بيروت /14 لأكتوبر/ من نديم لادقي : أكد حزب الله اللبناني إجراء مناورة عسكرية كبيرة ردا على ما قال أنها مناورة إسرائيلية واسعة النطاق. وأبلغ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله قناة تلفزيونية لبنانية انه يتعين ان يكون حزب الله مستعدا وجاهزا حتى لا يؤخذ على غرة. وأضاف انه لم يكن هناك وجود مسلح في التدريبات التي جرت أثناء المناورة. وفي وقت سابق قالت مصادر أمنية وسياسية ان حزب الله أجرى مناورات في جنوب لبنان في استعراض نادر للقوة يهدف إلى ردع إسرائيل عن غزو لبنان مثلما فعلت في حربها العام الماضي. وذكرت صحيفتان مقربتان من حزب الله يوم الاثنين ان الحزب الذي خاض قتالا ضد إسرائيل على مدى 34 يوما العام الماضي قام بواحدة من أكبر مناوراته العسكرية في جنوب لبنان في بداية الأسبوع تحت الإشراف المباشر للامين العام للحزب السيد حسن نصر الله. وأكدت مصادر أمنية إجراء المناورات لكن ليس على المستوى الواسع التي أوردته الصحف.، وقالت المصادر ان المناورات تظهر ان حزب الله خفف السياسة التي يتبعها منذ أمد طويل والتي تحيط أنشطته العسكرية بنطاق من السرية الأمر الذي يتيح لإسرائيل أن تعرف المزيد عن قدراته في إطار إستراتيجية جديدة للردع. وبعد ساعات على تسريب أخبار المناورات ألقت الطائرات الحربية الإسرائيلية قنابل مضيئة فوق منطقة ساحلية في جنوب لبنان إلى الشمال من مدينة صور. وقالت الصحيفتان ان المناورات شارك فيها آلاف المقاتلين غير المسلحين في منطقة عمليات قوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل) قرب الحدود مع إسرائيل إلا ان الحكومة اللبنانية قالت ان "ما جرى لم يكن سوى محاكاة على الورق." وقال مصدر سياسي مقرب من حزب الله انه أيا كان مدى جدية المناورات فان تسريبها إلى وسائل الإعلام هو جزء من تغيير في إستراتيجية حزب الله.، وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "خلال مراجعته لحرب العام الماضي أسبابها وطريقة خوضها وصل حزب الله إلى استنتاج بأنه كان من الخطأ بناء قدراته وسط سرية."، وأضاف المصدر قائلا "الإسرائيليون لم يعرفوا قوة حزب الله الحقيقية فسارعوا إلى الحرب معتقدين أنهم يستطيعون سحق المنظمة خلال بضعة أيام مما أوقعهم بخطأ في الحسابات." وشنت إسرائيل الحرب بعد اسر اثنين من جنودها في هجوم على الحدود. وقال نصر الله بعد الحرب بوقت قصير انه لم يكن ليعطي أوامره بالهجوم لو كان يعلم بان حجم الرد الإسرائيلي سيكون بهذه الشراسة.، وأدت الحرب إلى مقتل حوالي 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و160 شخصا في إسرائيل معظمهم جنود. ولاحظ المصدر ان نصر الله أدلى منذ الحرب بعدة تصريحات غير معتادة بشأن القوة العسكرية لحزب الله بدءا من تصريحه بان حزب الله لديه أكثر من 30 ألف صاروخ بعضها قادر على الوصول إلى أي جزء من إسرائيل وصولا إلى تعهده "بمفاجأة كبرى" ستغير توازن أي صراع مقبل. وقال المصدر "كل هذا الكلام يهدف إلى ردع إسرائيل ومنعها من مهاجمة لبنان مرة أخرى. حزب الله لا يبحثون عن معركة بإرسالهم هذه الرسائل أنهم يريدون تجنبها." وقالت صحيفة الأخبار ان كل مقاتلي حزب الله من الوحدات الأمنية والعسكرية واللوجستية شاركوا في المناورات التي جرت جنوبي نهر الليطاني من يوم الجمعة حتى الأحد.، وينتشر في المنطقة نحو 11500 من أفراد قوات الأمم المتحدة و15000 من جنود الجيش اللبناني. وكتبت صحيفة الأخبار "اضطرت قيادة المقاومة إلى اتخاذ القرار بخطوة من نوع مختلف لا سابق لها في تاريخ عملها." وأوضحت صحيفة السفير ان الخطوة جاءت بعد المناورات الإسرائيلية قرب الحدود الشمالية مع لبنان وتكثيف الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق الجنوب وصولا إلى بيروت. وأشارت صحيفة الإخبار إلى ان نصر الله تحدث في ختام المناورة إلى الآلاف من المشاركين مهنئا على ما قاموا به. ونقلت عنه قوله انه يتمنى ان "يفهم العدو والصديق ان جهوزية المقاومة كاملة لمواجهة كل أنواع التهديدات الإسرائيلية". وهون رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة من أهمية التقارير قائلا ان المناورات أجريت على الورق فقط. وقال للصحفيين "ما حصل إذا ليس إلا عملية محاكاة داخلية لم تترجم على الأرض اللبنانية." وقالت اليونيفيل انها تتفق مع تحليل السلطات اللبنانية بشأن المناورات. وقالت الناطقة باسم اليونيفل ياسمينة بوزيان "التقرير في جريدة الأخبار اليوم حول مناورات مزعومة تم نفيه من قبل السلطات اللبنانية. ان موقف السلطات اللبنانية تدعمه تقارير وحدات يونيفيل الموجودة على الأرض." على صعيد أخر دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلي ان يكون انتخاب رئيس جديد للبنان حرا ونزيها فيما أشارت الولايات المتحدة إلى انه لا حاجة إلى إيجاد مرشح تجمع عليه الأطراف ويحظى بقبول سوريا. وتأجل الاقتراع في البرلمان على رئيس للبلاد مرتين ومن المقرر الآن ان يجرى في 12 نوفمبر مع بحث الساسة اللبنانيين المنقسمين بشدة عن مرشح توافقي لخلافة الرئيس أميل لحود وسط مخاوف من ان البلاد قد تتجه مجددا إلى حرب أهلية. وقال مجلس الأمن في بيان صدر بعد اجتماع ان أعضاءه الخمسة عشر "يعيدو إلى الأذهان الحاجة إلى إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وفقا للدستور اللبناني ودون أي تدخل أو نفوذ أجنبي."