المشاركون في ندوة (الوحدة الوطنية صمام أمان المستقبل) يؤكدون:
[c1]* لغة العقل والمنطق تحتم علينا الحفاظ على كل الإنجازات والمكاسب لبناء اليمن الجديد[/c]متابعة / محمد عبدالله أبوراس : تصوير / مصطفى ثابت :تعزيز الوحدة الوطنية والاصطفاف الوطني لمواجهة مختلف التحديات التي يواجهها الوطن اليوم وتجذير وتفعيل الخطاب الإعلامي من أجل تعميق التضامن الاجتماعي ومن أجل ثقافة وطنية فاعلة ومؤثرة وتعليم ينمي القيم الوطنية في عقول شبابنا ومن أجل دور فاعل تؤديه المرأة في مختلف مجالات الحياة وتنشئة جيل متحد الفكر والهوية من أجل ذلك كله عقدت بقاعة محمد علي لقمان في جامعة عدن بالتعاون بين جامعة عدن ومؤسسة الثورة ندوة وطنية هامة تحت عنوان الوحدة الوطنية صمام أمان المستقبل.صحيفة (14 أكتوبر) تستعرض بالمزيد من التفاصيل وحرصاً منها على مواكبة هذا الحدث ما جرى في وقائع الندوة.وفيما يلي كلمة محافظ عدن التي استعرضت جملة من القضايا كلمة محافظ محافظة عدن الأستاذ / أحمد محمد الكحلانيبسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.أود في البداية أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى مؤسسة الثورة ممثلة في رئيس مجلس إدارتها الأستاذ / علي ناجي الرعوي على ما تعده من ندوات ومن فعاليات نشعر بالاعتزاز والفخر والتي تلامس الكثير من القضايا الحيوية الهامة.كما أتقدم بالشكر لأستاذنا الجليل الدكتور / عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن والإخوة في الجامعة على استضافتهم لعدد من الندوات وورش العمل التي فعلاً يستفيد منها كل أفراد المجتمع.في الحقيقة إن موضوع هذه الندوة, موضوع هذا اليوم لاشك أنه يهمنا جميعاًَ وهو موضوع يستحق النقاش ويستحق الوقوف أمامه ومعرفة ما هي مسؤوليات ومهام كل جهة وكل شخص في هذا المجتمع إزاء هذا الموضوع.الوحدة الوطنية فعلاً صمام الأمان للمستقبل وبدونها لا يمكن أن تتحقق لا تنمية ولا أمن ولا استقرار ما لم يكن هذا العنوان حاضرا في أذهاننا جميعاً وما لم نعمل على ترسيخه وخاصة بين أوساط الشباب وهنا تقع المسؤولية الكبرى على التربويين في التعليم الأساسي والجامعي كما تقع على المؤسسات الإعلامية وأنا أشكر كافة وسائل الإعلام والصحافة التي تركز على هذا الموضوع وتفرد له حيزا واسعا في برامجها وصفحاتها وكتاباتها.ونتمنى على بعض تلك الصحف التي ربما تعمل عكس ذلك أن تعود إلى الصواب وأن تعرف أن مسألة الوحدة الوطنية والمساس بها يجب أن يتوقف وخاصة أصحاب الكلمة من الصحفيين وغيرهم لأننا لابد أن نسعى باتجاه جمع الكلمة وتوحيد الصفوف وغرس هذا المفهوم لأننا في اليمن قد عانينا مرارة الفرقة والتشطير ومرارة الانقسام والحروب والمشاكل وكل هذه الأمور جاءت نتيجة تعبئة خاطئة ومفاهيم خاطئة.ولكن عندما يتفق الجميع على أن هناك ثوابت لا يمكن المساس بها وأن هناك أمور لابد أن نتفق جميعاً عليها فذلك هو الصواب.ولا يمنع ذلك في أن نختلف حول برامج وقضايا معينة فكل له رأيه ولكن قضية الوحدة الوطنية لابد أن تكون محل اتفاق الجميع علماء ومثقفين, ومعلمين وموجهين وصحافيين وغيرهم وهذه مسؤولية نتحملها أمام الله سبحانه وتعالى وأمام أنفسنا كلٌ في موقعه.وهي ليست مهمة شخص ولا جهة معينة إنما هي مسؤولية الجميع.كلمة اللجنة التحضيرية والجهات المنظمة ألقاها الأستاذ الدكتور / عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن.بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد .. وبعد.الأخ الكريم الأستاذ / أحمد محمد الكحلاني محافظ محافظة عدنالأخ الكريم الاستاذ / علي ناجي الرعوي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة.الأستاذ القدير / أبوبكر شفيق أول محافظ لمحافظة عدن.أستاذنا القدير الأستاذ / محمد عبدالرب جابر.الاخوة / عمداء الكليات وأساتذتها.الاخوة / أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي.الاخوة والأخوات الحاضرون جميعاً.. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعدفي بداية حديثي أستأذن أخي الأستاذ / علي ناجي الرعوي شريك جامعة عدن في مؤسسة الثورة في تنظيم هذه الندوة المتميزة في أن ارحب بكم جميعاً وأن أقدم جزيل الشكر والتقدير للإخوة أصحاب الأوراق سائلاً المولى عز وجل أن تتوفق هذه الندوة في تحقيق الأغراض التي نظمت من أجلها.تأتي هذه الندوة متزامنة مع هذا الشهر الكريم شهر ثورة سبتمبر وأكتوبر وفي يوم واحد من هذا الشهر الذي يكن له اليمنيون تقديراً عالياً باعتباره الشهر الذي مثل نقطة البداية لتحول اليمن مما كانت عليه إلى يمن جديد يمن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر وما ترتب على هاتين الثورتين من دخول اليمن إلى بوابة العصر الحديث.تأتي هذه الندوة لتناقش قضية إستراتيجية وهي قضية الوحدة الوطنية وما تمثله من بيئة مناسبة وأرضية لأي منطلق يترتب على أي بناء بعد ذلك, حيث لا بناء على تربة هشة ولا تنمية على أرضية مهزوزة.لقد مرت اليمن أهوال ومحن من أبرز تلك المحن والأهوال كون اليمن كانت مشطورة ومشقوقة على صعيد الجغرافيا ليتلو بعد ذلك الإنسان اليمني, لولا أن تاريخ هذا الإنسان والمتصل القومي والثقافي هو الذي أحتفظ لليمنيين يمنيتهم وجعلهم متمسكين فتمكنوا من التغلب على الجغرافيا وصوبوا تاريخهم يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م بزعامة موحد اليمن فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح ورفاقه من المناضلين الشرفاء في إعادة وحدة اليمن.تأتي هذه الندوة التي تنظمها جامعة عدن ومؤسسة الثورة هذه المؤسسة العريقة التي احتضنت الكلمة الحرة منذ مطلع ثورة سبتمبر وحملت اسم الثورة لتبقى حاملة كلمة الثورة ورسالة الثورة.أرجو أن تتمكن هذه الأوراق من ألقاء الضوء على ما تمثله الوحدة الوطنية من أساس أولي ومدماك أول لما يترتب على ذلك من بناء وتنمية واستقرار.أرجو أن تكون هذه الندوة قد توفرت لها ما تحتاجه من الإمكانات والترتيبات لما يجعلها عند مستوى رسالتها.كلمة المشاركين في الندوة ألقاها الشيخ / محمد عبدالرب جابربسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن أهتدى بهديه ونهج منهجه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.الإخوة الأحباب جميعاً أحيكم تحية مباركة طيبة من عند الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.يسعدني ويشرفني أن أشارك في هذه الندوة ونسأل الله التوفيق فيما يحبه ويرضاه.أيها الإخوة الأحباب, إن الحديث عن صمام أمان المستقبل يرتكز على ركيزتين أساسيتين فالركيزة الأولى هي يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م اليوم الخالد في تاريخ شعبنا اليمني المعاصر, حيث من الله تبارك وتعالى فيه على شعبنا اليمني بنعمة عظيمة وجليلة هذه المنة هي إعادة تحقيق وحدة اليمن أرضاً وإنساناً وهذه الركيزة تعتبر صمام أمان للديمقراطية في اليمن.وكلنا يعلم علم اليقين أن اليمنيون لم يجتمعوا على شيء كاجتماعهم على إعادة توحيد وطنهم والمثابرة عليها فكان شعارهم مع قائدهم الوحدة أو الموت وكانت نبراساً للبقاء والصمود وترسخت الوحدة وتعززت الديمقراطية وتأمين المستقبل للأجيال الصاعدة.لقد توحدت هذه الأرض بعد تفرق وتمزق وعم السلام فيها بعد حروب وتناحر وتسامت بعد هوان وصدق فينا قول المولى تبارك وتعالى “وأذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءاً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين لكم آياته لعلكم تهتدون” .هذه هي الركيزة الأولى لتحقيق هذه الديمقراطية التي نعيشها والتي نعيشها بفضل الوحدة صمام أمان المستقبل.الركيزة الثانية للوحدة هي وجود الراعي لهذه الوحدة والمنتصر لها وحاميها بكل معنى الكلمة ودون مجاملة فخامة الرئيس القائد / علي عبدالله صالح حفظه الله تبارك وتعالى.إذا فوجود هذه الشخصية ووجود الوحدة هما رديفان وصمام الأمان الحقيقي لمسيرة هذا الوطن الموحد.وأركز هنا على كيفية مواصلة تعزيز الوحدة وترسيخها واستقرارها.لاشك أن / علي عبدالله صالح هو قائد مسيرة التعددية الحزبية ونعلنها بصراحة أن على لجنة الأحزاب والتنظيمات السياسية أن تتصدى لكل من يطلب ترخيص لتأسيس حزب دون الالتزام بالضوابط والمبادئ الأساسية وأن تتصدى لكل حزب لا يلتزم الثوابت الوطنية ومن أهمها وحدة الوطن.الأمر الثاني من هذه الأمور هو الوقوف على منهج الإسلام الحضاري الخالد والتعددية والوسطية في السير والمنهج فيفترض أن تكون حركة الأحزاب منبثقة من هذه الأمور حتى تكون الأمور بينه وواضحة.وتحت عنوان الوحدة الوطنية ضمان نجاح المستقبلكانت مداخلة الأستاذ / أبوبكر شفيق محافظ محافظة عدن الأسبق قال فيها:إن موضوع الوحدة الوطنية ضمان نجاح المستقبل والتي عادت الأقلام ووسائل النشر والإعلام والتربية الوطنية لاستنهاضها والاشادة بها وبمآثرها ومناقبها والحنين إليها, أن مبعث ذلك هو ما يعتمل صدور الخيرين ويتأجج في قلوب ومشاعر ذوي النباهة والاستقراء وسبر الإغوار.إن من نماذج الوحدة الوطنية التي كانت تجمع كل القوى الوطنية والسياسية والعمالية والنسائية والطلابية وعلى رأسها المجاهدة والمناضلة في مراحل متعاقبة ومتتالية في عموم الساحة اليمنية هو أن الوحدة تلك كانت صافية كلما كان منطلقها من الذاتية اليمنية بآفاقها العروبية وصبغتها الإسلامية ولا يعكرها في مرات كثيرة إلا تعميمات الخارج من أشقاء شرق أوسطيين وأفاقوا أيضاً مؤخراً وفكوا ارتباطهم وتبعيتهم الإستراتيجية والمركزية بدولة وحزب ما قبل جورباتشوف.إن ما طرحناه هو من قبيل الجمع وليس من قبيل الوضع ومن كتابات وتوثيق قد طرحته عناصر تابعة للأجنحة التي تشظت عن حزب ونظام ماركسي لينيني تقدمي.. قروي وعشائري ومناطقي من طراز جديد, وأن عند كل عبارة أو إشارة وتلميح أو تصريح وعند كل إيماءة أو ملامسة.. عند كل ذلك هنالك امتدادات وتوسعات وتعريج وإضافات, إلا أننا نود التطرق أخيراً إلى ما يرضي الله تبارك وتعالى وحبيبه ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونقول إننا لسنا بمعزل عن رضاء الله أو سخطه, ,أن سر النجاح في المستقبل ليمننا عبر الوحدة الوطنية وعبر وحدة القلوب والسواعد.. وكل نجاح نتوق إليه في كل ما يتعلق بحياتنا الخاصة والعامة وما يتعلق بديننا ودنيانا وأخرانا لهو مرهون بما نقدمه بين يدي الله في السر والعلن حكاماً ومحكومين.. وكفى الشيب والإسلام للمرء وأعظما..وكلمة أخيرة أنقلها لكم على لسان رجل مسن من أعالي محافظة أبين كان قد جاء مباركاً وحدة القوى الوطنية ضمن التجمع القومي للتنظيمات الرئيسية المعارضة في صنعاء في مرحلة ما قبل الوحدة قائلاً “ ها أصلحوا ما بينكم وبين الله وكل شيء با يصلح”.أما الأستاذ/ علي ناجي الرعوي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة- رئيس التحرير فقد ألقى محاضرة هامة بعنوان الاصطفاف الوطني في مواجهة التحديات جاء فيها: على الرغم من قناعتنا الراسخة وإيماننا الوثيق بأن المجتمع اليمني شديد التجانس- ثقافة وفكراً وهوية وتلاحماً.. وأن هذا المجتمع من أكثر المجتمعات العربية ترابطاً وانصهاراً في نسيجه الواحد، وتراكمه التاريخي والحضاري ، وأن اليمن بالنسبة لكل اليمنيين في مختلف مناطقهم ، من المهرة حتى صعدة، هي الوطن والأرض التي يستمدون منها رابطة الانتماء الأصيل ، وخصوصية وجودهم وهويتهم وقيمهم الرفيعة التي حافظت على شخصية هذا البلد ، بل وجعلت منه حصن العروبة ، وحامية الإسلام ، ومفتاح نهضة الأمة ، الا أن ذالك يعفينا من البحث عن السبل التي تعزز من تلك الروابط وتمدها بالحيوية وديمومة الفاعلية ، خاصة في المرحلة الراهنة من تاريخنا المعاصر ، وهي المرحلة التي تتعرض فيها المجتمعات العربية والإسلامية لهجمة شرسة تستهدف هويتها الجامعة وانتماءاتها الوطنية ، لصالح عناوين شتى ، تستمد تبريراتها من الظروف والمتغيرات التي تمر بها منطقتنا بشكل خاص والعالم بصفة عامة.ومن الطبيعي ، في مثل هذه الحالة أن يحرص كل إنسان يعتز بهويته اليمنية ، وانتمائه الوطني على طرق كل الوسائل لمواجهة تلك الاستهدافات التي تسعى إلى ابتزاز مشاعره ومقومات علاقته بهويته ، إما عبر استغلال ما تنتجه العملية الديمقراطية من تباينات في وجهات النظر بين الأحزاب والتيارات السياسية ، أومن خلال إثارة بعض العصبيات المتخلفة – كالمناطقية الجهوية والمذهبية والبلالية والعصرية ، وذلك ما نشاهد ملامحه بارزة للعيان في العراق ولبنان وفلسطين وغيرها من الساحات العربية التي تحتدم فيها حلقات الصراع وتضرب قدراتها بأيادي أبنائها على نحو يثير الآسي والأسف قي أن واحد.ومن الناحية العملية فإنه لا سبيل لتحصين الآتي الا بخلق نوع من التراص والاصطفاف وتنمية الشعور الوطني بموجبات الانتماء إلى اليمن في أوساط المجتمع ، وفي صدارته قطاع الشباب ، ليصبح هذا الخيار ، مصانا من كل الاختراقات ، ومحميا من كل تلك التفاعلات السلبية التي تحق ببعض الأوطان.وأمل الا يفهم كلامي هذا بأنه تشكيك في وطنية هذا الطرف أو ذاك ، ولكن ما شجعني على طرق هذا الموضوع ، هو اعتزازي بانتمائي إلى هذا الوطن وشعوري بأن الدفاع عن هذه الهوية يملي علينا جميعاً أن نمارس حقنا في نقد أية دعوات ضيقة أو أصوات نشاز ، تسعى للإضرار أو حتى مجرد التشكيك في حقيقة اعتزاز اليمنيين بثقافتهم الوطنية ، مع إدراكنا أن هذه النزعات الانعزالية المريضة ، قد تصدى لها أبناء شعبنا على مدى تاريخه الطويل ، واسقط رهانات أصحابها .. وهو المال الذي ينتظر أولئك الذين زين لهم خيالهم البائس أن بوسعهم استثمار مناخات الديمقراطية في الانتقام من وطن الـ22 من مايو وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.وتحفل مسيرة شعبنا النضالية بالكثير من المواقف التي اظهرت أن اليمنيين قاوموا كل المفاهيم الارتدادية ، وقدموا التضحيات الجسام من اجل الحفاظ على ثوابتهم الوطنية ، بل أوجدوا لذلك ضوابط غير قابلة للتجاوزات.ويتجلى أدق معاني هذا الزخم في ما احاطته مجريات النضال الوطني ضد الحكم الإمامي الكهنوتي والاستعماري الاجنبي وسلطتيهما الاستبداديتين اللتين فشلتا في إطالة أمد حكمهما عن طريق تعبئة منطقة ضد أخرى ، حيث عجزت الإمامة والاستعمار في إحداث أي شرخ في النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية إلى درجة أن تلك المحاولات لم تخرج من عنق الزجاجة التي أقحمت فيها نفسها.وعليه فإذا كانت الأوضاع الإقليمية والدولية تقرض علينا التحلي بروح المسؤولية ، حتى نجنب أنفسنا التأثيرات السلبية الناتجة عن انعكاسات حالة اللاتوازن التي تفرض نفسها على الواقع الإنساني ، فلابد من التنبية هنا إلى بعض الحقائق التي ينبغي استيعابها بوعي وطني وتتمثل هذه الحقائق في أن اليمن قد أعادت لحمتها الوطنية وتغلبت على عوامل التشطير والانفصال في لحظة تاريخية مهمة كان فيها العالم يتمزق تحت ضغط التفاعلات الدولية التي أدت إلى أنهيار الثنائية القطبية وتمزق الاتحاد السوفيتي إلى كيانات عدة.وبكل تأكيد أن إنحياز ذلك الهدف العظيم قد فرض أعباء جديدة اقتصادية وتنموية . حيث طفت على السطح العديد من المشاكل التي اقتضت على الفور القيام بمراجعة لكل الأمور المتعلقة ببناء اليمن الجديد.وللأمانة لم يكن بمقدور أحد إيجاد الحلول لكل تلك المعضلات الموروثة من أزمنة الانفصال والتشطير دفعة واحدة لاسيما وأن المكسب الذي حققه شعبنا في الـ 22 من مايو 1990م لم يسلم من المؤامرات والمخططات التي كانت تأمل في أن تغرق الساحة اليمنية في مستنقع اللا استقرار بحيث يتم إعادتها إلى مربع الصراع والاحتقان الذي مرت به قبل إعادة وحدتها.ويحسب للرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أنه تعامل مع تلك الظروف بمهارة خاصة وحنكة سياسة متميزة ، وحكمة أسهمت في الوصول بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمان.وأي منصف للتاريخ سيشهد حتما لهذا القائد أنه وهب كل وقته وجهده ليس من أجل تامين الحاضر فحسب ، بل ومن أجل ضمان المستقبل لليمن وأبنائها.ولذلك فليس من الواقعية أن نتيح لبعض المزايدات التي تدغدغ العواطف ، الفرصة لإضعاف تماسكنا الداخلي ، كما أن علينا أن ندرك أن الذين يذرفون دموع التماسيح ويطالبون الحكومة اليوم بتحقيق الرفاهية ورغد العيش للمواطنين هم أنفسهم من يدفع الوطن وسياساتهم الرعناء وما الحقته اليوم ثمن اخطائهم من أضرار بحياة هذا الشعب ، بل أن هؤلاء الذين يتشدقون ويعملون على زرع الاحباط في نفوس الشباب إنما يدفعون بهذا الوطن في اتجاه الهاوية لاعتقادهم بأن أي نجاح يتحقق يفضحهم ، ويظهر شللهم وعجزهم عن تقديم أي شيء نافع من اجل هذا الشعب.ومن المصلحة الا نترك لغة العواطف تنافس لغة العقل والمنطق والبصيرة .. نعم يمكن أن نختلف ونتباين في وجهات النظر والاجتهادات ولكن ليس من المصلحة أن يتحول هذا الاختلاف إلى أداة تنال من اصطفافنا الوطني بل أن لغة العقل والمنطق تحتم علينا الحفاظ على كل الانجازات والمكاسب والسير معاً لبناء صرح اليمن الجديد الذي سيكون عطاؤه بإذن الله سخياً على أجيال الحاضر وعلى الأجيال القادمة.وتلك هي أكبر خدمة نسديها لوطننا وأنفسنا. وألقى الأخ/ د. عبدالمطلب جبر المحاضر في كلية التربية – قسم اللغة العربية – جامعة عدن مداخلة بعنوان الثقافة الوطنية رافد أساسي لصناعة المستقبل تلخصت فيمايلي:تهدف هذه الورقة إلى تقديم الثقافة الوطنية في إطار التعريفات المتناولة في الدراسات الاجتماعية للثقافة من منظور علمي وكيف استفاد المثقفون العرب من ذلك لتخصيص المفهوم بالثقافة العربية والبحث عن الوظيفة التاريخية لها .. وقد استفاد الباحث من الأطروحات التي عرضتها بعض الأوساط الثقافية العربية وتوسل بها في عرفي مفهوم الثقافة الوطنية .. والتأكد على الوظيفة التوحيدية وظيفة تاريخية لها.وقد رصد الباحث في هذا الإطار التوحيدي للثقافة المواقف المبكرة لمجلة (الحكمة) اليمانية(1938) وانشغال المثقفين في السبعينات بأهمية المنظور الوحدوي الثقافة انتهاء بتأسيس المنظمة الثقافية الوحدوية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين(1971).وقد أفردنا حيزاً للإبداع والهوية الوطنية من خلال تقديم بعض النماذج. وعن دور الصحافة اليمنية في تعزيز الوحدة الوطنية ألقى الأستاذ/ واثق شاذلي رئيس نقابة الصحفيين اليمنيين م/عدن محاضرته الهامة وتلخصت في التالي:أن أي بناء مادي أو بشري مهما كانت قوته أو ضخامته قابل للهدم والتدمير والإزالة إذا لم تتوفر له الشروط اللازمة لبقائه واستمراره فالبناء أي بناء في حاجة إلى حماية دائمة ومثمرة لصد الهجمات ضده وهو في حاجة إلى عناية. ورعاية من أعمال النخر في جسده أو أجزاء منه وهو في حاجة إلى ضمان المحافظة على قواه وقدرته بل وتطوير كفاءته وأن المستقبل ماهو الا عمل من أعمال البناء الذي بدلنا من اجله في الماضي ونخطط الان أي في الحاضر في سبيل قيامه ، فما هي الشروط والأسس لقيام هذا المستقبل المنشود وضمان بقاء ما انجزناه اليوم سعى لتنفيذه في المستقبل أنها باختصار الوحدة الوطنية.والوحدة لاتأتي من فراغ بل ونحشد لها جميعاً وفي ومقدمتنا رواد العلم والتثقيف والتنوير.. الجامعة والصحافة ، ولهذا فلصحافة دور هام ومؤثر في قيام الوحدة الوطنية والحفاظ عليها كي تلعب دورها في إزدهار الوطن وتقدمه وبناء مستقبله. وتحت عنوان الاستقرار التشريعي وأثره على التنمية والنهوض بالمستقبل قدم الدكتور خالد عمر عبدالله باجنيد عميد كلية الحقوق – جامعة عدن محاضرته القيمة وتلخصت في التالي:الاستقرار عامل هام للإنسان والمجتمع والدولة والوطن ، وبدونه يضطرب كل شيء ويدب القلق ويعطل الطموح والبناء وصناعة المستقبل ، وهذا ما يجعل الاستقرار مسؤولية الدولة والمجتمع ومنظمات المجتمع المدني والأفراد ، هذه المسؤولية تكون نابعة من مصلحة المجتمع في أن يحكم الاستقرار كل مجال الحياة السياسية والاقتصادية والقانونية والامنية والاجتماعية والحياتية والمعيشية ويؤمن الوحدة الوطنية ويوطد دعائمها ، هذا ما يقتضي تعزيز فكرة الدولة والقانون والوحدة الوطنية كثوابت تؤمن الإطار العام لحركة المجتمع في صيانة فكرة الوحدة والتعدد في وعي الناس والممارسة وإدارة الصراع على اساس السلام الاجتماعي والاحتكام للقانون ، أن هذه المسؤولية هي نقطة الارتكاز والاندفاع لصيانة واقع تتحقق فيه كل المسارات الايجابية لعملية البناء والتنمية والنهوض في بناء المستقبل.واذا كان الاستقرار بصورة عامة هو سمة المجتمع المدني الأمن والناهض والمدرك لطموحات المستقبل ، فأن الاستقرار التشريعي يشكل العامل الهام والحاسم في التأمين المؤثر لضبط المجتمع ومؤسساته الرسمية والمدنية في البناء والأداء والسلوك ليتحقق التناغم الايجابي والمؤثر في تحقيق الأهداف هذا الاستقرار الذي يقتضي إنها حالات الإفراط في التغيير والتعديل التشريعي والتي لا تؤدي الا إلى الإرباك وعدم استيعاب الواقع لتأثير التشريع وتأكيد احترام القانون والالتزام به من قبل أجهزة الدولة والقائمين عليها ومنظمات المجتمع المدني والجماعات والأفراد ، والعمل على صياغة وعي الفرد والمواطن بفكرة القانون وبأولوية تحديد السلوك بالقانون والاحتكام إلى القانون باعتبار ذلك هو المدخل الطبيعي لبناء مجتمع مدني يربط المواطن بفكرة المجتمع الوطني والانتقال من فكرة قانون القوة إلى قوة القانون وتعزيز بنيان تنمية جادة ومؤثرة في الواقع والإنسان.وبالقدر الذي تعتبر قضية التنمية والنهوض بالمستقبل من القضايا المصيرية ومن أكبر التحديات ، فهذا يقتضي استيعاب حقيقة أن أساس نجاح التنمية الشاملة هو اعتماد بنيان مؤسسي وقانوني سليم وجاد وتأمين استقراره والاحتكام لضوابطه وتعبئة القدرات البشرية ، ووسيلتها المعرفة ، ومحور مرتكزاتها الإنسان ، وأن ذلك لا يتحقق في صورته الواسعة والفاعلة ، الا بتأسيس البنيان المؤسسي والتشريعي ، وأن تأثير سيادة القانون من حيث استقراره ونفاذه في وعي المجتمع لابد وأن يخترق كل مستويات المجتمع ومؤسساته الرسمية والمدنية ، وهنا تكمن أهمية وحتمية وضرورة الاستقرار التشريعي حتى يحقق هذا الاستقرار تأثيره في التنمية.