[c1](الحوار الثقافي) .. كتاب يتبنى مشروعاً للتواصل مع الآخر[/c] القاهرة / 14 اكتوبر/ وكالة الصحافة العربية:(الحوار الثقافي) هو مفتاح حقيقي لأي حوار سياسي، وهو تمثيل لروح الحضارة الإسلامية وعلمائها الذين انفتحوا على الثقافة الغربية وعلى تنوع روافدها اليونانية والرومانية والهندية والفارسية، ولم يكتف علماء المسلمين بدراسة هذه الثقافة بل درسوها وعقبوا عليها، وأضافوا إليها، فطوروها.وفي كتاب (الحوار الثقافي) لـ د. عبد الله التطاوي الأستاذ بجامعة الأزهر يتبنى المؤلف مشروعاً لـ (التواصل والانتماء) من خلال التأكيد على قيم هذا التراث والتواصل مع (الآخر) ولكن بشروط.وبين المؤلف أن علاقة (الند والشعور بالانتماء الحقيقي للتاريخي العربي وتراثه) يجب أن تكون الغالبة في حوارنا وتواصلنا مع الآخر، وليس مما أسماه المؤلف (التهافت) الذي (نراه الآن على المستوي العربي أو السياسي) بحسب المؤف.وذهب الكاتب إلى القول: إن(الخطاب الحواري) المنشور بين الآخر لابد أن تكون له شروط حددها في (الرغبة في الحوار بالعقل، وأن نتعرف على ما عند الآخر، أما الإحباط والشعور بالعجز، فقال الكاتب: إن ذلك يعد عائقاً حقيقياً لهذا التواصل، مؤكدا أهمية التحلي بالثقة الكاملة، بالعقل، وتجاوز الصعوبات، والرغبة المتصلة بالتطور والاكتمال.وطرح الكاتب قضية (أن نتحاور...) مذكراً بأن العلماء المسلمين انفتحوا على الثقافة الغربية وعلى تنوع روافدها، ونظروا إليها على أنها طريق المعرفة، منبها إلى أن عالم اليوم يحتاج إلى (من يمتلك مفاتيح المعرفة لأن فيها العزة والمتعة)، محذراً في الوقت نفسه من أن مصادرة آراء الآخرين لن تسهم في التحاور والتواصل مع الآخر.وعاد الكاتب إلى التأكيد مرة أخرى أن الحضارة الإسلامية منذ أن كانت في زهوها، ثم بعد القرن الثالث الهجري، لم يأخذ علماؤها حضارة الآخرين كما هي بل درسوها ونقحوها وعقبوا عليها ونقدوها وأضافوا لها وطوروها، مطالباً بأن نجاري الدول المتقدمة (كاليابان) في تطورها ونموها الحضاري، مشيراً إلى أن الحضارة الإسلامية كانت تأخذ من الحضارات الشرقية البعيدة والغربية، مستشهداً بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم (اطلبوا العلم ولو في الصين).وطالب المؤلف بوضع استراتيجيات وآليات نجاح هذا التواصل والحوار مع الآخر، مع الاهتمام بدور الجامعات في إرشاد الطلاب بكيفية ممارسة الحوار مع الآخرين.ودلف المؤلف في كتابه إلى قضية (إنسانية الثقافة وإنسانية الحوار) وكيف نجد منطقة مشتركة حتى لا نصل إلى درجة القطيعة المعرفية سواء مع النفس أم مع الآخر أم مع التراث، مشيراً إلى وجود موجات لقتل القوميات والهوية الوطنية والقصور حتي في التحاور بمنطق التفاوض، وأنه منذ أن صدرت الحضارة الإسلامية لكل البلاد من جزيرة صقلية إلى الصين والهند فإنها صدرت أفضل ما في داخل العقل العربي، لأنها حضارة سامية أرادت نشر العلم والمعرفة في كل أرجاء المعمورة.وأوضح المؤلف أن موسوعة الحوار في الثقافة العربية بدأت بموسوعية من قضية الإيمان بالمشترك وهو ما صاغه الرسول صلي الله عليه وسلم والتي بدأها بـ (يأيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب) ولم يقل (أيها الحجاج) أو غير ذلك، ما يؤكد أن هذا هو قمة المشترك الإنساني والحواري.وخلص المؤلف في كتابه إلى القول (لدينا في الإسلام الاجتهاد بشروط وأسس منهجية ..ولدينا مدارس فقهية وتفسيرية عديدة تدل على تفتح الحوار، وأن الحضارة الإسلامية وصلت إلى درجة من الرقي وتقبل الآخر والحوار المشترك وتحديد الحوار والخطاب، وأن الحوار الثقافي هو المفتاح الحقيقي لأي حوار .. وأن معرفة ثقافة الآخر شرط لإنجاح الحوار الثقافي الذي هو دعوة حقيقية للإسلام المشترك بيننا كثيراً.