قصة قصيرة
* عابر سبيل وقف امام رجل كان يجلس بجوار دار ، طلب ماء وشاهي . * اكمل الرجل فنجان الشاي ولم يترك صاحب الدار ان يزيد اكثر . - كفاية هذا .. ( ووضع كفه على فوهة الكوب ) . - .... ؟! لا ... لا ، اشرب هذا أيضاً .. - لكني لا املك سوى ثمن فنجان فقط وانا مجرد عابر سبيل . - اشرب ، وسوف تأكل ايضاً ( قال صاحب الدار ) . - لكني قلت لك .،.: لا .. * لم يتركه صاحب الدار ايضاً ان يزيد اكثر فقد قاطعه مبتسماً . - لن تدفع قرشاً واحداً .. انت ضيفي . - ثم قدم له الطعام .. والماء .. والقهوة .. اكل الغريب ومقبل ، صاحب الدار . - شبعت مما تيسر لي ؟ - الحمد لله - أ أنت بحاجة الى شيء اخر ؟ ( سأل صاحب الدار ) . - فقط استاذنك الرحيل ، فأنا ابحث عن عمل جئت الى هذه المنطقة بهدف العمل .. واعدك انني سأدفع ثمن ما شربته واكلته هنا . - اذهب .. مع السلامه .. ومعك الله .. ولكن اذا احتجت لأي شيء واية مساعدة .. فتعال وعمك مقبل ما بيقصر معك .. طعام او فلوس . * مرت ثلاثة اسابيع منذ ان ودع مقبل ضيفه الذي وصل الى الفرع من مناطق شبوه .. والتي يسكنها بدو من قبائل آل لقموش حتى عرفت المنطقة باسم القبيلة ( فرع آل لقموش ) . * وفي ظُهر احد الايام ظهر الغريب فجأة امام دار مقبل الذي عاد هو الآخر من طينه مرحباً بضيفه اهلاً اهلاً .. حيا ومرحباً . غيبت علينا . - انا راجع الى حيث اتيت وقلت من العيب الا اودعك . - ولماذا ؟ الم تجد عملاً - لا ، لم اجد عملاً في منطقتكم . - ولماذا لم تعد الى عندي وقد كنت محتاجاً الى المساعدة . - الحقيقة . انني لم احتج الى اية مساعدة فقد وجدتك في كل دار من دور منطقتكم .. كل واحد كان ( مقبل ) وكلهم لا يرضون ان يأخذوا ( فلوس ) . - والآن ؟ - الآن اودعك .. اودعكم لأنقل حكايتي مع مقبل فرع آل لقموش . هامش* انها قصة واقعية .. و( مقبل ) ربما نراه في المدن اليمنية ولكن نادراً .