادئا مما يشكل لديه حالة انفصال عن الواقع شبيهة بالتوحد وهذا يؤثر وبشكل مباشر على خلايا الدماغ.ويرى المختصون انه لا توجد طريقة أو دواء بعينه يساعد في علاج حالات التوحد لكن هناك مجموعة من الحلول مجتمعة ، وهى حلول فعالة في علاج الأعراض والسلوك التي تمنع الأطفال من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي تتمثل بعلاج ثلاثي الأبعاد "نفسي واجتماعي ودوائي". كما ان التغيير في النظام الغذائي والاستعانة ببعض الفيتامينات والمعادن يساعد كثيرا ومنها فيتامينات "ب 6" و ب 21" مبينا أن استبعاد الجلوتين والكازين من النظام الغذائي للطفل يساعد على هضم أفضل واستجابة شعورية في التفاعل مع الآخرين لكن لم يجمع كل الباحثين على هذه النتائج . ويشير المختصون إلى أن العلاج ببعض الأدوية له تأثير فعال في علاج سلوك الطفل الذي يعانى من التوحد، والقلق ونقص القدرة على التركيز والاندفاع مشيرا إلى أن الهدف من الأدوية هو تخفيف حدة السلوك حتى يستطيع الطفل ممارسة حياته التعليمية والاجتماعية بشكل سوي إلى حد ما، فضلاً عن العلاج السمعي الذي يعتمد على سماع الطفل وتركيزه بحيث لا يكون عنده أي مشاكل سمعية والعلاج بالاسترخاء والموسيقى إضافة إلى العلاج بالتكامل الحسي وأفضل ما اتفق عليه المختصون هو استخدام وسائل للتقرب منهم ومن أفكارهم أكثر مع وضع خطة لتعديل هذا السلوك.
حالة التوحد ... تهدّد الأطفال!!
أخبار متعلقة