عندما يصدح بلبل لحج .. تردد صداه
[c1]عبدالكريم توفيق : خلافاتي مع الاستاذ فضل اللحجي حول (ياقلبي الجريح) و(بداية الحب نظرة)[/c]متابعة /سلوى صنعاني خاله الفنان هادي سعد كان مصدر إثراء له كما شكل الفنان الاستاذ الراحل محمدسعد الصنعاني ايضا اثرا في الوعاء الوجداني لعبد الكريم عبر صلة قرابة بينهما سنأتي على ذكرها في مجمل الحلقات القادمة.والى جانب تأثير من ذكروا كان هناك مصدر آخر اثراه واغناه .. اذ يقع منزل الفنان في حارة واسعة لها حلبة بالقرب من المسجد الجامع في حوطة لحج في تلك الساحة كانت تقام حفلات المخادر والزواج والحفلات الشعبية الموسمية .. منها استقى كثيرا من الاغاني الفلكلورية واستوعب كلماتها وايقاعاتها والحانها واودعها بحسب الحرص ذاكرته وظلت معه "فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر" وتلك قصة سنأتي على ذكرها في الحلقات القادمة.رحلة عبدالكريم الفنان الطفل ابتدأت من حارة مسجد الجامع الى حي السعادة بخور مكسر وعلى مدى اربعة عقود من الزمن .. اسماء كثيرة لنجوم الفن لمعت خلالها وندوات احتوتها افرزت السهل الممتنع من فن (50 - 60ات) وفرق عديدة من لحج الى عدن فأبين .. رحلات حمل خلالها الفنان وطنه في داخله ليقدمه الى جماهير مختلفة في بلدان ما خلف البحار ليعلن للعالم جمال اليمن.رحلة متعددة الانعطافات لها عثراتها مثلما لها انتصاراتها رحلته مع الفن، مع ام طارق، مع المرض.. خلافاته مع فضل محمد اللحجي .. اشياء كثيرة لم تعرف عن الفنان عبدالكريم لنا ان نلتقى على صدر هذه الصفحات لنتعرفف عليها..[c1]الحلقة الاولى[/c]اليوم الخميس الموافق التاسع من آذار خميس مميز في امسيات لحج الخضراء التي تستقبل ربيعها بورده وزهوره وفله وكاذيه ليفوح اريجه الزاكي النفوس ويجلي عنها الصدأ. اليوم يتم تكريم احد القامات الباسقة المزروعة في تربة تبن .. قامة فنية عظيمة تخلقت وتشكلت من طبيعة المنطقة المفطورة والمجبولة بعشقها للحياة وللفن.،هي التفاتة طيبة من الاوساط الادبية والفنية في هذه المنطقة لتكريمها بلبل تبن كما اطلق عليه منذ عقود من الزمن الفنان المطرب الاستاذ عبدالكريم توفيق الذي حباه الله بصوت لانظير له يذكرنا بقول شاعر المهجر ايليا ابو ماضي في قصيدته (الغراب والبلبل)ليس الحظوظ من الجسوم وشكلهاالسر كل السر في الارواحوالصوت من نعم السماء ولم تكنترضى السماء الا عن صداحمسيرة فنية زاخرة لاكثر من اربعين عاما نستعرضها بكل تفاصيلها وتضاريسها وجزئياتها منذ لحظة البدء حتى يومنا هذا في عدد من الحلقات على صدر صحيفتنا الغراء (14 اكتوبر).البلبل الصداح اطلق تغاريده منذ نعومة اظافره حيث ولد ونشأ في مناخ فني زاخر بمختلف اصناف الفنون كانت المميزة لمنطقة لحج .. وهو الذي ترعرع مع اقرانه في تلك الفترة من الخمسينات في حضن الفن وعلى ايدي عمالقة حملوا لواء الراية الفنية التي اعقبت رحيل الفنان العبدلي احمد فضل القمندان.وفي مدارس فنية متعددة المنهاج والمواهب والقدرات ومنهم الاستاذ الفنان الراحل صلاح ناصر كرد..كما اسلفت تعاطى بلبلنا مع الفن بمعية اقران عصره آنذاك ومنهم فيصل علوي ومهدي درويش واحمد عوض شاكر ومحمد رزق والعودي .. كثيرا هم سادة ذلك الفن آنذاك وتلاميذه.ولد عبدالكريم عبدالله توفيق في الحوطة محافظة لحج في العام 1946م في السادس والعشرين من يونيو في اسرة له ثلاثة اخوة من الذكور واخت واحدة.تأثر وهو صبي في الرابعة من سنه بابيه الذي كان يتميز بصوت جميل وساحر للغنا حيث كانت تصدح غنائياته في حلقات تضم شعراء متعددين وموهوبين يقولون الابيات لينطلق المطربون في ترديدها على تلك الالحان الفلكلورية المعروفة والشائعة .. ولخاله الفنان الشهير هادي سعد ابلغ الاثر عليه.كان الصغير عبدالكريم ينصت باذن تختلف عن آذان اقرانه، لانها موسيقية تحكمها الاحاسيس المختلفة في وجدان الفنان الذي لم يتشكل بعد.