تستعد منشورات فلاماريون في باريس لاصدار كتاب بعنوان «ابنة القلب» يروي مذكرات شابة فيتنامية عاشت في كنف أسرة الرئيس الفرنسي جاك شيراك. ويشكل الكتاب مفاجأة تعيد إلى الاذهان ظهور إبنة غير شرعية للرئيس السابق ميتران، خصوصا أن إبنة شيراك ظلت فردا في اسرته لحين زواجها وانتقالها للعيش بشكل مستقل.لكن لا شيء يجمع بين حكاية مازارين ابنة ميتران، و أنه داو ابنة شيراك، نظرا لأن هذه الاخيرة ولدت في سايغون لابوين فيتناميين، ولأن شيراك رعاها من منطلق إنساني بدون أن يتبناها رسميا.تروي آنه داو في كتابها قصة هروبها من العاصمة الفيتنامية بعد سقوطها بيد الثوار وخروج الاميركيين منها، ثم وصولها إلى ماليزيا على ظهر قارب تكدس فيه 350 شخصا، والظروف القاسية التي عاشتها في معسكر للمهاجرين لحين وصول بعثة فرنسية من «أطباء بلا حدود» نقلتها مع رفاقها إلى باريس، صيف 1979.يومذاك، كان شيراك يشغل منصب عمدة العاصمة الفرنسية، وقد شارك في استقبال المهاجرين الفيتناميين في المطار الذي كان مزدحما بالصحافيين ورجال الدين ومندوبي الجمعيات الخيرية. وقد لفتت انتباهه شابة نحيلة تبكي وحيدة في احدى الزوايا، فتقدم منها وقدم لها منديله لتمسح دموعها، وعانقها بقامته الفارعة بالقياس الى قامتها الضئيلة، ثم جاءت قرينته برناديت وعانقتها بعينين دامعتين، واخذاها لتعيش معهما.وتكتب آنه داو أنها كانت سعيدة لعثورها على أسرة جديدة، وعلى شقيقتين تقاربانها في السن، هما لورانس وكلود ابنتا شيراك اللتان تقبلتا وجودها بدون أن تطرحا عليها اسئلة كثيرة. لقد وجدت نفسها، فجأة، تنتقل من المخيم المرعب للمهاجرين في ماليزيا، حيث البقاء للأقوى، إلى مبنى البلدية الفخم في باريس، مسكن اسرة شيراك آنذاك، و إلى قصر «بيتي» في منطقة «كوريز» خلال العطلات، لحين زواجها من مهاجر فيتنامي اولا، انجبت منه ولدين وبنتا، ثم زواجها من ضابط شرطة فرنسي مؤخرا.تتحدث آنه داو عن الرئيس الفرنسي بقولها «أبي». وتضيف انها محظوظة لأن الحياة منحتها أبوين، وأن شيراك سيبقى اباها ومنقذها، وهو ما زال يرعاها ويرعى اسرتها عن بعد ومعه امضت جانبا من سهرة عيد الميلاد الأخير. وهي قد كتبت هذا الكتاب بدون أن تستشير الرئيس أو زوجته، لكنها اطلعتهما على الفصول الخاصة بهما، فلم يعترضا.
ظهور «ابنة» جديدة للرئيس الفرنسي
أخبار متعلقة