علي ثابت القضيبيقنوات وقنوات فضائية عربية،تتكاثر يوماً كالفطر،وبضمنها طبعاً القنوات التخصصية الفنية التي تحتل مساحة طيبة من هذا الانتشار وتبث في معظم ما تبثه عطاءات وإبداعات المطربين والفنانين العرب إلا فنانينا وغناءنا اليمني الذي لا يظهر إلا لماماً أو بصور وأسماء بعض خيرة فنانينا الذين اختاروا من الخارج موظناً لهم ولإقامتهم وإبداعهم.طبعاً تناولت كثيراً من الأقلام والكتابات وبصراخٍ عالٍ قضية انحسار وتقوقع فننا الغنائي اليمني مقارنة مع الطفرة الغنائية واليمنية عموماً التي تشهدها دول الجوار..ولكن الأمر- وللغرابة هنا- لم يحرك ساكناً لدى أصحاب القرار،وكأن هذا الشق من الشأن الثقافي ليس ذي شأن،أو مجرد ترف لا يستحق أن يرقى إلى أهمية إدراجه ضمن قائمة اهتمامات هؤلاء الذين يبدو أنهم لم يستوعبوا بديهية أن تطور وتقدم ثقافة وفنون أي شعب أو أمة هو أحدى معايير مستوى نهوضها وتطورها وعموماً.بالقطع لسنا بحاجة إلى إثبات ماهية دور توافر الإمكانيات والبنية التحتية الفنية المؤهلة لارتقاء الأغنية وتطورها وانتشارها ونحن نجد الحضور الكبير والساطع عربياً لأسماء فنية يمنية كأبي بكر بلفقيه وأحمد فتحي وعبدالرب إدريس..إذوبتساؤل بريء:فيما إذا بقي هؤلاء في الداخل اليمني بإمكانياته الفنية الهزيلة هذه،هل كانوا حققوا ما حققوه الآن؟وبالمناسبة فالحديث عن الإمكانيات والبنية التحتية الفنية في بلادنا حديث دو شجون فقد حدثني إحدى الشخصيات المعنية بالشأن الفني وتقف على رأس إحدى الكيانات الفنية في حضرموت أن هناك اتفاقاً مهولا بالعملة الصعبة يتم توجيهه لأحياء الحفلات الفنية المناسباتية التي يشارك فيها بعض الفنانين العرب والذين ينتظرون مشاركتهم إلا بتوفير أجهزة ضبط صوت وإضاءة وخلافة من الخارج،لعدم صلاحية مالدينا بالطبع وأضاف إنه بتكاليف هذه المبالغ المهدرة يمكن شراء هذه الأجهزة لتجهيز استيديوهات متكاملة ولن يبقى إلا تأهيل الكادر لتشغيلها ياحسرة طبعاً ونحن كما قمنا وسنقيم حفلات مناسباتية كهذه ؟! أي أن محور المسألة من العقلية التي تدار بها الأمور وليس مسألة وحسب! كما ولا نغفل قضية عدم الاهتمام الجدي بالكادر الفني المبدع الذي لا يلتفت إليه إلا عندما يزف آوان الحفلات المناسباتيه لنلقى له حفنة من الريالات لإحيائها بما تيسر من العطاء مع العلم ان ثمة اعتمادات مالية سخية أيضاً يتم رصدها لهذه الفعاليات المناسباتية البائسة التي لا تسمين ولا تغني من جوع ولا تحرك إبداعاً أو تحظى بقبول ومع ذلك تلتهم معظم تلك الاعتمادات من قبل القائمين على هذه الفعاليات، وهي الاعتمادات التي يمكن بتوجيهها بمجملها مؤقتاً لتأسيس بنية تحتية فنية ملائمة يمكن الانطلاق منها والمنافسة بها وبكل ثقة أيضاً.أفلا يثير الحزن والغيرة فينا نحن معشر اليمانيون أهل التراث الفني العريق والمتنوع والغني بكل قيم الأصالة وتلاوين الإبداع التي أرساها خيرة المبدعين قديماً وحديثاً بل وقد تصدرنا وسبقنا كل دول وأقاليم الجوار في هذا المضمار حتى عهد قريب؟ناهيك عن أن تراثنا وإبداعنا كان ولازال منهلاً مجانياً ومباحاً للسرقات الفنية التي طالت الكثير من هذا التراث وعلى أعين الاشهاد وبضمنهم الجهات الرسمية لدينا والتي لم تحرك ساكناً بهذا الصدد ألا يثير حزننا وغيرتنا أن نقف اليوم في ذيل القائمة في هذا المجال.
أخبار متعلقة