تعول الدول والشعوب على خلق مواطن صحيح وسليم وخالٍ من الأمراض، إلى جانب كونه متعلماً ويفهم ماله وما عليه, ليلعب دوره المطلوب في خدمة نفسه ومجتمعه وبلده .. وبالتأكيد تكون الصحة في المقدمة ثم التعليم, وهي الثنائية المرتبطة بتطور وتقدم الشعوب كافة أو العكس من ذلك!.ووزارة الصحة والسكان في بلادنا بدأت الآن تشعر بمسؤولية ملقاة عليها بعد أن كانت قد أهملت الكوادر فيها, والخدمة الصحية التي يفترض أن تقدم للناس خاصة وأن الطبيب صار لا قيمة له في زمن كهذا وأن راتبه لا يساوي حتى راتب معلم في التربية, وهذا لا يعني أن المعلم لا يستحق ذلك, بل هي مقارنة لطرفي ثنائية كما أسلفنا, ومن هنا ضاعت الصحة وضاع المنتسبون إليها وفرقتهم الحاجة, رغم تخصصاتهم وحاجة المجتمع إليهم, لأنهم (ملائكة الرحمة) وقد قيل في الأمثال الضاربة في التاريخ: (أسأل مجرباً ولا تنسَ الطبيب)! وقد حرف اللفظ الأخير أو حور لكي ينطق: (ولا تسأل طبيبا!) لأن السؤال يعني تأكيد العلم والتخصص وفاعلية المجرب, أما عدم السؤال فهو الجهل والمجرب في الطب لا يكون بديلاً عن الطبيب .. وهو ما يؤكد أن الأطباء حصن الأمة وواقيها من الأمراض التي تصيبها, وإن لم نجد لها علاجاً لفني الناس ولكانت الحياة كلها منعدمة.ويأتي اليوم الاهتمام بالصحة وكادرها من خلال الهيكل الجديد ليعيد لها رونقها الذي بهت زمناً طويلاً بفعل أمور كثيرة, وقد كانت ضربة معلم أن ينجح فيها الدكتور / عبدالكريم راصع ليجد حلولاً ناجحة للكادر الصحي والطبي وليعيد إليهم ما فقدوه, وتبقى المنشآت الصحية التي هي الأهم, ليس كمنشأة بل بما تحتويه من أقسام وعلاج مجانية مكفولة في الدستور والقانون مع عدم إغفال مساهمة المجتمع التي لاشك أنها سوف تكون رافداً داعماً لمواصلة النشاط بحيوية بالغة.الهيكلية التي أعلن عنها ربما لو تحققت لكانت أفضل بكثير من هيكلية التربية والتعليم, إذ أنها تتفوق عليها بحدود (30 -40%) وهذا استحقاق ليس بالكثير, لكنه خطوة أولى على طريق جعل الصحة فعلاً تساوي المنطوق, وليس العكس!.إن معالجة قضايا حيوية كهذه تحتاج منا إلى تفاعل وإظهار وتبجيل, لأن ذلك ليس بالهين, ونعتقد أنه لو تم إصلاح الحال بدون تسويف أو إلغاء لشرائح معينة في هذه الوزارة, مثلما جرت للتربية, نعتقد أن الصحة ستكون عال العال بعد سنوات قليلة إن شاء الله وسوف يتم الاستغناء عن الخارج إلا للأمور الهامة لأن تحديث المشافي والوحدات الصحية والمجمعات, سوف يخلق وعياً صحياً وسيكون له تأثيره في المجتمع, وهو ما يعني النهوض بالحالة الصحية بشكل لا يقبل التأجيل, والرهان على الحكومة والدولة .. فهل نتفاءل؟!ذلك ما نرجوه إن شاء الله تعالى.
الصحة .. خطوات واستحقاق آتيان
أخبار متعلقة