* الإرهابي جابر الظليمي الفيفي ابن قبيلة (فيفاء) السعودية قيل إنه ندم وتاب بعد اكتشافه (فداحة ما أقدم عليه).. الرجل ابن لأسرة تسكن حي نخب في الطائف ترك مدرسته قبل أن يتم المرحلة المتوسطة وسافر إلى قطر ومنها إلى افغانستان عام 2001م لكي (يجاهد).. وفي احدى الهجمات على الجماعة التي كان أحد أعضائها اضطر الى عبور الحدود الى باكستان وهناك اعتقل وسلم للأمريكيين فطاروا به إلى جوانتنامو، وفي عام 2007م كان ضمن السعوديين الذين سلموا الى بلادهم، وقد تم اخضاعه لبرنامج (المناصحة) وخرج من المناصحة كيوم ولدته أمه كما قالوا، ولكي يصلح حاله قدمت له وزارة الداخلية السعودية رأس مال لكي ينشئ له مشروعا تجاريا ينشغل به ويعول أسرته الصغيرة، وقد استثمر المال في إنشاء مشروع تجاري، التجارة بالعود والعطارة، لكنه بعد فترة وجد أن الدنيا وزينتها لا تساوي شيئا، فقرر الاستجابة لداعي (الجهاد والبحث عن الشهادة)، وكانت وجهته هذه المرة اليمن، حيث التحق بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فقتل ودمر ووقع في قبضة الشرطة في لودر بمحافظة أبين، وأعلن من جديد التوبة (الحازمة).. وقد سلم مؤخراً للسلطات المعنية في بلاده التي احتفت بعودته ولمت (شمله بأسرته فور وصوله).. والحمد لله على أية حال.يقدر عدد الإرهابيين السعوديين الذين قدموا إلى اليمن بنحو أربعين إرهابيا.. وقد نقص من هذا العدد جابر الفيفي وعبدالله العسيري الذي فجر نفسه في العملية المخزية والمشهورة أثناء محاولة اغتيال نائب وزير داخلية المملكة في أغسطس 2009م وقبلهما محمد الصوفي، إضافة إلى الحربي وثلاثة آخرين قتلوا في مأرب.. وكلما نقص عدد الإرهابيين السعوديين والأجانب في اليمن زاد ضعف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.. ذلك لأن هؤلاء خطورتهم عالية بالنظر إلى تجاربهم القتالية في أنحاء شتى من بؤر التوتر وخبراتهم التدريبية وصلاتهم بمصادر التمويل خاصة في السعودية، فضلا عن تشبعهم بالثقافة السلفية التي يطلق عليها السعوديون (الفكر الضال) وهي ثقافة تدميرية ومهيمنة على عقول ونفوس من يتلقونها، وهي في جوهرها تكفيرية واستئصالية وتربي أسراها على استباحة الدماء.. لقد اختار الإرهابيون السعوديون المكشوفون للنظام هناك الانتقال إلى اليمن، لأن التعامل الأمني مع الإرهابيين في السعودية كان الخيار الأول بوصفها دولة قوية، بينما الأمر في اليمن مختلف.. وبسبب العوامل التي ذكرناها مثل هؤلاء أكبر تهديد لليمن، لذلك قلنا إنه كلما نقص عدد القادمين منهم إلى اليمن ضعف الإرهاب.لفت انتباهي ما ورد على لسان المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية تعليقا على تسلم الفيفي وإعلان توبته (الحازمة) فقد قال إن الإرهابيين السعوديين في اليمن وجدوا أنفسهم -بعد ان انقلب بهم الحال- أدوات في أيدي أعداء الوطن ويستخدمون وقوداً للفتنة ولا يملكون من أمرهم شيئاً ويرمى بهم في معتركات تخدم أعداء الوطن وتستبيح الأرواح والأعراض والأموال في المناطق التي يقيمون فيها، ويديرهم (أرباب الفكر الضال).. فهذا الكلام يعني الإرهابيين السعوديين الموجودين في اليمن استدرجوا من قبل الإرهابيين اليمنيين ومن قبل (أرباب الفكر الضال) في اليمن.. وهذا ليس صحيحا كله لان شيوخ السلفية في اليمن هم امتداد لشيوخ (الفكر الضال) في السعودية، كما أن تنظيم قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية بعض قياداته سعوديون ومعظم ممولي عملياته سعوديون.. فلا يجوز التخلي عن المسؤولية من قبل أي طرف في الدولتين.
أخبار متعلقة