في مئوية فيلسوف المسرح
القاهرة / متابعات:نظم المجلس الأعلى للثقافة في مصرَ حلقة بحثية نقاشية لمدة يومين بمناسبة مرور مائة عام على رحيل الكاتب النرويجي هنريك إبسن بمشاركة نقاد وفنانين من مصر والنرويج.بدأت الجلسة النقاشية بندوة تحت عنوان "إبسن بين الغرب والشرق" شارك فيها خمسة عشر باحثاً مصرياً تناولوا فيها تأثير كتابات إبسن الأدبية والمسرحية على العالم العربي. واشتملت الجلسة علي خمسة محاور هي: فهم الذات وفهم الآخر في ضوء مسرحية " بيت الدمية"، وتلقى بيت الدمية في مصر ، وهنريك إبسن والتحليل النقدي لخطاب الإستشراق ، وإبسن بعد مرور مائة عام ، وإبسن بين المسرحية والفيلم. شارك في الجلسة من النرويجيين كلا من فرود هيلاند وفيجانا ايستاد ، كريستين يسدال، هيلجه روننج، فروده هيللاند، إليزابيث أوكسفدت. وقد طبعت بهذه المناسبة ثلاثة مجلدات تضم أبرز أعمال إبسن مترجمة إلى العربية، واختتمت الاحتفالية بعـرض فيلم (A Man There Was).[c1]حياة فنان[/c] في مدينة نرويجية صغيرة تدعي شكين ولد هنريك إبسن في 20 مارس 1828م، كان والده تاجر أخشاب ناجح ولكنه أشهر إفلاسه فصادفت العائلة مصاعب مالية واضطرت الي الاستدانة، وكان من نتيجة هذه المتاعب ان إبسن لم يكمل تعليمة واضطر وهو في السادسة عشرة من عمره الي الرحيل لمدينة جرمستاد ليكسب قوته كمساعد لصيدلي. تحت وطأة الفقر بدأ يناصب المجتمع العداء وأخذ يكتب قصائد هجائية ويقوم ببعض الرسوم الكاريكاتورية لعلية القوم. في عام 1851 عمل إبسن كمساعد في مسرح بيرجين ثم سافر إلى الدنمارك وألمانيا لدراسة التكنيك المسـرحي. وفي عام 1854 كتب مسرحية "السيدة إنجر من ستوارت" وهي مسـرحية تجري أحداثها في العصور الوسطى في النرويج المعاصرة. وفي عام 1862م أفلس مسرح بيرجين وأصبح إبسن مديراً فنياً للمسرح النرويجي في مدينة أوسلو وفي نفس العام قدم له المسرح مسرحية شعرية ساخرة قوبلت ببعض العداء ولكنها نجحت في لفت الأنظار إلى إبسن. وبعد ظهور مسرحيته "براند" تلقى معاشاً ثابتاً من الدولة أمن له مسـتقبله ، ورغم أن إبسن قضى بقية أيامه في الخارج إلا أنه لم يفقد اهـتمامه أبداً بالسـياسة النرويجية. رحل هنريك إبسن في عام 1906 عن عمر 78 عاما، بعد صراع طويل مع المرض واضعا اسمه في مصاف اشهر المسرحيين في العالم حتى وصف بـ "قلق في عبقرية" و"ابي المسرح الحديث". [c1]بين الميلاد والاضطهاد[/c] كان المسرح النرويجي وثقافته تابع إلى الاضطهاد الدانماركي حيث كانت كانت النرويج خاضعة للسلطة الدانمركية سياسة وفكرا وثقافة، وهو ما يكشف عن العبقرية الابسنية التي تخطت كل الأسوار التي قيدت ظهور مسرح نرويجي. ويوضح كمال الدين عيد في ورقته البحثية ان إبسن تعلم كثيرا مما كان يجري حوله جعله شاهدا على انتصار الرأسمالية ثم على انهيارها، وقد أرسل قصيدة شعرية تؤيد انتصار حرب الحرية عام 1848م وكان على وشك الزج به في السجن لعلاقته بالحركة العمالية في في أوربا، وقد أبرز في كل دراماته المثال الحي والنموذج الرائع للحرية وتظل هذه الفكرة هي حقيقة وأساس صراع دراماته من الواقع الضائع. وقد ارتفعت أصوات كثيرة تهاجم إبسن ومن هنا كانت أسباب عدم انتشاره في بلده، وكانت حياته خارج النرويج بعد موجات الهجوم عليه وعلي أعماله كعقاب أو نفي ولم يعد إلى النرويج إلا وهو في سن الثالثة والستين. كان له أتباع دراميون في كل القارة الأوروبية مثل ( السباني لوركا، والروسي تشيكوف، الالماني برخت، والامريكي ثورنتون وايلدر ). [c1]إبسن بعد مائة عام[/c] تركز ورقة البحث المقدمة من عبد الغني داود علي تأثير إبسن الكبير علي المسرح في العالم، إذ ما زالت تقدم مسرحياته الثلاث والعشرون فوق خشبات المسارح، وقد أحدثت عروض مسرحياته معارك فنية ساخنة بين الباحثين أنفسهم.ويستعرض الباحث في ورقته آراء النقاد والمسرحيين - فيراه - لإدريس فيآول أنه " لا يعد بحال من الاحوال في مستوى عظمة سوفوكليس وشكسبير"، بينما يراه المفكر المصري عبد الرحمن بدوي" مارداً متوحداً في صراع دائم مع المجتمع بتقاليده، والناس بنفاقهم وتصنعهم، والدولة ببطشها وطغيانها"، ويصفه الناقد الفرنسي جول لومتر بأنه " كان قلقاً في عبقريته، وأنه أكد الفردية الصلبة الشامخة التي تحصل علي حقوقها، وتؤكد استقلالها ضد الناس والمجتمع والدولة"، وكان برنارد شو من أكبر المتحمسين له فيقول " لقد وضع شكسبير أنفسنا علي المسرح دون مواقفنا، وجاء إبسن ليسد النقص الذي تركه شكسبير، فهو لا يعطينا أنفسنا فحسب بل يعطينا أنفسنا في عقدنا ومواقعنا ذاتها، إن مسرحياته قادرة على أن تحرجنا في قسوة، وأن تملأنا بآمال متحمسة في الهرب من الاستبدادات المثالية، فمسرحياته تصور عالماً موضوعياً نري فيه الناس كما هم علي حقيقتهم". ويوضح الباحث أن منهج إبسن يقوم على الإيحاء بطبيعة الحقيقة ضمنياً وبطريقة مباشرة حيث تتسع أعماله للمزج ما بين الرمزية والواقعية، وأخيرا نزوعه الي الروحانية والتصوف في مسرحياته الثلاث الأخيرة. ويخلص الباحث الي أن أعماله ما زالت تحتفظ بتأثيرها بعد مائة عام من رحيله بفضل ما تملكه من عواطف كبيرة جياشة وروح شعرية وثابة حتى لقب بـ ( نبي الدراما الجديدة ) وهو عنوان كتاب من تأليف توماس بوستلويت. وتري الناقدة فريدة النقاش أن إطلاق وصف الجد الأكبر للمسرح المعاصر علي إبسن، لم يكن من قبيل المبالغة، خاصة انه كان رجل مسرح وليس مؤلفاً فحسب، فمن المسرح الحي الي المسرح السياسي، ومن مسرح الشارع الي مسرح العبث، ومن المسرح الملحمي الي الوثيقة.. وقد برز تأثر المسرحيين بعالمه الكلي، وكانت كل هذه الأشياء لا تزال في تطورها فروعا يانعة لهذه الشجرة الابسنية العتيقة. [c1]أدب الرحلة في مسرح إبسن[/c] ويتناول الباحث هاني سلامة نص أدب الرحلة في المسرح العالمي ( بيرجنت ) الذي اجتمعت في بناء شخصيته المحورية فكرة الاغتراب والغربة معاً حيث عاش حالة تمرد ثقافي مفارق لبيئته وعصره فجاب كثيراً من البلاد والمناطق في رحلة غربة طويلة يختلط فيها الواقع بالخيال بحثا عن ذاته أو عن هويته الحقيقية، وقد عايش ثقافات أجنبية مغايرة انتهت بزيارته لمصر - مروراً بليبيا - حتى انه احتجز بمستشفي الأمراض النفسية بالعباسية، ولا شك أن زيارته لمصر كان لها الأثر الكبير في تطواف (بيرجنت) بطل مسرحيته وهو بمثابة الشخصية القناع التي حملت على عاتقها معرفة المؤلف وثقافته وآراءه. إبسن بين المسرحية والفيلم[/c] يحظى الكاتب النرويجي باهتمام ملحوظ لدى صناع الافلام في انحاء متفرقة من العالم، وقد اهتم الاوروبيون بتحويل مسرحيات إبسن الى افلام، وكانت السينما البريطانية هي الأكثر اقتباساً للنصوص المسرحية ونص "بيت الدمية" هو الاكثر جاذبية. ويوضح الباحث محمود قاسم كانت عقود الستينات والسبعينات والثمانينات بمثابة الفترة الذهبية للاهتمام بتحويل مسرحياته الى افلام، وقد وصل الى مصر في الستينات وهي فترة الازدهار الكبري لترجمة الأعمال الكاملة لإبسن. بلغت الأفلام المأخوذة عن أعماله 58 فيلماً، ويبدأ تاريخ انتاج هذه الافلام منذ عام 1911م حتي 2004م وهو العام الذي شهد انتاج آخر فيلمين من الافلام المأخوذة عن عمل من أعماله. [c1]تجسيد حقيقي للشخصية الإنسانية[/c] يوضح الباحث أبو الحسن سلام في ورقته البحثية، أن إبسن تمكن عبر إبداعه من إتاحة الفرصة أمام الشخصية لكي تبوح بأشواقها الرومانسية لكل ما لا يمكن الحصول عليه أو تحديده مثلما جاء في ( عندما نبعث نحن الموتي ) كما جسد المحاولات الدائبة للذات لمجاوزة حدود إنسانيتها (بيرجيبنت). وجسد كذلك فردية الانسان بعقده وتزمته وتمرده في سبيل تحقيق جوهر وجوده ( بيت الدمية )، وجسد ايضا تعطشه للذة وللشهوة كما في ( الاشباح، وملهاة الحب )، وجسد محاولات استرجاعه لما فاته من متعة الانفلات ببعث روح الشباب والحنين الى المجهول ( عندما نبعث نحن الموتي )، كما جسد تعطشه لاكتناز الأموال ( أعمدة المجتمع )، وجسد صور تسلط الأنا على بني جنسها ( عدو الشعب )، كما جسد فناءها في سبيل فكرة ما (القس براند)، كذلك جسد محاولات الذات في التطهر من شوائب الأوهام والهواجس ( حورية البحر). ويوضح الباحث أن صورة الانسان تراوحت عبر مسرحه بين الانتهازية والنبل والخسة، بين العدل والظلم، الحرب والسلم، بين الأمانة والخيانة، الحب والكراهية، الانتقام والتسامح، بين الصدق والكذب، الجد والهزل، بين الأمن والارهاب، سواء انطلقت معطيات الكتابة المسرحية عنده من حكم الذات علي الموضوع الخارجي أو من حكم الموضوع الخارجي علي الذات. [c1]رحلة إبسن في الثقافة العربية[/c] يرصد ماهر شفيق فريد في ورقته بدايات الاهتمام بهنريك إبسن في الثقافة العربية والتي ترجع إلي أواخر العشرينيات من القرن الماضي حين كتب عباس العقاد مقالة لخص فيها سيرة إبسن وانتقد إلحاحه على أثر عنصر الوراثه في الاجيال، كما انتقد موقف نورا التي صفعت الباب - في ختام مسرحية بيت الدمية - وراءها تاركة زوجها وأسرتها. بينما يتخذ سلامة موسي موقفا مضادا لموقف العقاد حيث يحيي موقف نورا ويري فيه خطوة شجاعة نحو الانتقال من وضع الأنوثة الخانعة المدللة إلى وضع الانسانية المتكاملة المسئولة. ويمكن تقسيم الكتابات العربية الكثيرة عن إبسن الي قسمين: أحدهما يولي الاهتمام الأكبر لأفكاره الفلسفية والنفسية والاجتماعية السياسية، ومن أمثلة ذلك كتابات العقاد وسلامة موسي ودريني خشبة. والقسم الثاني يعطي الأولوية لتقنياته المسرحية، ومن أمثلة ذلك كتابات علي الراعي وهاني مطاوع وهدي حبيشة. ويتساءل الباحث هل بقي شىء لم يقال عن النرويجي الذي قتلته الافلام بحثاً بعد مضي قرن علي رحيله؟ والاجابة كما يري : أجل، فعباقرة الأدب المسرحي - مثل شعراء المسرح الاغريقي والروماني، وكتاب العصر الاليزابيثي في إنجلترا، وكتاب المسرح الاسباني والايطالي في عصره الذهبي، وثالوث كورني وراسين وموليير في فرنسا القرن السابع عشر- نبع لا يفيض قابل دائما وابدا للمراجعة والمعاودة وإعادة النظر والاضافة. [c1]أبو المسرح الحديث[/c]يكاد يجمع النقاد على وصف ابسن بـ "أبي المسرح الحديث" باعتباره نقطة انتقال بين مرحلتين من تاريخ فن الدراما، فبظهور أعماله: "دعائم المجتمع" و"بيت الدمية" و"الأشباح" و"عدو الشعب" و"البطة البرية"، بلغت الدراما درجة عالية من النضج والشاعرية واحكام البناء والواقعية. ويرى النقّاد ان كل مسرحية من مسرحيات ابسن كانت قنبلة موقوتة تفجر قضية ما وتثير ردود فعل عنيفة، هو الذي اختار "تمزيق الاقنعة" كلها وكشف الزيف الاجتماعي داعيا الى الاعتدال. [c1]روائع عملاق المسرح النرويجي نورا العربية لا تغادر بيت الدمية[/c] عندما عرضت "بيت الدمية" اثارت حفيظة المشاهدين فرموا الممثلين بالطماطم معتبرين ان المسرحية تمس بمكانة المرأة في المجتمع الاوروبي وتهدّد الطمأنينة العائلية، وقد قوبلت هذه المسرحية لا سيما في المانيا بعاصفة من الاحتجاج، واضطر ابسن الى ان يضع لها خاتمة اخرى إرضاء للجمهور. وقد لاحظ برنارد شو ان روعة "بيت الدمية" تكمن في نهايتها غير المألوفة، ولولا هذه النهاية لما كانت تختلف عن أي مسرحية ميلودرامية من مسرحيات ذاك العصر. وقد كتب ابسن الى أيدموند غوس قائلا "ترى انه كان من الأفضل لو كتبت مسرحيتي شعراً، وهذا ما لا أستطيع الموافقة عليه... اردت ان اجعل القارئ يشعر وكأنه ينظر الى شيء حدث بالفعل ... وليس كما لو اننا ما زلنا نعيش في ايام شكسبير. اردت ان ارسم كائنات بشرية عادية. فكيف أدعها تتكلم لغة الآلهة؟". نورا بطلة المسرحية زوجة وفية مخلصة لزوجها وبيتها وأولادها الا أن زوجها هيلمر اصابه مرض استدعى علاجه منه السفر الى جو دافىء، ولم يكن لديه المال الكافي مما دفع نورا أن تستدين دون علم زوجها، من رجل يدعي جروجستاد ووقعت علي صك باسم والدها الذي مات منذ أيام قليلة، وأخذت نورا تقتصد من نفقات البيت لتسدد الدين، لكن الامور سارت بشكل غير متوقع عندما قدم جروجستاد طلبا لوظيفة في البنك الذي يعمل فيه زوجها ولكن هيلمر رفض طلبه لسمعته السيئة ولم تشفع له توسلاته بانه نسي الماضي .. عندئذ هدد نورا بكشف السر وفضح التزوير الذي ارتكبته. وعندما عرف هيلمر السر ثار علي زوجته ولم يفكر الا في سمعته ونسي انها لم تفعل ذلك الا من أجله .. هنا تكشف حقيقة زوجها وبدأت تشعر انه أناني لا يستحق العيش معه فخرجت وقرعت الباب خلفها. ولقد حاول الاعتذار دون جدوى، وخرجت للعالم بحثاً عن استكمال شخصيتها. ترتب على ظهور مسرحية "بيت الدمية" 1897م أن طرحت بقوة قضية مساواة المرأة بالرجل، ولكن المساواة الكاملة في الحقوق الزوجية والسياسية لم تتحقق في أوروبا إلا في عام 1929م، ثم تأكدت على مستوي العالم بصدور الاعلان العالمي لميثاق حقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة عام 1947م. ويتساءل الباحث مهدي بندق عن سبب ضعف تأثير نموذج "نورا" في الحياة الثقافية والاجتماعية العربية، برغم وجوده في أعمال أدبية كثيرة (مثل لطيفة الزيات، ونوال السعداوي، ... وغيرهم). بينما يوضح الباحث حسام عطا أن هناك العديد من نقاط التشابه - رغم الاختلاف - بين شعبي مصر والنرويج، وذلك الصبر الانساني العميق، وتلك الارادة الحرة في غير افتعال، ثم تلك الغضبة المفاجئة بعد طول صبر. ففكرة الذات الحرة المرادفة لتحقق فكرة الانسانية هي ما تحرص عليها تلك الشعوب. وقد لازم إبسن طوال الوقت فكرة حرية الارادة الانسانية، وكنموذج تطبيقي علي تلقي إبسن في الوطن العربي يمكن اعتبار نموذج "بيت الدمية" وتقديمها في مصر نموذجا تطبيقيا لرصد إبسن لفكرة التمييز ضد المرأة باعتبارها تمييزا ضد الانسانية.[c1]الأشباح[/c]" إن ما نرثه عن أبائنا وأمهاتنا ليس فقط هو ما يجري في دمائنا. إن كل فكرة ميتة وكل معتقدات بالية تتعلق بأهدابنا"في مسرحية الأشباح تتحمل مسز الفينج عبث زوجها وتقاسي الأمرين حتي تحافظ علي سمعته، وكان من نتيجة هذا تدمير حياتها وحياة ابنها الوحيد الذي ورث عن ابيه مرضا سريا لا حيلة له، والابن هنا ضحية أشباح تكمن وراء التقاليد البالية التي تقف حائلا دون تكامل الشخصية. وبظهور "الأشباح" تزداد المعركة ضراوة بين الجديد والقديم، أو بين أنصار إبسن من دعاة المسرح الواقعي وبين الكتاب التقليديين، وبلغ من عنف المعركة ان نالت المسرحية من الشتائم ما ملأ الصحف وأروقة المسرح لتناول إبسن موضوعا كانت معالجته محرمة. [c1]البطة البرية[/c]يدور الموضوع حول أسرة هيلمر اكدال ذاك المصور الفاشل الأناني بطبعه. ورغم الفقر الذي تعانيه تلك الأسرة الا أن هناك بعض السعادة في حياة أفرادها، تكمن في وجود بطة برية جريحة ترعاها الابنة هدفيج وجدها العجوز اكدال.. وفي دائرة هذه الاسرة يقبل جريجرز المثالي الصارم الذي تأثر بالنظريات لدرجة الاعتقاد بانه يجب التمسك بالصدق بأي ثمن وترتب علي هذه المثالية أن كشف لصديقه هيلمر بان زوجته جينا كانت عشيقة والده وأن هدفيج ليست ابنته، ثم يقنع هدفيج بانه من واجبها التضحية ببطتها البرية الغالية لكي تستعيد حب والدها لها، الأمر الذي دفع الفتاة بعد أن تحطمت كل أوهامها الى قتل نفسها بالمسدس الذي دفعه جريجرز نفسه بين يديها. [c1]عندما نبعث نحن الموتى[/c]هي آخر أعماله وبطل المسرحية مثال يدعي أرنولد روبيك وهو زوج لفتاة أصغر منه سنا، لذا لم يكن زواجا متكافئا.. وتعود إلى حياة أرنولد "أيرين" التي عملت من قبل نموذجاً لأعظم تمثال له والتي لم تتعد نظرته إليها كونها وسيلة لتحقيق غرضه الفني، وكانت قد تركته عندما سمعته يفصح على شكره علي خدمتها التي لا تقدر وهامت على الأرض بعد أن قتلها برود عواطفه نحوها. وعندما تعترف له بهذا ينظر إليها روبيك في تأثر قائلا: "إنني كنت فنانا يا أيرين" فترد عليه في حزن: "هذه هي حقيقة المسألة، هذا هو السبب .. وإنني بعد هذا أصبحت جسداً بلا روح .. هذا هو سبب موتي يا أرنولد"، وفي النهاية يواجه الاثنين عاصفة بين الجبال وبدلا من طلب النجاة بنزول الجبل، سار الاثنان في طريقهما إلى أعلى الجبل حيث الموت المحقق.