غضون
- قبل أكثر من عامين وجه رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور مذكرة إلى نائبه الأرحبي وزير التخطيط والتعاون الدولي يحثه على توفير التمويل اللازم لمشروع إعادة تأهيل المتاحف في محافظة عدن، ووجه أيضاً مذكرة مماثلة لوزير الثقافة، كان ذلك في منتصف شهر أغسطس 2008م، وبعد أسبوعين من تلقي رئيس الوزراء مذكرة الدكتورة رجاء باطويل مدير عام الهيئة العامة للآثار والمتاحف في محافظة عدن بخصوص حاجة المتحف الوطني هناك إلى إعادة التأهيل.. وبعد عامين بالتمام والكمال أي في أغسطس 2010م تأكد أن قضية تمويل مشروع ترميم المتحف قد حسمت بصورة إيجابية.. فقد وجدوا الممول.. وهو الصندوق الاجتماعي للتنمية.. إذ أبرم عقد بهذا الخصوص وقع عليه المدير التنفيذي للصندوق ووزير الثقافة ومحافظ عدن، وأخشى بقاء العقد حبيس الثلاثة لفترة طويلة، خاصة وأن المسؤول الأول عن مديرية صيرة التي يقع فيها المتحف، وهو الصديق خالد وهبي لا يبدو أنه قد علم بما تعاقد عليه الثلاثة حسب تصريح صحفي قرأته له، وسيكون الأسوأ من ذلك عدم علم الدكتورة باطويل بالموضوع وهي أمه وأبوه.- إذا كان عدم إعلان هذا العقد والشروع في إعادة تأهيل المتحف يرجع إلى كون المشروع لابد أن يمر عبر هيئة المناقصات، فهذا مفهوم، وكل من غمزتهم أو لمزتهم سابقاً جديرون باعتذاري، لكن من غير المفهوم أن تؤخر الهيئة الإعلان عن المناقصة إذا كانت قد مرت بها أو وصلت إليها.. وكان يتعين أن تصل إليها قبل شهرين ومن ثم تدرك أن القضية «حالة مستعجلة» بالنظر إلى خليجي (20) أو خليجي عدن كما كنت قد اقترحت.. ولا يطاع لقصير أمر.أما إذا كان عقد التمويل من الضآلة بحيث لا يستدعي إعلان مناقصة، ويفوض المسؤولين التنفيذيين «القيام بالواجب» فقد كان الواجب حصولهم على المبلغ ومباشرة التعاقد مع من يرونه أهلاً لتنفيذ مشروع إعادة تأهيل المتحف الوطني في عدن.- يا أصحابنا.. المتحف الوطني بعدن جدير بأن يكون المتحف الأول في اليمن.. وبالمناسبة أنشئ في عدن أول متحف في اليمن والجزيرة العربية.. يرجع تاريخه إلى عام 1930م عندما قام «فضولي» بريطاني بتلك الخطوة في سفح جبل شمسان وعندها كان اليمنيون وجيرانهم حفاة عراة يهدمون آثارهم ويستخدمونها في بناء البيوت.. لا يعرفون ما التاريخ وما الآثار.. لقد تعب هذا المتحف.. مرة في صيرة ومرة في التواهي ومرة في قصر البراق.. أنهكه التشرد والترحال وأضعفته الصراعات التي كان آخرها حرب صيف 1994م حيث نهب المتحف وإلى الآن لا تزال كثير من المنهوبات بأيدي الناهبين.. وسمعت من غير واحد أن بعض المسروقات موجودة بحوزة شخصيات معروفة.. وقد تكون هذه «شائعة».يا أصحابنا.. متحف عدن جدير باهتمامكم.. نفذوا مشروع إعادة تأهيله وأبقوه في قصر البراق.. وحذار من تمليك القصر لأي مدع بعد تأهيله.