إنها مجزرة ( سبتهم ) الذي به تستقبل الأمة العربية والإسلامية خزيها وإفلاسها .. في مشهد لا يوصف ، ولا يمكن أن تترجم مأساته عشرات السنين القادمة .. إنها مجزرة الألفية الثالثة ، وخاتمة عامين ( هجري وميلادي ) يشهدان على ضعفنا وتسليمنا بما يحصل.. ولا نملك إلا أن نستنكر ونتظاهر ونشجب ، وهو سلاح الشعوب المغلوبة على أمرها.ما الذي يجري في غزة ؟ .. ولمصلحة من يقتل الناس الآمنون ؟ أليس ذلك هو ترجمة لتصريحات وزيرة خارجية العدو الصهيوني في لقائها بالرئيس المصري قبل يومين من أنها ستؤدب ( حماس ) وستضربها بيد من حديد .. ودون هوادة أو رحمة ؟ وها قد تبين الجد من الهزل .. فماذا نحن فاعلون .. عرباُ ومسلمين ، وقبل ذلك فصائل المقاومة الفلسطينية على اختلاف مشاربها واتجاهاتها؟! لقد عكس المشهد ( السبتي ) بشاعة الآلة الحربية الإسرائيلية إزاء الدم العربي الفلسطيني ، وسفك دماء الأبرياء أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي ، في خطوة سوف تتبعها ( دحرجة ) على شكل سلاح ميداني مدمر لن تقف أمامه أي قوة .. طالما والهدف من ذلك قيام ( سلام إسرائيلي) مزعوم ، ثمنه ليس مهماً بالنسبة لهم ، لكنه مذل ومهين لنا كعرب ومسلمين ( ويا أمة ضحكت من جهلها الأمم )!والشيء المخجل والغريب أن نتقبل هذه المجزرة المأساة، وأن نستمع إلى تحليلات ودفاعات من قبل الساسة العرب والإسرائيليين ، وكأننا نلعب الشطرنج بطريقة لا يمكن تسميتها إلا أنها همجية وبربرية إسرائيلية بدعم أميركي كبير. وهي والله نهاية مخزية للإدارة الأميركية ، للسفاح بوش الذي لم يظهر انتقامه في العراق وهو يرمى بالأحذية ، فانفرد بالفلسطينيين يرد الصاع عشرة صاعات لأبرياء .. في نهاية سنة هجرية وبزوغ سنة أخرى.. لم يحترموها. ماذا تبقى لنا ياعرب؟ .. أصبحنا كلنا إرهابيين ، وصارت إسرائيل حامية للسلام بدعم وإسناد أميركيين مقيتين؟ ماذا بقي لنا ونحن نتغذى على أشلاء جثث بريئة رأيناها مبعثرة وكأنها ناتجة عن إعصار شديد، وليس هجمة إسرائيلية مركزة على المسالمين والأبرياء ؟ .. ثم ماذا بقي لكم يا فلسطينيون بعد هذا؟ أليس أجدر بكم لم الشمل وتوحيد الصف للدفاع عن أنفسكم وأعراضكم وأرضكم .. بعد أن خذلكم الأشقاء ، إلا القليل منهم وهو اضعف الإيمان؟! إن الموقف يتطلب معركة كرامة ثانية ، تعيد الحق ، أو تخسف بالجميع ، لكن بحرية وكرامة وبسالة ، وليس العكس .. فهل نهب هبة رجل واحد ، هل نكرر هبة المعتصم في الشرق أو عبدالرحمن الناصر في الغرب ( الأندلس ) لنعيد الكرامة ولنمحو العدو الغاصب .. أم ننتظر .. وبعدها الطوفان؟!
مجزرة السبت .. واعرباه !
أخبار متعلقة