لخلق جيل يمني ولاؤه لله والوطن والثورة والوحدة لابد من غرس قيم الولاء الوطني فيه منذ نعومة أظفاره من مرحلة الحضانة, وإرضاعه الولاء الوطني مبكراً إلى جانب إرضاعه حليب الأم وذلك لينمو وهو متسلح بقيم نبيلة سامية قيم تدعوه إلى حب الوطن ونكران ذاته, لأن الولاء للوطن هو أعظم قيمة يجب أن يتحلى بها أي مواطن، لأنها تدفعه إلى العمل لتنميته وتطوره والدفاع عنه، والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل التصدي لأعدائه، وديننا الإسلامي الحنيف يدعونا إلى حب الوطن والأرض والدفاع عنه من الأعمال التخريبية. الورشة التي أقامتها وزارة التربية والتعليم وحضرها رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور جاءت لتسجل انطلاقة كبيرة في تعزيز مفهوم الولاء الوطني وتجذيره في نفوس طلابنا في جميع مراحل التعليم لتقرر إضافة مادة التربية الوطنية إلى منهج المرحلة الثانوية, لأن ما هو حاصل اليوم في يمننا الحبيب وما تفعله أحزاب ما يسمى بالتخريب المشترك -الخارجة على الولاء والانتماء الوطني التي بدلت ولاءها لليمن بولائها لمصالحها الضيقة التخريبية الهدامة- نتج عنه ظهور بعض الدعوات النشاز في بعض المناطق في المحافظات الجنوبية ضد الوحدة الوطنية تنادي بتجزئة وتمزيق كيان الدولة الواحد آملين بعودة اليمن ليس الى ما قبل 22 مايو90 بل الى ما قبل ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر المجيدتين.. العودة الى حكم السلطنات والمشيخات وما شابه ذلك من مسميات الماضي المندثر, قامت معارضتنا الهدامة “أحزاب اللقاء المشترك” بالمساندة والتضامن مع تلك الدعوات الانفصالية التي تريد تمزيق الوطن الى دويلات وأقاليم هشة متناحرة لتحافظ على حالة الاضطراب والفوضى والانفلات الأمني الذي تقتات به وتستمد استمراريتها منه.كل هذا نتج عن عدم غرس قيم الولاء الوطني في نفوس النشء وعدم وجود تأثير للقدوة الحسنة المتمثلة بالمعلم والقائمين على الإدارة المدرسية وأيضاً خلو محتويات الكتاب المدرسي من تلك القيم النبيلة ,لذلك لابد من أن يستهدف التغيير كافة مقررات المنهج الدراسي العلمية والتربوية ويجب أن تنصب أولوية التغيير على المناهج التي تنادي وتحض على غرس قيم الولاء الوطني في نفوس النشء وبالأخص منها مقررات التاريخ والتربية الوطنية...لتأتي ملبية لمتطلبات التغيير في بنية الوعي لدى شريحة النشء والشباب أمل الحاضر ورهان المستقبل..وتجعل من دور التربية والتعليم منبعاً عذباً ونقياً يفيض بالمعرفة والقيم الفاضلة والمعاني الوطنية العظيمة التي تتمتع بخاصية النفاذ السلس إلى عقل ووجدان النشء والشباب وتنأى عن أساليب التلقين الهدامة لتفادي ظهور أجيال عديمة الولاء الوطني يسهل اختراقها وتوجيهها إلى التطرف بكل أشكاله وأنواعه, وإلى الانحراف عن الدور المنوط بهم في بناء الأوطان وحماية وحدة الأمة.لذلك على كل الأحزاب والمنظمات الجماهيرية والمدنية والمؤسسات التعليمية والإعلامية العمل على توعية النشء ولفت انتباههم وإثارة اهتماماتهم ومسؤولياتهم نحو تعميق الولاء الوطني وتعزيزه وحمايته وتفعيل الأدوات التوعوية في التنوير وتصحيح المفاهيم وتشكيلها وفقاً لمتطلبات التنمية والتطور مع مراعاة انتهاج خصائص الخطاب الإعلامي الوطني الذي ينطلق من ثوابت الوطن والالتزام بالحرية المسئولة المحققة للمصلحة العامة وحماية النشء والشباب من الوقوع في براثن التطرف بكل أشكاله وكذا حماية مؤسسات المجتمع المدني من الانحراف عن رسالتها الوطنية وعدم السماح باستغلالها استغلالاً ضيقاً.وهكذا فإننا بحاجة للعمل معاً على تحصين ووقاية المجتمع من أية أعمال تخل بالثوابت الوطنية وبما يكفل عدم الاختراق لهذه الثوابت وتكوين رأي عام وطني فعال مساهم وداعم لكل ما يحمي الثوابت الوطنية ويرسخها في أوساطنا المجتمعية ويعمق الولاء الوطني الذي يعلي مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات.وقفة تضامن مع صحيفة (14 أكتوبر) ورئيس تحريرهانتضامن مع صحيفة (14 أكتوبر) ورئيس تحريرها وكتابها في وجه حملة التكفير والتحريض الجائرة التي يشنها بعض خطباء المساجد أنصاف المتعلمين ديناً ودنيا, الذين يقومون بتحويل منابر المساجد إلى رموز وطنية فكرية أمثال الأستاذ أحمد الحبيشي صاحب القلم المتميز والمتمكن والمحلل والمفكر السياسي. إن ما يلقنا هو تحويل دور المساجد من دور إرشادي ديني لتوعية الناس بأمور دينهم ودنياهم الى أبواق لإثارة الفتن لأن منابر المساجد ليست للخطاب السياسي أو وسيلة لبصفية حسابات وليست منابر للرأي والرأي الآخر، ويجب أن تبتعد المساجد عن هذه الأدوار.
أخبار متعلقة