مـدارات
محمد الأمير"قد تتمتع الولايات المتحدة الامريكية بالقدرة على الحاق الاذى والالم ولكنها بمقابل ذلك هي أيضاً عرضة للاذى والألم"بهذه العبارة صرح الموفد الايراني لوكالة الطاقة الذرية في فيينا.ولم يكد ينهي تصريحه هذا حتى بادر الرئيس الايراني من طهران بتصريح آخر شبيه حيث قال:"اتخذت ايران قرارها باستخدام الطاقة النووية بطرق سلمية تماما وعلى العالم ان يقبل بهذا القرار .. لدينا مسار واضح ونهائي وستكمل ايران هذا المسار بما يتوافق مع قوانين لجان الطاقة الذرية واطر عملها".انها لعبة شد الحبال التي تحولت الى عمل سياسي تكتيكي بين واشنطن وطهران واتخذت له من اروقة وقاعات وكالة الطاقة الذرية في فيينا ساحة لها.وهكذا فان ايران التي تتحدث بدافع الثقة لاتزال ترى ان عليها ان تنتظر الخطوة القادمة التي تعمل عليها واشنطن حتى تقرر ردا ايرانيا يعادل في حجمه وقوته طبيعة العقوبات او الاجراءات التي قد تتخذ في مجلس الامن الدولي.وثمة اشارات وعيد ايرانية بدأت من داخل قاعات وكالة الطاقة في فيينا بأنها - ايران - ستعيد في حال فرضت عليها عقوبات او احيل ملفها الى مجلس الامن الدولي النظر في سياساتها النفطية واكثر من هذا فان ناطقاً باسم الخارجية الايرانية يحذر بان اجراء كهذا - اي رفع تقرير وكالة الطاقة الى مجلس الامن - قد يؤثر على تعاطي ايران مع الاقتراح الروسي بنقل التخصيب من ايران الى الاراضي الروسية.وقد يتراءى للبعض أن تصريحات التهديد والوعيد الايرانية لاتعدو كونها تكتيكا. إلا أن الايرانيين - كما يبدو - قد بدؤوا جديا بالسير في اتخاذ اجراءات عملية في حال وصلوا إلى هذا الخيار. حيث اقر مجلس النواب الايراني قانونا يفرض على شركة النفط الوطنية بأن تضع كل مداخيلها من عائدات النفط - الى حساب الخزانة الايرانية وليس في البنوك الاجنبية وهذا يشكل مؤشراً على استعداد ايران الجدي لخوض معركة النفط.وبالرغم من ان اجراء كهذا قد يلحق ضررا - فيما يلحقه - لايران ذاتها الاا نها سياسة (الغريق لايعبأ بالبلل).ولكن مع كل هذا فان واشنطن وحلفاءها من الغربيين ماضون بتصميم وعناد لمواجهة ايران ودخلت اسرائيل - حاليا - وبشكل قوي جدا عندما هدد وزير الدفاع الاسرائيلي بان اسرائيل سوف تضرب ايران والمفاعلات النووية الايرانية اذا لم يتخذ مجلس الامن اجراءاته ضد ايران، موحيا للعالم - بصلف سياسي - إن إسرائيل هي التي تقرر من يجب ان تضرب ومتى يجب ان تضرب!.وهذا يبرر مدى مرارة التصريحات الايرانية التي تتهم - لاكثر من مرة - ان الضغط يبدأ من اسرائيل عبر اللوبيات اليهودية والصهيونية الى الولايات المتحدة التي تضغط آخر الامر على وكالة الطاقة الذرية.وترى ايران ان الانتقائية في استهداف ايران يتم بشكل علني وواضح وخصوصا ما تم خلال زيارة الرئيس الامريكي جورج بوش ليوقع اتفاقية نووية مع الهند في مناقضة واضحة لمنع انتشار الاسلحة النووية وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة تعلن ان اتفاقها مع الهند يأتي في المجال النووي المدني.ومعروف ان الهند لديها (22) مفاعلا نوويا وفقا لاتفاقية معلنة مع الولايات المتحدة اربعة عشر مفاعلا منها مخصصة للنشاط النووي المدني والاخرى للنشاط العسكري لذا حسب الاتفاقية الدولية التي تحظر على الدول الخمس الكبرى التعاون مع اي دولة "غيرها" بالتعاون النووي خصوصا دولة كالهند تنتج اسلحة نووية.وايران التي تعمل في طور البحث العلمي في مجال تخصيب اليورانيوم وليس ثمة مايؤكد على ان ايران قد خصبت اليورانيوم حسب تقارير وكالة الطاقة الذرية الا ان الولايات المتحدة الامريكية تريد رفع القضية الى مجلس الامن الدولي لمحاكمة نواياها ايران فايران لن تحاكم او تحاسب على ان لديها اسلحة نووية بل محاسبتها على نوايها التي قد تقرر فيها من خلالها انتاج اسلحة نووية من عدمه.