فرقة خليج عدن للمسرح شباب يقوده الطموح والتطلع، استطاع في فترة زمنية وجيزة اكتساب جمهوره، الذي أمتعته الفرقة المسرحية بتقديم عدد من الأعمال المسرحية بدءاً بمسرحية ( عائلة دوت كوم) التي عرضت في عدن وحالياً على خشبة المركز الثقافي بصنعاء .. وشاركت بآخر أعمالها ( حلا.. حلا يستاهل ) في أيام عيد الأضحى ومن خلال هذين العملين ناقشت أعمال الفنان الشاب عمرو جمال كمؤلف للنص المسرحي ومخرج قضايا تهم الشباب وتحدياته للواقع المعاش، ففي مسرحية ( عائلة دوت كوم ) يتصاعد الحدث ليس بين جيال الآباء وجيل الأبناء بل بين ثقافة الكتاب وثقافة الانترنت والكتاب الإلكتروني ( الرقمي) مع الاحتفاظ بأهمية الوسيلتين الثقافيتين في تنمية الثقافة والمعرفة وفي الختام تظل المكتبة – الكتاب – قيمة ثقافية مهمة، ويبقى ( الكمبيوتر ) الحاسوب ضرورة ملحة للتواصل والحوار مع الثقافات والمثاقفة عن بعد ! ولكل منهما متعته الخاصة وطرق الاستفادة منه كما كان الصراع بالأمس البعيد بين الرسام ( والكاميرا) آلة التصوير الفوتوغرافية ..وأتذكر هنا على سبيل الإفاضة حديث الإعلامي والصحفي المخضرم مفيد فوزي حين قال “ مازلت أتعامل مع القلم والورقة وأجد اللذة والمتعة حين اكتب على الأوراق» ولم يتعامل قط مع ما وفرته آلة الحاسوب والإنترنت من خدمات تسهل للناس الحصول على المعلومات ولا يختلف الصراع بين جيل الآباء وجيل الأبناء الشباب لأنهم في الأخير سيستندون إلى عصا يتكئون عليها في مشيهم!!وفي مسرحية ( حلا.. حلا يستاهل) تناول عمرو جمال قضية أوجدها المجتمع المحلى من رؤيته غير الدقيقة للتعليم والتدريب المهني،وأن الشاب المتخرج في معاهد التدريب والتعليم المهني وإمكانياته المعرفية محدودة، وأقل من ذوي المؤهلات الجامعية والدراسات العليا والمتخصصة .ويظهر العمل المسرحي أن خريج المعاهد المهنية وذوي المستويات المتوسطة .. قادرون على اكتساب المهارات والإمكانيات المهنية العملية والمعلومات المعرفية .. وكانت الرسالة واضحة ومباشرة جداً وأيضاَ تدور أحداتها في محيط الأسرة – البيت – وكما هي مسرحية ( بشرى سارة) التي قدمت ضمن مهرجان أيام عدن المسرحية للعام 2007م، طرح شباب فرقة خليج عدن للمسرح، موضوع المبادرة الذاتية وكيف يمكن للشباب – العاطلين عن العمل 0 حل مشكلاتهم ووضع المخارج العملية لها، بالبحث عن حلول ناجعة ومشروعات كفيلة باجتياز الموانع والمعوقات مثل مطعم (بشرى سارة) الذي اشتركت كل الشخصيات في تجسيد الأدوار بين هزيمة الكبار والإعاقة المستديمة التي أفقدتهم بعض نشاطهم وأثرت على حركة نهوضهم من جديد أو التفكير في التغلب على واقعهم البائس وبين مشروعية الطموح للشباب ( بشرى) و( سارة) ونموذج الأم الإتكالية و المقلدة للحياة الارستقراطية أو حياة ( الفخفخة) والعز وبين الجدة وهي العنصر المكافح الذي يتحدى كل أشكال الفقر ويتجاوز مرارة الحياة ليسهم في تربية الأحفاد .. و أظهرت المسرحية نموذج الشباب الذي لا يجد في المستقبل أي ومضة للأمل والطموح وقد وقع أسير حبوب (الديزبم) والإدمان في تعاطيه والقات والسهر خارج المنزل دون التفكير بتعديل سلوكه ونشاط حياته.في الوقت الذي تفكر بشرى وأحد لشباب ببناء حاضرهم ورسم غدهم الآتي بإقامة مشروع ( مطعم وكفتيريا) يدعم الأسرة ويحررها للخروج من حلم أمل مفقود .. تجسد في الأب الذي هاجر واختفى وانقطعت أخباره وتوقفت مساعداته المالية التي لم يرسلها بتاتاً .فيعتزم الشباب افتتاح المطعم – الوسيلة- أو طوف النجاة من الواقع الذي يحيط بالأسرة فيحرقه الشاب – الضائع – الذي خسر الثقة بذاته ويتحول العمل ليسلط الضوء على الطفلين الصغيرين شقيقي (سارة) حين يبادران لتجديد طلاء الجدران وأثاث المطعم التي احترقت .. ويتجدد العزم في لوحة تبعث على التفاؤل بقيمة الإرادة والطموح لخوض لتجربة مرة أخره ومن تحت رماد الحريق تنبت أزهار القرنفل ومن تحت أنقاض الدمار يزهر الأمل بصوت الحياة ..وكان المشهد أو لوحة الجيل الثالث للطفولة في اختتام مسرحية (بشرى سارة) قصيدة ترسم حروفها فكرة ذلك النص المسرحي الذي شدني وجعل قاعة العرض تكتظ بالجمهور حتى انتهاء العمل .إن تطلعات وطموح فرقة شباب خليج عدن للمسرح تحمل رؤى جديدة وأفكاراً بديعة وإخراجاً فنياً حقيقياً لمشروع مسرحي اسمه ( عمرو جمال) .
|
رياضة
فرقة خليج عدن للمسرح .. جرأة.. طموح.. إصرار
أخبار متعلقة