نافذة
تعيش المرأة اليمنية في ظل ظروف صعبة تعود في مجملها إلى النظرة التقليدية التي تسود في المجتمعات الشرقية عامة والتي تعطي الأولوية للرجل سواء في التعليم أو المكانة الاجتماعية أو في المشاركة في الحياة العامة ، على الرغم من أنها حققت كثرة من النجاحات على كافة الأصعدة في المجتمع.الأوضاع الاقتصادية المتردية وما يترتب عليها من مشكلات اجتماعية تؤثر على الأسرة بشكل عام والمرأة بشكل خاص .. الأمر الذي يجعل النساء أكثر عرضة للاستغلال والعنف والحرمان، وإن طبيعة المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي حدثت في بلادنا في العقد الأخير من القرن العشرين لم تحقق نقلة نوعية في العملية التنموية تساعد على التخفيف من معاناة الأفراد خاصة النساء فبعد تبني الدولة لتنفيذ برنامج الإصلاح المالي والإداري وتحرير السوق وفق مبدأ المنافسة الاقتصادية الحرة تضررت أعداد كبيرة من السكان نتيجة تدني الدخول ورفع الدعم عن السلع الأساسية وأدى ذلك إلى تردي معيشة المواطنين. إلى جانب ما يقارب ثمانمائة ألف مغترب من دول الجوار بعد حرب الخليج الثانية وأخيراً حرب صيف 94م وكل هذه العوامل مجتمعة بالإضافة إلى عوامل أخرى عديدة ألحقت ضرراً بكثير من الفئات ويأتي على رأس هذه الفئات المرأة التي أصبحت أكثر عرضة للحرمان الاقتصادي والاجتماعي والحرمان من المشاركة الفاعلة في الحياة العامة ، وبناء على ذلك بدأت مشكلات النساء تزاد كماً وكيفاً وأصبحت النهاية المحتومة للعديد منهن الوقوع في دائرة العنف والاستغلال والوصول إلى السجن في جرائم وتهم متعددة ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل نجد كثيراً من النساء السجينات يعانين من ظلم الأسرة والمجتمع لهن. ويترتب على ذلك حرمانهن من الحصول على حقوقهن القانونية في الحماية والتعامل معهن وفق القوانين النافذة. بل نجد أن البعض منهن يتم إيداعهن السجون إما بدون محاكمة أو أن من يحاكم منهن يقضين فترة العقوبة ويبقين في السجون لعدم تقبل أسرهن لهن كونهن قد ألحقن العار بأنفسهن وبأسرهن، لذلك فإن مشكلات النساء السجينات مشكلات مركبة وأكثر تعقيداً من مشكلات أقرانهن من الرجال.، لذلك نطلب من الجهات المعنية بالأمر وأيضا منظمات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني الاهتمام بأوضاع النساء بشكل عام والنساء اللائي يعشن أوضاعاً صعبة خصوصاً السجينات وعلى وجه الدقة المشكلات القانونية والمشكلات النفسية التي تهمل في الغالب رغم أهميتها وذلك في سبيل إعادة إدماجهن في المجتمع بشكل طبيعي لانهن في الاخير من البشر .