إعداد/ لؤي عباس غالبكان لنا وقفات بالأمس مع الصوم، القيام ، الصدقة التي هي بعض من الأعمال الصالحة التي تتأكد في رمضان ونكمل ذكر بقيتها .[c1]الاجتهاد في قراءة القرآن [/c]سأذكرك يا أخي هنا بأمرين عن حال السلف الصالح :أ- كثرة قراءة القرآنب- البكاء عند قراءته أو سماعه خشوعاً وإخباتاً لله تبارك وتعالى:شهر رمضان هو شهر القرآن فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته وقد كان من حال السلف العناية بكتاب الله، فكان جبريل يدارس النبي ( صلى الله عليه وسلم ) القرآن في رمضان وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختمه في كل ثلاث ليال فكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة وكان الأسود يختم القرآن كل ليلتين.وكان قتادة يختم في كل سبع ليال، وفي رمضان كل ثلاث ليال وفي العشر الآواخر كل ليلة وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسه أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.[c1]الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس[/c]كان النبي إذا صلى الفداء- أي الفجر جلس في مصلاة حتى تطلع الشمس ، وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ( صححه الألباني ).هذا في كل الأيام فكيف بأيام رمضان.رعاك الله استعن على تحصيل هذا الثواب الجزيل بنوم الليل... والإقتداء بالصالحين ومجاهدة النفس في ذات الله وعلو الهمه لبلوغ الذروة من منازل الجنة.[c1]الاعتكاف [/c]كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً ....فالاعتكاف من العبادات التي تجمع كثيراً من الطاعات من التلاوة والصلاة والذكر والدعاء وغيرها وقد يتصور من لم يجربه صعوبته ومشقته ، وهو يسير على من يسره الله عليه.[c1] العمرة في رمضان [/c]ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " عمرة في رمضان تعدل حجة " وفي رواية " حجة معي" فهنيئاً لك - يا أخي - بحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم .[c1]تحري ليلة القدر[/c]وقال صلى الله عليه وسلم " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها وكان يوقظ أهله في الليالي العشر الأخيرة رجاء أن يدركوا ليلة القدر.وورد عن بعض السلف من الصحابة والتابعين الاغتسال والتطيب في العشر الأواخر تحرياً لليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها . فيا من أضاع عمره في لا شيء ، استدرك ما فاتك في ليلة القدر ، فإن العمل الصالح فيها خير من عمل الف شهر في سواها روى مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال" والله أني لا أعلم أي ليلة هي: هي الليلة التي أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقيامها وهي ليلة سبع وعشرين " وكان أبي يحلف بالآية والعلامة التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشمس تطلع صبيحتها لاشعاع لها وعن عائشة قالت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ماذا أقول : قال صلى الله عليه وسلم اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني رواه أحمد.[c1]الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار[/c]ايام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار من الذكر والدعاء وبخاصة في أوقات الإجابة وهي:1- عند الإفطار فاللصائم عند فطره دعوة لاترد2- في ثلث الليل الأخير حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول ( هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفرله ).3- الإستغفار في الاسحار قال تعالى " وبالأسحار هم يستغفرون" .وأخيراً .. وبعد هذه الجولة التي تفيأنا فيها ظلال الأعمال الصالحة يجب الانتباه إلى أمر مهم أتدري ماهو؟إنه الإخلاص .. نعم الإخلاص .. فكم من صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش! وكم من قائم ليس له من قيامه الا السهر والتعب ! نعوذ بالله من ذلك ولذلك نجد النبي يؤكد على هذه القضية " إيماناً واحتساباً ".وقد حرص السلف على إخفاء اعمالهم خوفاً على أنفسهم . فهذا التابعي أيوب السختياني يحدث عنه حماد بن زيد فيقول :" كان أيوب ربما حدث بالحديث فيرق فيلتفت فيتمخط ويقول : ما أشد الزكام؟ يظهر أنه مزكوم لإخفاء البكاء وقد صام داؤود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله وكان خرازاً يحمل معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشياً فيظهر معهم.قال سفيان الثوري : بلغني أن العبد يعمل العمل سراً فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية ، ثم لا يزال به الشيطان حتى يحمد عليه فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء .[c1]اللهو في رمضان[/c]أخي .. أظن أني قد تكلمت عن الكثير من الأعمال الصالحة التي تتأكد في رمضان ، فدعنا نعرج سوياً على ظاهرة خطيرة وبخاصة في رمضان .إنها ظاهرة إضاعة الوقت وتقطيعه في غير طاعة الله. إنها الغفلة والإعراض عن الرحمات والنفحات الالهية ، وكم تتألم النفس ويتقطع القلب على ما تراه من شباب المسلمين الذين امتلت بهم الأرصفة والملاعب في ليالي رمضان الفاضلة . وكم من حرمات الله ومعاصيه التي يجاهد بها في ليالي رمضان المباركة . نعم إن المسلم ليغار على أوقات المسلمين وعلى زهرة شبابهم أن تبذل في غير طاعة الله.ولكن لا بأس عليك.. إن الطريق لسعادتك وسعادة إخوانك . هو بالعمل ودعوة ونصح الغافلين من أبناء المسلمين ولهدايتهم .
|
رمضانيات
أعمال صالحة تتأكد في رمضان
أخبار متعلقة