مسؤول الإعلام والاتصال بمنظمة (اليونيسسف) بصنعاء لـ( 14 أكتوبر ):
لقاء/ محمود دهمساحتفلت منظمة الأمم المتحدة في الـ24 من أكتوبر الجاري بالعيد الـ (62) لتأسيسها بعد أن تمكنت من تنفيذ جملة من الأنشطة والبرامج المختلفة الصعد والميادين وكان لتلك المشاريع الأثر في إحداث تقدم تنموي للدول الأعضاء في هذه المنظمة الدولية، ونحن في اليمن وغيرنا من الأعضاء نحتفل مع سائر دول العالم هذا العام بتأسيس الأمم المتحدة التي لاشك بأنها تمكنت من دعم عدد من البرامج والأنشطة في بلادنا أسوة بدول العالم، وباعتبار أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة إحدى مكونات المنظمة الدولية وبهذه المناسبة كان لنا لقاء مع السيد نسيم الرحمن كبير مسؤولي الإعلام والاتصال بمنظمة اليونيسيف في صنعاء تعرفنا من خلاله على دور المنظمة في دعم جهود الحكومة في مجال الأمومة والطفولة كأهم شريحتين في المجتمع اليمني بالإضافة إلى الجهود المبذولة من قبل «اليونيسيف» في جانب تعليم الفتاة في عدد من محافظات الجمهورية وغيرها من الموضوعات.وما يميز هذا الاحتفال بتأسيس منظمة الأمم المتحدة هذا العام هو أنه يأتي في ظل مرور عام على تمكن بلادنا من استئصال مرض شلل الأطفال بشكل نهائي إلى جانب التحسن الملحوظ الذي جرى في مجال تعليم الفتاة اليمنية لاسيما في المحافظات النائية وهذا دلالة واضحة على الرعاية والاهتمام اللذين يوليهما فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله لقطاعي التعليم والصحة.. وحصيلة اللقاء في الآتي :[c1]*هل أنتم راضون عن ما تم إنجازه في اليونيسيف في مجال الأمومة والطفولة على مستوى اليمن والعالم؟[/c]-أولاً شكراً جزيلاً على هذه المقابلة، أريد أن أشير إلى أن الأمم المتحدة تحتفل بيوم 24 أكتوبر من كل عام لمراجعة وتقييم مدى ما تم تحقيقه من مهام وإنجازات ومستوى نجاح الأمم المتحدة لا يمكن قياسه خلال سنة واحدة بل أن ذلك يتطلب أعواماً متعاقبة ومتواصلة وتتطلع الأمم المتحدة لتحقيق حلم بجعل هذا العالم في وضع أفضل من خلال تحقيق العدل والتنمية والسلام في كافة دول العالم، ففضلاً عن قيام اليونيسيف أو الأمم المتحدة لإخبار وسائل الإعلام عن ما يجري فأن الصحافة والإعلام تعتبر في وضع أفضل في إعلامنا حول كيف تعمل الأمم المتحدة، ففي السنوات الأخيرة واجهت الأمم المتحدة صعوبات كثيرة ويكمن عمل الأمم المتحدة في إعطاء التوجيهات الجوهرية للمبادئ والقيم التي يتعين على دول العالم الالتزام بها مثل منع الحروب والنزاعات وتحقيق السلام والعدل والتنمية، لذا فإن مهمة الأمم المتحدة تكمن في الأساس في خفض النزاعات ولكن قد يكون ذلك خارج سيطرة الأمم المتحدة وذلك لافتقار الأمم المتحدة لقوة خاصة بها أو شرطة على عكس الدول التي تمتلك وسائل القوة من خلال الجيش والشرطة. لذلك فإن عمل الأمم المتحدة يجب أن يكون دائماً بشكل طموح، حيث يجب أن نحاول إجراء التغيير فإذا لم نحاول فإن العالم لن يتغير.تم إنشاء الأمم المتحدة بعد قيام عصبة الأمم المتحدة التي قامت عقب الحرب العالمية الأولى التي لم تتمكن من النجاح في تحقيق السلام، والآن بعد مرور 60 عاماً أو 62 عاماً من عمر الأمم المتحدة فهناك من يقول بعدم جدوى الأمم المتحدة، ولكننا لا نعمل من أجل الحكومات بل نحن نعمل من أجل الأطفال المساكين الذين هم بحاجة إلى رعاية، حيث أن كل أسرة تأمل بالأفضل لأطفالها فهل يجب أن نتوقف عن العمل. وتتأثر الأمم المتحدة بدول العالم فإذا كان العالم في وضع جيد تكون الأمم المتحدة في نفس الوضع والعكس بالعكس إذاً فالأمم المتحدة تعمل من خلال دول العالم ونستطيع القول إن الأمم المتحدة ليست هي من يمر بظروف صعبة ولكن صورة الأمم المتحدة ومصداقية الأمم المتحدة. والحمد لله نحن جميعاً مسلمون والإسلام دين عالمي ودين كامل ويقول الله جل وعلا في محكم آياته " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " صدق الله العظيم. والآن العالم يواجه معضلات وكوارث كبيرة مثل الزلازل والحروب والنزاعات وأعمال عنف.. الخ والانطباع السائد لدى الناس بأن موظفي الأمم المتحدة هم من يركبون السيارات البيضاء ويرتدون البدلات وربطات العنق، ولكن تبقى الأمم المتحدة في حالة الظروف الصعبة حيث نرى الكثير من موظفي الأمم المتحدة ملتزمين بأداء الواجب إزاء المشاكل الدائرة في كافة أرجاء العالم، فمثلاً على ذلك الأمين العام السابق للأمم المتحدة السيد كوفي عنان والذي قام بإنجاز عمل ممتاز للأمم المتحدة خلال العديد من السنوات وفي مختلف الظروف الصعبة فقد ناضل دوماً للتحدث عن الحقائق وإعطاء آرائه حول الحروب في العالم، والحمد لله لدينا الآن ممثل جديد من كوريا وهو السيد/ بان كي مون والذي يسعى جاهداً لمعالجة بعض المشاكل الأساسية برؤية.. وخلال العام الجاري فإن الأمم المتحدة تتطلع إلى تحقيق بعض الأفكار الجديدة في مهامها من خلال رفع شعار جديد وهو " أمم متحدة قوية لعالم أفضل ". ونحن في اليونيسيف نناضل ونحارب بدون صوت من أجل التخلص من الأمية والجهل ومن أجل توفير المياه في القرية وتحسين الظروف الصحية وغيرها وهذا ما يسمى بالحالات الطارئة الصامتة، والآن العالم يمتلك العديد من الموارد ففي القرن العشرين ظهرت ابتكارات واختراعات جديدة وتقدم مثير في مختلف المجالات مثل صنع السيارة والطيارة وغير ذلك إلا أن مشكلة الأطفال تبقى بدون حل حيث يموت 10 مليون طفل في العام وهذا غير مبرر وغير مقبول لأن لدينا الإمكانيات لإنقاذ حياة كافة الأطفال في مختلف بلدان العالم.[c1]* ما هي نسبة النجاح التي حققتها منظمة اليونيسيف في مختلف مهامها؟[/c]-تم إنقاذ حياة مليون طفل من إجمالي 11 مليون طفل في العام الماضي من خلال حملات التحصين من شلل الأطفال والملاريا، فلو فرضنا عدم وجود اليونيسيف فستكون هناك مشاكل كبيرة للأطفال. فاليونيسيف تقوم بعملية تحصين الأطفال بشكل جيد في إنقاذ الأطفال من بعض الأمراض ولكن لسوء الحظ تظهر أمراض جديدة مثل مرض الإيدز حيث أن هذا المرض يقتل العديد من الأطفال في أفريقيا ومرض أنفلونزا الطيور ونحن نعمل جاهدين للسيطرة على بعض الأمراض، ويعتبر داء الإيدز وأنفلونزا الطيور عدواً جديداً ولكن الحمد لله فحالات الإيدز في اليمن تعتبر قليلة جداً حوالي 2000 حالة ولكن يمثل هذا الداء خطورة كبيرة. وخلال السنوات الأربع أو الخمس الأخيرة تمكنت اليونيسيف من تحقيق مهامها وإنقاذ الأطفال وإلحاق الكثير من الأطفال في المدارس والآن تعليم الفتاة قد تحسن عن ذي قبل حيث أن هناك 60% من اللوائي لم يلتحقن بالتعليم مقابل 40% من الملتحقات. والآن يجري في بعض المديريات والمحافظات تقديم الدعم لتعليم الفتاة. وعندما ننظر إلى العالم نلاحظ أن عدد الأطفال الذين قد أنخفض بعض الشيء ولكن ليس بمستوى النصف بحسب ما هو محدد في الأهداف الإنمائية للألفية.[c1]* ماذا حققت «اليونيسيف» في اليمن بمختلف برامجها وأنشطتها؟[/c]-أولاً خلال السنتين الأخيرتين أكبر شيء أكبر شيء تحقق قد تمثل في حملة شلل الأطفال ففي العام 2005م تم تدشين حملة كبيرة في هذا الصدد وتم استئصال هذا الداء بصورة كاملة. ففي العام 2005 كان هناك 430 حالة من شلل الأطفال. وخلال العام 2006م لم تسجل أي حالة، وقد تم إنجاز ذلك من خلال تدشين حملة وطنية للتحصين واستغرق ذلك فترة سبعة أيام حيث اشترك في هذه المهمة عدد كبير من المتطوعين وتم إعطاء قطرات شلل الأطفال من قبل فخامة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الصحة، كما شارك في هذه الحملة المؤسسات الإعلامية المسموعة والمرئية والصحف المطبوعة، ويمثل ذلك أحد النجاحات التي تحققت حول شلل الأطفال والآن تم استئصال شلل الأطفال في اليمن بشكل نهائي.وفي الوقت الحالي هناك مشكلة كبيرة تواجه اليونيسيف وتتمثل في سوء تغذية الأطفال نظراً للأوزان المنخفضة للأطفال وضعف البنية وقصر القامة وهذه المشكلة قائمة في اليمن وبعض البلدان الفقيرة في العالم حيث أن نسبة الأطفال خفيفي الوزن تبلغ 50% وهذا ير جع إلى العديد من العوامل مثل الزواج المبكر وكثرة عدد الأطفال للأسرة الواحدة والحمل المتتالي سنة بعد سنة، وصحة الأم. ولمعالجة سوء التغذية يتم إضافة فيتامين (أ) لزيت الطبخ النباتي وإضافة مادة الحديد للدقيق حيث تقوم اليونيسيف بإجراء المحادثات مع مصانع الزيوت في كلٍ من صنعاء وعدن وتعز والحديدة بهدف خلط فيتامين (أ) مع زيت الطبخ. وقد قامت اليونسيف من خلال التعاون مع الحكومة الكندية بتوفير فيتامين (أ) بصورة مجانية، يأتي بعد ذلك مادة الحديد الضروري والذي يتعين إضافته لمادة الدقيق، وبعد ذلك مادة الأيودين الضرورية لنمو الأطفال حيث أن هناك أطفالاً قصار فيتم إضافة الأيودين لمادة الملح، لذا فإن منظمة اليونسيف تضطلع بمعالجة هذه القضايا الثلاث.بعد ذلك يأتي التعليم، أي التعليم الأساسي، فتعليم الذكور أصبح في وضع جيد ولكن تعليم الفتاة لا يزال يمثل نسبة 40%، لذا فإن اليونسيف تتطلع إلى زيادة التحاق الفتيات بالتعليم، فانخفاض تعليم الفتاة يرجع إلى العديد من العوامل منها العادات والتقاليد وعدم توفر المياه في بعض القرى وعدم توفر المدرسين أو المدرسات الإناث، لذا فإن اليونسيف تعمل جنباً إلى جنب مع وزارة التربية والتعليم في توفير الأدوات المدرسية للأطفال من كتب التعليم والحقائب المدرسية والسبورات وغرف خاصة للمدرسين وقد تم تنفيذ هذا المشروع في بعض المديريات المختارة، حيث تم تحديد خمس مديريات في خمس محافظات وهي الضالع، لحج، الحديدة، صنعاء، تعز وكون هذا البرنامج يعد صغيراً نوعاً ما إلا أنني أستطيع القول إن هناك تقدماً ملحوظاً إزاء تعليم الفتاة.[c1]* ماذا عن حقوق الأطفال وقضية تهريب الأطفال؟[/c]- بالنسبة لحقوق الأطفال في اليمن تم بذل المزيد من الجهود خلال العام المنصرم في هذا الإطار حيث أن مسألة حقوق الأطفال في السابق كانت تعتبر محدودة والآن ترى ظاهرة أطفال الشوارع نظراً لعدم وجود المأوى والفقر ويلاحظ كذلك إنخراط الأطفال بالعمل في الورش، حيث أن أسر الأطفال غالباً ما تعاني من أوضاع معيشية سيئة مما يضطر الأطفال في وضع متزايد في اليمن ففي السابق كان الأطفال يتسربون من القرى إلى المدن ومن ثم إلى الشارع للعمل لبضعة أشهر بعد ذلك يتم تهريب الأطفال إلى السعودية بغرض الحصول على المساعدات المالية وبشكل خاص خلال الأشهر رجب وشعبان ورمضان حيث يذهبون إلى السعودية لاستعطاف الرحمة وبيع الماء في الشوارع حيث تتزامن هذه الأشهر الثلاثة مع موسم العمرة وعيد رمضان خلال أداء العمرة. ولكبح جماح هذه الظاهرة فإن منظمة اليونسيف تواصل محادثاتها مع كل من وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية لوضع الخطط الملائمة. وقد سافرت لجنة إلى السعودية في شهر أكتوبر الحالي مكونة من كل من وزارتي العدل والخارجية وعقدوا اجتماعاً مع السلطات السعودية لمدة يومين في الرياض لمناقشة مسألة تهريب الأطفال. والآن القوانين موجودة في الحياة وفي الكتب لذا تصبح مشكلة الأطفال مشكلة كبيرة. وأستطيع القول إن وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية في اليمن تعمل بشكل متميز حيث تم استحداث إدارات جديدة لدى كل من وزارة العدل ووزارة الداخلية تعنى بشؤون الأطفال والأمهات ويرأسها مسؤولون بدرجة مدير عام، وتقوم اليونيسف بتقديم الدعم والمساعدة لإنشاء عدد تسع محاكم خاصة بالأحداث و 9 مراكز لرعاية الأطفال بحيث لا يتم حبس الأطفال لكن يتم إلحاقهم بالتعليم في هذه المراكز.