[c1]رؤية من تأليفأ.د.علي هود باعباد قراءة / سمير يحيى الوهابي[/c]أعتبر أ.د علي هود باعباد الذي يعمل حالياً مستشاراً لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في اليمن أن الشباب اليمني والعربي يعيش مشكلة صراع فكري ونفسي نتيجة للغزو الفكري والثقافي العربي والذي عززته الآلة الصناعية والعلمية الغربية . وتناول هذه المشكلة في كتابه »الشباب اليمني- تربية وثقافة« نستعرضها فيما يلي لأهميتها:1- المشكلة:يعيش بعض الشباب اليمني اليوم حالة صراع فكري ونفسي نتيجة للعوامل والمؤثرات الكفرية والعقائدية التي سادت وتسود العالم العربي والإسلامي ونتيجة للغزو الفكري والثقافي الغربي الهائل للعالم والذي عززته قوى الاستعمار العسكرية والسياسية مع التقدم الصناعي والتكنولوجي والعلمي جعل كثيراً من شباب العالم العربي ومنهم الشباب اليمني يشككون في حضارتهم ويشعرون بالضعف والتخلف أمام التغريب وقوته وجبروته، وظن كثير من الشباب أن التقدم الغربي يعني التقدم في كل شيء في الحياة العلمية والاجتماعية وفي ميدان الصناعة والقيم والأخلاق والدين مما سبب تناقضاً فكرياً وصراعاً نفسياً وضياعاً وتشتتاً في عقول ونفوس الشباب.لقد عزز الاستعمار اجتياح الأفكار والثقافة الغربية للبلاد العربية والإسلامية والمؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية والطبية والقنوات الفضائية حتى استطاع ان يوجد شباباً يمنياً وعربياً وإسلامياً مغزواً فكرياً ضعيف الشخصية لايستطيع الابتكار والابداع.2- مظاهرها:إن مظاهر الصراع الفكري والنفسي والتبعية للحضارة الغربية تبرز في الآتي:أ- تنكر بعض الشباب للحضارة اليمنية والعربية والإسلامية واتهام من يتمسك بها ويدعو إليها بالرجعية والجمود ويصفون كل من يقلد الحضارة الغربية بكل حذافيرها بالتقدم والتحرر، حتى أصبح البعض يقول: إن الدين الإسلامي عدو للعلم وعدو للتقدم والتطور وإن التدين مرادف للسذاجة والبساطة وغير ذلك من فهم باطل لا أساس له في الحضارة الإسلامية.ب- تقبل الفرد لأي فكر مستورد من الشرق أو من الغرب دون تصفيته من الشوائب أو مما يخالف أصول معتقداتنا وثقافتنا وحضارتنا فنجد البعض ينتمي إلى اليمين والبعض الآخر إلى اليسار والبعض متطرفاً في علوم الإسلام والبعض مشوش الفكر.ج- من مظاهر الأزمة الفكرية والصراع الفكري قلة الإطلاع والقراءة على الفكر الإسلامي الصافي حتى أصبحت معالجة القضايا الإسلامية سطحية واصدار الحكم عليها يتم دون اتباع لأبسط قواعد الأسلوب العلمي وأصوله.3- أسبابها:هذه هي أهم مصادر الصراع والأزمات الفكرية والنفسية التي يعاني منها بعض الشباب اليمني.. وبدون شك فإن لهذه المشكلة أسباباً كثيرة من أهمها:أ- تأثر بعض الشباب اليمني بما تأثر به بعض الشباب العربي والإسلامي نتيجة لمخططات الاستعمار التعليمية والثقافية المتمثلة في القضاء على الإسلام كفكر ونظام ومنهج حياة.. وقد أوجد هذا التيار كثيراً من الشباب العربي المسلم المثقف ثقافة غربية دون أن يكون لديه أصول لثقافة إسلامية راسخة.. ونتج عن ذلك إزدواجية في تفكير الشباب وتضارب في أفكارهم وصراع في أنفسهم.ب- تأثر البعض من الشباب بالغزو الفكري الاستعماري للدول العربية والإسلامية في مجالات الحياة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية للإنسان والكون والحياة.لا على أساس التصور الإسلامي، كل ذلك من خلال المناهج الفكرية والدراسية التي درسوها في الجامعات ا لعربية أو الاجنبية.ج- من أسباب هذا الصراع ايضاً إصابة الفكر الإسلامي والمفكرين المسلمين داخل اليمن وخارجها بالجمود والعجز عن القيام بواجب رسالتهم الفكرية نحو الشباب لوصلهم بأصول حضارتهم وتراثهم الفكري فأصبح الإسلام حائراً بين جهل أبنائه وعجز علمائه، كما ساعد أيضاً على هذا الصراع الفكري ظهور الحزبيات الفكرية التي تتبنى أيديولوجيات غربية عن معتقدات الأمة وتصوراتها ما شتت الشباب بين الحماس لهذا الحزب أو ذاك وأصبحت كل فئة من الشباب متحيزة لفكر أو ايديولوجية تناقض عقيدة المجتمع، إلى جانب الفراغ الفكري والروحي الذي يعيش فيه بعض الشباب وبعض الأسر.4- علاجها:إن مشكلة الصراع الفكري التي تواجه بعض الشباب اليمني يمكن علاجها عن طريق الآتي:أ- تكريم العلم والعلماء حتى يصبح اتجاهاً واضحاً في البيت والمدرسة والمسجد والمؤسسات الإعلامية والاجتماعية.ب- العناية بالقراءة والمطالعة وتحبيبها إلى الشباب بشتى الوسائل والأساليب.ج- ا لعناية با لمكتبات في البيت والمدرسة والمكتبات العامة التي تساعد على تنمية حب المطالعة والقراءة والبحث والابتكار والابداع.د- تطوير مناهج التعليم العام والجامعي انطلاقاً من أفكار وتصورات الإسلام ومبادئ الثورة وطموحات الشعب اليمني في التنمية الشاملة.هـ - الاهتمام باللغة العربية وآدابها وتطويرها لتكون لغة التدريس و البحث العلمي في الكليات العلمية مع محاربة استعمال العامية في قاعات الدرس وبرامج الإذاعة والتلفزيون والصحافة.و- ضرورة إحياء رسالة المسجد في مجال العلوم الإسلامية والفكرية والأدبية الاجتماعية والخيرية وتكون على أسس فكرية وثقافية سليمة نابعة من مبادئ الإسلام وأهدافه في المسجد.ز- ضرورة تعاون وتكاتف المؤسسات التربوية والتوجيهية والإعلامية والشبابية بحيث تنسق جهودها في ميدان التربية الفكرية والثقافية للشباب على أسس سليمة تتبع من مبادئ الإسلام وأهدافه.
دراسة لبعض مشكلات الشباب اليمني 2-4
أخبار متعلقة