صـباح الخـير
[c1]عوض علي بن حداد[/c]الخطوات العملية والجريئة التي أتخذتها فنزويلا بسحب سفيرها لدى الكيان الصهيوني الغاصب في تل أبيب ، هذه الخطوة عبرت بصدق وشجاعة عن ضمير العالم الحر الذي يتفاعل مع القضايا الانسانية العالمية ويرفض الابادة البشرية وفرض الهيمنة الاستعمارية والسيطرة على مقدرات الشعوب وإخضاعها بالقوة للمسميات الزائفة في مخططاتهم التي تريد عودة الأمم والشعوب الحرة إلى عصور الرق والاستعباد .لقد أثبتت فنزويلا بهذه الخطوة الشجاعة انها بلد جسور في هذا الزمن الصعب الذي جفت فيه منابع الزعامات ومنابع الشعور الانساني وأصبحت فيه قوى الاستكبار العالمي هي التي تقود العالم إلى حافة الفناء والهاوية معتمدة في ذلك على قوتها الغاشمة في تنفيذ مخططاتها لضرب المجتمعات والشعوب الحرة التي لا ترغب أن تدور في فلكها الاستعماري العدواني ، لذلك فان هذه الخطوة العظيمة التي اتخذتها فنزويلا في سحب سفيرها من تل أبيب احتجاجاً واستنكاراً على حرب الابادة التي تخوضها ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني خاصة ارتكابها للمجازر الوحشية بحق الأطفال والنساء الذين ابادتهم آلة الحرب الصهيونية بالاسلحة المحرمة دولياً كما لم يسلم من هذا القصف الهمجي حتى سيارات الاسعاف والاغاثة الانسانية ، ومن هنا فان هذا الموقف العظيم يبعث باشارات ورسائل واضحة ، وأولى هذه الرسائل للدرس الفنزويلي موجهة للغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية التي تدعي كذباً وزوراً بأنها زعيمة العالم الحر ، ولو كانت كذلك لما رضيت بالمجازر الوحشية التي ترتكبها اسرائيل ضد الأطفال والنساء والمدنيين العزل في لبنان ولتحرك ضميرها الانساني ، لكن يبدو على وجه الحقيقة أن ضمير العالم الحر وعلى رأسه أمريكا هو ضمير ميت بالتأكيد فقد وصل بهم الأمر إلى الاصرار على عدم وقف إطلاق النار لتمارس ربيبتهم اسرائيل المزيد من المجازر وصور الابادة في لبنان التي يندى لها جبين الانسانية ولم يكتفوا بما لدى الكيان الصهيوني الغاصب من ترسانة ضخمة من الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً التي تدمر بها لبنان الأرض والانسان بل أن أمريكا تقيم حالياً جسراً جوياً مع اسرائيل لتزويدها بآخر أسلحة الدمار الشامل المصنعة في أمريكا .أما الرسالة الثانية للموقف الفنزويلي الشجاع فهي موجهة إلى المجتمع الدولي المتمثل في الشعوب والمجتمعات الحية التي مازال ضميرها الانساني ينبض بالحياة ويرفض القبول والخضوع لارهاب القوة الغاشمة في اذلال الشعوب وامتهان كرامتها فالنموذج الفنزويلي يشجع على تنامي رأي عام عالمي حر مناهض لأعداء الشعوب ، أما الرسالة الثالثة المهمة المستفادة من الخطوة الفنزويلية الشجاعة فهي تمثل درساً بليغاً للامة العربية والاسلامية وتتلخص في أن فنزويلا التي تبعد آلاف الكيلومترات عن لبنان وفلسطين قد اتخذت موقفاً عملياً ضد اسرائيل يتمثل في سحب سفيرها لدى اسرائيل احتجاجاً واستنكاراً للمجازر التي ترتكبها بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني ولا ترقى في بشاعتها واجرامها إلى اتخاذ أي موقف عربي ولو بسيط يؤكد وقوفهم إلى جانب لبنان وفلسطين ، فليتهم يعيدون حساباتهم ويتعلمون من الدرس الفنزويلي البليغ.