حدث وحديث
يحكى ان واليا ظالما لايعرف العدل قد ولي على الكوفة فأراد (جحا) بسخريته المعروفة أن يكشف سره على الملأ فدخل عليه هائجا غاضبا وهو يقول : "مولاي الوالي ان ثورك الأبيض قد نطح ثوري الاسود فشق بطنه وأسال دمه" فقال الوالي : "وما شأني أنا بذلك: وأي تبعة تقع على الحيوان الأعجم؟"فبادره جحا قائلا : "عفوا مولاي الوالي لقد تذكرت بأن الذي نطح ثورك الأحمر هو ثوري الأسود فشق بطنه وأسال دمه" فانزعج الوالي وقال : "ويلك لقد تغيرت المسألة فتغير الحكم عليك بالعوض السريع". وكان في هذه الاثناء الناس شهودا والجمع حافلا وهكذا استطاع جحا ان يظهر بما لايقبل الشك انحراف الوالي في حكمه وفقا لما يرضيه.هذه الحكاية بغض النظر عن القدم السحيق لحدوثها وارتباطها بذلك الواقع البعيد الا ان معناها الرمزي لايختلف عن حقيقة ما يجري في واقع وطننا العربي والاسلامي في العصر الراهن وهو لايحتاج الى جحا جديد لكشف اسرار ما يجري لانها لم تعد بخافية على ذي عقل وعين خاصة من قبل الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تدعي انها راعية للسلام العالمي والدفاع عن حقوق الانسان في الوقت الذي ترى ان من حقها والكيان الاسرائيلي الدفاع عن سياستها التوسعية على حساب الشعوب العربية وذلك بتوجيه اساطيلهما وصواريخهما على أي دولة ترتئيان اخضاعها ارضاء لمصالحهما حقا بان الولايات المتحدة في العصر الراهن ومن خلال سياستها المتمثلة بانحيازها الواضح للكيان الاسرائيلي هي الوالي الظالم الذي لايعرف العدل واما ثورها الأبيض الناطح فهو الكيان الاسرائيلي فيما نجد ان الثور الاسود المنطوح والمشطور بطنه والمسال دمه هو الشعب الفلسطيني وبعض الدول العربية التي اختطت لنفسها منهجا مستقلا لسياستها المستمدة من ثوابتها الوطنية والقومية التحررية.