للقطاع الخاص دور في تنامي مستوى الاستثمار السياحي في المحافظة
لقاء / أنوار عبدالحميدمحافظة لحج هي كغيرها من المحافظات في الجمهورية اليمنية تصلح لأن تكون منطقة سياحي فهي تتمتع بمقومات سياحية متعددة حيث تمتلك الأرض الخضراء وتمتلك الجبل والسهل والوادي ولديها هواء نقي عليل حسيني يعطره رائحة الفل وترتبط بشريط ساحلي خلاب يثير فيك مشاعر العشق وحب الحياة في منطقة رأس العارة وخور العميرة وفي مناطق متعددة إلى جانب تراثها التاريخي المتمثل بأبنيتها الطينية والحجرية وتراثها الفني الغنائي القمنداني الذي اكتسب شهرة تجاوزت حدود الوطن في البداية فهي البوابة لمنطقة عدن الحرة الاقتصادية وقد قال شاعر قديم بأن لحج نهاية اليمن القديم وأطرافها أطراف اليمن لكن هذه المحافظة تتعرض لظلم حقيقي من أبنائها متمثل بعدم إبرازها كمنطقة سياحية حتى المواطن ظلمها عندما يمر في طريقها مرور الكرام وهو متوجه إلى عدن فهو لا يعرف ما تخفيه هذه المنطقة من روائع سوف تثير دهشته واستغرابه فلو التفت إليها وأنت عابر خلالها لأوقفت ترحالك لترحل معها ونحن مازلنا متمسكون بالأمل والمستقبل الذي سيعطي هذه المحافظة حقها يوماً من الأيام.ولمكتب السياحة في محافظة لحج دور في تشجيع وإبراز المعالم السياحية والمواقع الأثرية رغم الصعوبات التي يمر بها.ومن هذا اللقاء نود أن يعرف القارئ جهود هذا المكتب في تنمية العمل السياحي في المحافظة بالإضافة إلى دور القطاع الخاص في العملية التنموية السياحيةوقد كان لنا هذا اللقاء مع الأخ/محمد عبد الرحمن مدير عام مكتب السياحة م/لحج الذي تطرق إلى نشاط المكتب العام الماضي 2007م والنصف الأول من العام الجاري والصعوبات وتوجيهات قيادتي وزارة السياحة والمحافظة في تفعيل السياحة وقد أوضح الأخ/محمد عبد الرحمن في بداية حديثه أهمية القطاع الخاص في العملية التنموية السياحية منوهاً بأن القطاع الخاص عمل على تنامي مستوى الاستثمار السياحي في ضوء ما يوفره قانون الاستثمار من مزايا تشجيعية تركت أثراً إيجابياً في الجانب السياحي منوهاً بهذا الخصوص إلى أن محافظة لحج شهدت وفي مختلف مديرياتها بناء العديد من المنشآت السياحية والفندقية لافتا إلى أن مديرية تبن حظيت بأكبر عدد من المنشآت وكذلك في منطقة مثلث العند حيث أنشئت عدد من المنشآت السياحية مثل المطاعم السياحية والاستراحات وهذه المنشآت تبعث على الارتياح لكن مانود أن نلفت إنتباه المستثمر إليه هو عدم توفر منشآت فندقية تقوم بتقديم خدمة الأيواء والمأكولات والمشروبات للزوار ومرتادي موقع حمام الحويمي للمياه الطبيعية الحارة في كرش مديرية/القبيطة وأملنا أن نشهد ذلك قريباً ويتقدم المستثمرون للاستثمار في المواقع الطبيعية .وسألنا مدير عام السياحة عن أبرز النشاطات السياحية للعام الماضي فأوجزها قائلاً:بتوجيهات من وزارة السياحة قام بعض المختصين والخبراء بتنفيذ عملية مسح سياحي تركزت على شواطئ خور العميرة وتم تحديد مواقع مناسبة لمنشآت مستقبلية للاستثمار السياحي تم فيه استخدام جهاز فني يحدد المواقع عبر الأقمار الصناعية بصورة عملية ولكن للأسف واجهتها بعض الإشكاليات من قبل بعض الأفراد مما أعاق عملية المسح ويحذونا الأمل بأن يقوم المجلس المحلي في المضاربة ورأس العارة بتوعية الأهالي لأن مثل هذه الأعمال السياحية سوف تعود بالفائدة على المديرية. وتابع الأخ/محمد عبد الرحمن، حديثه: كما شارك المكتب في الملتقى التشاوري لقيادات العمل السياحي في الجمهورية الذي نظم من قبل وزارة السياحة في العام المنصرم برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء تحت شعار(تعزيز دور السلطة المحلية في تطوير السياحة)وتأتي تلك الفعالية وفقاً لتوجيهات الحكومة لدعم وتنشيط السياحة وترجمة للبرنامج الانتخابي لفخامة الأخ/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وقد خرج الملتقى التشاوري بالعديد من القرارات والتوصيات لما من شأنه رفع مستوى العمل السياحي وتطويره،وقد أكدت تلك التوصيات على أهمية مساهمة الجهات المعنية الأخرى وفي مقدمتها المجالس المحلية في المديريات في تعزيز ودعم القطاع السياحي ولقد تم تعميم تلك التوصيات والقرارات من قبل قيادة المحافظة خلال عام2008م ونحن نعمل على المتابعة والتواصل مع مختلف قيادات المجالس المحلية في المديريات لتنفيذ تلك التوجيهات وليس هذا فحسب، بل تم تنفيذ برامج زمنية فصلية للنزول الميداني خلال عام2007م وأوائل عام2008م إلى المنشآت الفندقية والسياحية العاملة لغرض حث أصحابها على رفع مستوى خدماتها وفقاً لخطة عمل المكتب السنوية منشآت الخدمات السياحية في بعض المحافظات ومنها محافظة لحج وذلك في إطار التجهيز لاستقبال خليجي(20). واستطرد الأخ مدير عام السياحة قائلاً:-وأهم مافي الأمر أن النشاط الاستثماري السياحي العام الماضي شهد تطوراً نسبياً تمثل في أقامة عدد من المنشآت الجديدة منها على سبيل المثال إنشاء وتجهيز فندق البستان السياحي في الرباط،بينما بعض المنشآت تحت التشييد مايدل على مؤشرات مشجعة للاستثمار السياحي في هذه المحافظة الواعدة.كما قمنا بالنزول الميداني إلى الشريط الساحلي للمحافظة تنفيذاً لتوجيهات الوزارة وقيادة المحافظة للاطلاع على شواطئ خور العميرة ورأس العارة والسقيا بالإضافة إلى منطقة(مشهور)للتأكد من عدم حدوث مستجدات إنشائية أوبسط عشوائي في تلك المواقع الواعدة سياحيا وقد تمت المهمة بمشاركة المنسق السياحي لمديرية المضاربة ورأس العارة ونتمنى أن تتضافر وتتواصل الجهود بهذا الصدد لما فيه المصلحة العامة . وبين الأخ/مدير عام مكتب السياحة إنه تم تكليف عدد من المنسقين السياحيين في بعض مديريات المحافظة خلال العام الماضي تمهيدا لافتتاح مكاتب سياحية بالمديريات)وخاصة تلك التي تتوفر فيها أبرز المواقع السياحية والأثرية أو التي تتوفر فيها منشآت فندقية سياحية وذلك بالتعاون مع قيادات المجالس المحلية،فيما نفذنا فعاليات للترويج السياحي لمختلف المواقع السياحية بالمحافظة . وسألنا الأخ محمد عبد الرحمن، عن الجهود المبذولة للحفاظ على المحمية (غابة آراف)الواقعة في مديرية المقاطرة .فأجاب:-أولينا هذا الجانب اهتماماً باعتبار(غابة آراف)محمية طبيعية رسمياً وحصلنا على معلومات من بعض الجهات التي ساعدتنا وهو عمل تشكر عليه مع العلم أن هذه الغابة تتوافر فيها النباتات والطيور النادرة مما يتطلب الحفاظ والسعي لإعلانها محمية طبيعية كأحد نشاطات السياحة البيئية وهذا أيضاً تهتم به الوزارة في أطار عملها.وقال الأخ مدير عام السياحة وفي الاتجاه الآخر من نشاطنا يجري العمل على تنشيط حركة السياحة الأوروبية إلى المحافظة بالتنسيق مع بعض الوكالات السياحية المحلية للعمل على إدراج برامج لزيارات وجولات سياحية للسياح إلى المواقع السياحية في المحافظة،(من جنسيات المانية-بلجيكية-سويسرية)العام الجاري. وعند سؤاله عن أبرز الصعوبات؟أجاب:-الصعوبات والحمدلله تقوم السلطة المحلية بتذليلها في كثير من الأحيان..لكن هناك قضايا تحتاج إلى متابعة وعلى سبيل الذكر والتوضيح أن عددا من الفنادق في المحافظة تقع في الناحية الجنوبية من مديرية تبن ومجاورة للنقطة الأمنية السابقة في الرباط وبذلنا الجهود في إصدار رخص سياحية لها وفقاً لقانون السياحة والفنادق وهي(أبها بلازا- القمرين- العطاس)لكن للأسف فوجئنا ببعض الإشكاليات بأنهم تعرضوا لضغوطات إذا لم يعملوا على استخراج رخص من مكتب السياحة عدن لهذا وضعنا هذا الأمر أمام المكتب التنفيذي بالمحافظة ومن صعوباتنا أيضاً عدم توفر الكادر المتخصص كماً وكيفاً في الرقابة والتفتيش الفندقي وأيضاً في تقنية معلومات الكمبيوتر بالإضافة إلى ضرورة توفر الكادر الوسط المتخصص من خريجي المعهد الفندقي أو قسم الفندقة بكلية المجتمع وعدم توفر المخصصات المالية الكافية في بعض البنود وضآلة المخصصات الأخرى مثل تدني مخصص الإيجار لمقر المكتب ومخصص مكافآت للعاملين لا سيما وإننا نستعين في معظم الأوقات بعمالة بالأجر اليومي أو بالانتداب الإداري نظراً لشحة الكادر لدينا بالإضافة إلى عدم توفر بند للصحف والنشر والإعلان،وضعف التواصل مع بعض قيادات المجالس المحلية بالرغم من تكليف المنسقين السياحيين في تلك المديريات حيث يتطلب منها العمل المشترك لتنفيذ بعض المهام منها رفع مستوى الموارد المالية المتحصلة من المنشآت الفندقية إلى جانب عدم توفر مخططات للمناطق السياحية الواعدة والمشجعة للاستثمار السياحي مثل(شواطئ خور العميرة ورأس العارة والسقيا) وتعرض المواقع الأثرية والمعالم التاريخية في المحافظة للعبث بالاضافة إلى البسط العشوائي على الأراضي التي تتوفر فيها المواقع الأثرية لذلك لابد على الجهات المعنية أن توفر الحماية لها فلا سياحة بدون أثار أو موروثات حضارية وثقافية وأيضاً موقع استراحة القمندان السياحية التي تتعرض للعبث والإهمال أما بالنسبة إلى حمام الحويمي والذي يقع في كرش مديرية القبيطة حيث تتوفر ينابيع للمياه الطبيعية الحارة فإنه في حالة يرثى له،حيث يفتقر إلى ابسط أنواع الخدمات التي يجب توفيرها للزائر لغرض العلاج الطبيعي والاستشفاء من مختلف الأمراض الروماتيزمية والأمراض الجلدية،كما إننا نتمنى توفير حديقة عامة في موقع مناسب في عاصمة المحافظة كمتنفس سياحي ترفيهي فيه العاب للأطفال ومتنزه للعائلات.وفي ختام حديثه قال الأخ/محمد عبد الرحمن مدير عام مكتب السياحة م لحج: نحن في هذا المكتب السياحي سوف نعمل كل ما في وسعنا وفي حدود إمكانياتنا وقدراتنا من أجل تنشيط وتفعيل عمل السياحة في المحافظة فمحافظة لحج تستحق منا أن نبذل من أجلها أكثر من المستطاع فهي تمتلك مقومات سياحية عديدة ومتنوعة تؤهلها لأن تكون من أبرز المناطق السياحية في اليمن والتاريخ شاهداً على ذلك .