موظفو السلطة الفلسطينية يساهمون بأجرة يومي عمل لدعم لاجئي نهر البارد
عودة العائلات الى مخيم نهر البارد
نهر البارد (لبنان)/14 اكتوبر/ من: نزيه صديق: قال شهود ان أول مئة عائلة فلسطينية عادت أمس الأربعاء إلى مخيم نهر البارد للاجئين والذي بدا شبه مدمر في معظمه جراء 15 أسبوعاً من المعارك بين الجيش اللبناني ومسلحين متشددين. وسيطر الجيش على المخيم في شمال لبنان في بداية سبتمبر بعدما هزم مسلحي جماعة فتح الإسلام الذين يستلهمون نهج القاعدة والذين كانوا متحصنين هناك. واجبر القتال معظم اللاجئين الذين يبلغ عددهم 40 ألفا على النزوح إلى مخيم البداوي القريب. وأقلت قافلة من الحافلات العائلات من مخيم البداوي إلى نهر البارد حيث وزعت عليها أكياس تحتوي على المياه والأغذية المعلبة والخبز والتمر. وعادت العائلات إلى منازل متضررة أو مدمرة جزئيا ومحترقة في المخيم الجديد الواقع على الأطراف حيث الدمار اقل من قلب المخيم الذي أقيم للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من ديارهم مع قيام إسرائيل عام 1948 . وقال شهود ان جنود الجيش كانوا يفحصون أوراق الهوية على مدخل المخيم وكانوا يبعدون بعض الأشخاص. وقالت أم أكرم عودة (60 عاما) والتي كانت في انتظار الحافلة "أنا سعيدة جدا بالعودة حتى ولو رجعت إلى شبر واحد مما تبقى من بيتي. رمز العودة وكأنني أعود إلى فلسطين". ، لكن هذا الشعور لم ينتب كل اللاجئين. وقال رجل ملتح رفض الإفصاح عن اسمه "والله أنا لست مسرورا لان بيتي تخرب. هذا ليس نصرا (للجيش)". ومجموعة أمس الأربعاء هي أول مجموعة من العائلات التي من المقرر ان تعود خلال الأيام القليلة المقبلة إلى المخيم الساحلي المدمر الواقع بالقرب من مدينة طرابلس ثاني اكبر المدن اللبنانية. واستقدمت وكالات الإغاثة عددا من الشاحنات المليئة بالماء والطعام والمراكز الطبية المتنقلة. وقالت هدى الترك المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين المعنية باللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) "نتوقع ان تعود مئة عائلة في اليوم ونحن لدينا أذن بعودة 800 عائلة إلى جزء من المخيم الجديد." وأوضحت الترك ان الاونروا ستعطي اللاجئين الذين لا يستطيعون العودة أموالاً للإيجار أو تضعهم في وحدات سكنية مؤقتة يتم تشييدها على المدخل الجنوبي للمخيم. وقتل أكثر من 400 شخص بينهم 168 جنديا و222 مسلحا في قتال مخيم نهر البارد وهو أسوأ عنف داخلي يشهده لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990. وكانت الحكومة اللبنانية قدرت تكلفة إغاثة اللاجئين وإعادة اعمار المخيم والمساعدات المقدمة للمحافظات القريبة بنحو 382.5 مليون دولار.
بعض من اللا جئين الفلسطينين من اسر نهر البارد
وتعهد مانحون دوليون بنحو 20 مليون دولار بالإضافة إلى وعد من السعودية بدفع 12 مليون دولار وخمسة ملايين دولار من الإمارات العربية المتحدة. في سياق متصل يساهم موظفو السلطة الفلسطينية بأجرة يوم عمل من كل شهر على مدى شهرين دعما لسكان مخيم نهر البارد للفلسطينيين بلبنان وذلك بقرار من الرئيس محمود عباس. وقال خالد القواسمي رئيس الحملة الوطنية لنصرة سكان مخيم نهر البارد أمس الأربعاء "بعد قرار الرئيس أبو مازن (عباس) بخصم يومي عمل من موظفي السلطة الفلسطينية خلال شهرين -يوم من كل شهر- فقد توجهنا للقطاع الخاص لاتخاذ خطوة مماثلة." وأضاف "ليس لدي رقم محدد عن قيمة يوم العمل في السلطة الفلسطينية ولكني أتوقع انه يصل إلى ثلاثة ملايين دولار وقد تمكنا الليلة الماضية من جمع ما يقارب 400 ألف دولار خلال حفل إفطار خيري في مقر الرئاسة الفلسطينية حضره الرئيس أبو مازن." وقال القواسمي "نعلم ان مساهمتنا المادية ستكون متواضعة أمام ما يحتاجه سكان المخيم ولكننا نريد التأكيد على التواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده." وأضاف "اللجنة الوطنية لنصرة سكان مخيم نهر البارد وبالتعاون مع ممثل منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة اللبنانية تقوم بإرسال المساعدات المادية بصورة مباشرة إلى عائلات المخيم." ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية الليلة قبل الماضية عن محمود عباس قوله "ان مساهمة الموظفين سيتم إرسالها إلى أخواننا في المخيم لتأمين عودتهم بأسرع وقت رغم الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء شعبنا في الداخل ومع ذلك يجب ان نتحمل بعضنا البعض ونساهم بما يمكن لإخواننا في المخيم." وأضافت الوكالة نقلا عن عباس "إن مساعدات عينية كانت ترسل إلى الأراضي الفلسطينية -والتي هي بحاجة لها- قمنا بتقاسمها مع أبناء شعبنا في المخيم دليلا على وحدة الشعب الفلسطيني كما فعل أبناء شعبنا في المخيمات اللبنانية مع إخوانهم اللبنانيين أثناء حرب تموز الأخيرة الذي مرت على لبنان." وقال القواسمي انه بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة في الأراضي الفلسطينية إلا ان هناك تجاوبا مع حملة جمع التبرعات لإغاثة لاجئي مخيم نهر البارد وان كانت التبرعات متواضعة.