إعداد/ لؤي عباس غالباللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعلم الذي يبلغنا حبك.قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- عن المحبه: "المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون وإلى عملها شمر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبروح نسيمها تروح العابدون، وهي قوت القلوب، غذاء الأرواح، وقرة العيون وهي الحياة التي من حرمها فهو في جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام، تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة، إذ لهم من محبة محبوبهم أوفر نصيب. فإلى من أراد أن يرقى من منزلة المحب لله، إلى منزلة المحبوب من الله، أقدم لك هذه الأسباب العشرة التي ذكرها الإمام أبن القيم -رحمة الله عليه- في كتابه العظيم مدارج السالكين.السبب الأول: قراءة القرآن بتدبر والتفهم لمعانيه، وما أريد به كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد وبشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه، نعم فمن أراد أن يكلمه الله تعالى فليقرأ كتاب الله وينبغي أن نعلم أن المقصود من القراءة والتدبر، وإن لم يحصل التدبر إلا بترديد الآية فليرددها كما فعل النبي "ص" وأصحابه.السبب الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض فإنها موصلة إلى درجة المحبوب بعد المحبة.السبب الثالث: دوام ذكره على كل حال، باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر.جاء رجل إلى النبي "ص" فقال: يارسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فباب نتسمك به جامع فقال لايزال لسانك رطباً من ذكر الله.السبب الرابع: إيثا محابه على محابك عند غلبان الهوى والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى.يقول ابن القيم في شرح هذه العبارة "إيثار رضا الله على رضا غيره، وإن عظمت فيه المحن، وثقلت فيه المؤن، وضعف عنه الطول والبدن" وهنا لا يكون إلا بثلاثة أمور.1- قهر هوى النفس.2- مخالفة هوى النفس.3- مجاهدة الشيطان وأوليائه.السبب الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، أحبه لا محالة.السبب السادس: مشاهدة بره وإحسانه، وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته.العبد أسير الإحسان فالانعام والبرو واللطف، معان تسترق مشاعره وتستولي على أحاسيسه، وتدفعه إلى محبة من يسدى إليه النعمة وبهدي إليه المعروف ولا منعم على الحقيقة ولا محسن إلا الله، هذه دلالة العقل الصريح والنقل الصحيح، فلا محبوب في الحقيقة عند ذوي البصائر إلا الله تعالى، ولا مستحق للمحبة كلها سواه وانتدب لنصرته وقمع أعدائه، وأعانه على جميع أغراضه، وإذا عرف الإنسان حق المعرفة، علم أن المحسن إليه هو الله سبحانه وتعالى فقط، وأنواع إحسانه لا يحيط بها حصر. "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"..السبب السابع: وهو من أعجبها انكسار القلب بكليته، بين يدي الله تعالى وليس في التعبير عن المعنى غير الأسماء والعبارات والانكسار بمعنى الخشوع, وهو الذل والسكون. قال تعالى: "وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً".السبب الثامن: الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.قال تعالى: "تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون" إن أصحاب الليل هم بلا شك من أهل المحبة، بل هم من أشرف أهل المحبة، لأن قيامهم في الليل بين يدي الله تعالى يجمع لهم جل أسباب المحبة التي سبق ذكرها، ولهذا فلا عجب أن ينزل أمين السماء جبريل عليه السلام على أمين الأرض محمد "ص" ويقول له "واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس" يقول الحسن البصري رحمه الله : "لم أجد من العبادة شيئاً أشد من الصلاة في جوف الليل فقيل له : مابال المجتهدين من أحسن الناس وجوهاً فقال لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره".السبب التاسع: مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقي أطايب الثمر، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيداً لحالك ومنفعة لغيرك.السبب العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل فالقلب إذا فسد فلن يجد المرء فائدة فيما يصلحه من شؤون دنياه ولن يجد نفعاً أو كسباً في أخراه .
|
رمضانيات
عشرة أسباب لمحبة الله
أخبار متعلقة