حدث وحديث
نأمل مع إطلالة العام الميلادي الجديد 2008م ، أن يكون عاماً حافلاً بالمفاجآت يسوده السعد والعدالة فيما بين السلطة الرابعة (الصحافة) من جهة والحكومة من جهة أخرى ، وأن تخلع الحكومة نظارتها السوداء كي ترى واقع حال الصحافيين الذين هم وقود لواقع ومآسي كل الأعوام يتساقطون واقفين جيلاً بعد جيل ، يحملون تعاساتهم مثقلة بعذابات السنين تاركين خلفهم صرخات ونحيب أطفالهم وذويهم بحرمان ، وأن لايغزو (الكلف) بياض وجهها ، فلعل انعكاس مهنة الصحفي ناصعة البياض في دار السلطة الرابعة - تحيطها الحقيقة ، نوراً لاتستحقه ، في كل الأحوال.فلقد عمدت الحكومات المتعاقبة إلى وأد مشروع الكادر الصحفي الذي لايزال حبيس أدراجها وكأنه (نلسون مانديلا) في سجون (الابارتيد) العنصرية ، والذي يعاني التمييز دون سواه ، حيث اعتمدت أكثر من كادر لعدة قطاعات وهي تستحق طبعاً عدا كادر القطاع الصحفي والإعلامي وأفرغت مضمون الصحافة من السلطة الرابعة إلى (السلطة الخاسرة ) ، وكرمت تلك القطاعات التي يستفيد موظفوها بامتيازات الكادر لكل قطاع بصرف علاوات طبيعة العمل مثل التربية ، والصحة على سبيل المثال بمجرد التلميح بالإضراب، بينما الكادر الصحفي سجين لم ولن تفرج عنه ، وسوف لن تلتفت إلى أهم قطاع (الصحافة) ولوقام الصحافيون بثورة (مانديلا) ، وهي محقة بذلك لأن تصنيفها للسلطة الخاسرة يعبر عن واقع حال الصحافيين الصامتين عن حقوقهم الضائعة ، وسوف لن تخلع الحكومة نظارتها السوداء طالما هناك كوارث من براكين وأعاصير كان للصحفي السبق في التحذير والتنبيه والتنبؤ بوقوعها ...تلك هي العلاقة بين الحكومة والصحافة هي علاقة تغييب وجحود واغتراب على مدى الأعوام الماضية من باب التشاؤم ، ولكي لانفقد الآمال بفتح آفاق جديدة تلائم التطلعات وتنسجم مع العام الميلادي الجديد 2008م ، فإننانأمل أن تتجه الحكومة خطوة إيجابية نحو السلطة الرابعة للتكفير عن ذنوبها على الأقل بتعميم الامتيازات التي يستفيد منها موظفو الجامعات والقضاء والتربية لتشمل القطاع الإعلامي والصحفي.. وتكون بذلك قد أعادت حبال الود وصححت الظلم الذي رافق تطبيق الإستراتيجية بمراحلها الأولى والثانية.. وكل عام والجميع بخير .