الدكتور خالد غيلان :
لقاء/ زكي الذبحانيخص الله جل وعلا الرضاعة الطبيعية بمزايا فريدة أذهلت العلماء ،لا ينالها الطفل فحسب، بل للأم أيضاً نصيباً وافراً من فيضها الزاخر.فحري بها الوثوق تمام الثقة من أن حليبها أكثر أماناً ونفعاً لها ولطفلها الرضيع ،وأن تحرص أيّما حرص على إرضاعه ، لا يثنها أو يمنعها عنه شيء.لقاءنا مع الدكتور/ خالد غيلان سعيد- استشاري طب الأطفال ( أستاذ مساعد طب الأطفال بكلية الطب- جامعة صنعاء) كرس لمناقشة قضية الرضاعة الطبيعية والتي هي لا شك الملاذ الآمن لصحة الأم والطفل، كما مزج بين عملية الإرضاع والوجبات المساندة المكملة اللازمة لصحة ونمو الرضيع ، وقد جاء فيه:[c1]منفعة مشتركة للآم والطفل[/c]- باختصار ما مدى اكتساب الأم من الفوائد من جهة وطفلها من جهة أخرى إن هي حرصت على ديمومة إرضاع طفلها رضاعة طبيعية؟دراسات كثيرة أجريت في هذا الجانب ،أكدت أن إرضاع الأم لطفلها من ثدييها إذا مورس دون انقطاع يساعد على تأخير الحمل بتأجيله الدورة الشهرية حتى الشهر السادس بعد الولادة ، ويساعد كذلك على تقلص الرحم وعودته إلى وضعه السابق قبل الحمل ، ويقلل نسبة الإصابة بالسرطان ، واضعاً عن الأم العناء والجهد في تحضير وتنظيف وتعقيم الرضّاعة. وبحسب معلومات منظمة الصحة العالمية لا تشمل البدائل الأخرى للإرضاع ، كالحليب الصناعي وحليب البقر وجميع المشروبات والأنواع المختلفة من أغذية الأطفال على المقومات والعناصر الغذائية بالمعايير التي يحتويها حليب الثدي ، سواءً حصل عليه الرضيع من أمه أومن مرضعة أخرى أو ما كان منه ُمعتـَصراً من الثدي ، والذي فيه من الكفاية لمد الرضيع بكل ما يحتاج إليه من غذاء وماء حتى عمر ستة أشهر من دون الحاجة إلى إعطاءه أغذية أو مشروبات إضافية.فيما تقلل الرضاعة الصناعية من كمية الحليب التي يرضعها الطفل من صدر أمه ، فهي تشعره بالشبع ، مما يؤدي إلى إدرار حليب أقل مما كان عليه في السابق. [c1] حليب الأم هو الأنسب للطفل وفوائده عديدة[/c]- ما الذي يميز حليب الأم عن سواه.. وما أهميته لصحة وسلامة الطفل ؟يعتبر حليب الأم الأفضل والأنسب للطفل منذ ولادته وحتى اكتمال عامه الثاني لدرجة تغنيه عما سواه من الحليب بأنواعه المختلفة ، مؤمناً له الحاجة الكاملة من الغذاء والماء خلال الستة الأشهر الأولى من عمره مهما كانت الأجواء حارة أو باردة. إنه غنـي بالبروتينات ، الدهون ، السكر ، الفيتامينات ، الحديد والماء ؛ ويمتاز بنظافته وخلوه من الجراثيم والميكروبات وباحتوائه على أجسام مناعية مضادة تساعد جسم الطفل على مقاومة الالتهابات ، كالتهابات الجهاز التنفسـي والرشح والسعال ، ويعمل عـلى الوقاية مـن الإسهـال ومن الاضـطـرابات الهضمية وسـوء التغذية ، وعلى الحد من فرط الحساسية وخاصة الربو؛ وكذلك يوفر للرضيع حماية كاملة من الإصابة بمرض الحصـبة عـلى مدى الأشهـر الستة الأولـى مـن عـمره ، وُيشعـره بالـدفء والحنان.وعلى المستوى النفسي تولد الرضاعة الطبيعية علاقة حميمة بين الأم وطفـلها منذ الـولادة محدثةً استجابات حسية وعقلية بصورة مشتركة فتكون العاطفة في أبها صـورها ، ويتنامى معها الإحساس عند الأم وتتحرك فيها نوازع الأمومة في مزجٍ متكاملٍ من الرحمة والمشاعر المتوهجة. ومن الناحية الاقتصادية يعـود حليب الأم بالنفع عـلى الأسرة كونه مجاناً وجاهـزاً في كـل الأوقات ، ويخفض النفقات اللازمة لشراء أدويةٍ لعلاج الأمراض التي يمكـن الوقاية منـها بالرضاعة الطبيعية. [c1]اهتمام نوعي بأغذية الأم المرضع[/c]- هل ثمة تأثير ٍللأغذية التي تتناولها الأم على الحليب الذي يرضعه طفلها من ثدييها.. وماعساها أن تفعل إذا شعرت أن حليبها أخذ بالنضوب؟ بالطبع هناك تأثير.. فالأطفال الذين يرضعون من الثدي يجدون مذاق ونكهة الأطعمة التي تتناولها الأم؛ بالتالي هم أكثر تقبلاً للأطعمة التي هي بنفس نكهة الأطعمة التي تتناولها الأمهات . وفي هذا تأكيد على الأهمية النوعية للأطعمة التي تتناولها الأم المرضع ، كأن ُتكثر من تناول الفواكه والخضراوات الطازجة الغنية بالفيتامينات والأطعمة المدرة للحليب ، كالبروتينات الموجودة في اللحم والحليب ومشتقاته والأسماك والدجاج ؛ بالإضافة إلى النشويات والسكريات والدهون، وأن تتجنب البهارات الحارة والبسباس ، وتبتعد عن التدخين ، وتبتعد كذلك عن المنبهات كالشاي والقهوة.الشق الآخر.. يظل مـن النـادر جـداً تـوقف إدرار الحلـيب لدى الأم المـرضع، فالله سبحانه وتعالـى قـد حـباها بقدرة عـلى تغـذية طفلها مـن ثدييها وجـعـل زيادة كميـة إدرار الحليـب متوقفـاً عـلى زيادة عـدد مرات الإرضاع . عدا ذلك لا يمكن حدوث توقفٍ للحليب إلا فـي حـالات مـرضية معينة فقط، وعندها يجب مراجعة الطبيب لتحديد السبب وعلاجه ولوصف الحليب البديل والمناسب ، وفي هذه الحالة يجب أن تحرص المرضع على اتباع التعليمـات التي يحـددها الطبيب وكـذلك التعليمات الموضحة على علبة الحليب قبل استعمالها.[c1]وضعية الإرضاع الصحيحة[/c]- بما تنصح المرضع عند الإرضاع، خصوصاً البكريات منهن .. وكيف يتخذن الوضعية المناسبة لجعل الرضاعة الطبيعية أكثر راحة وأمان لها ولرضيعها؟تحتاج الأم إلى المساعدة والنصح متـى بدأت بالإرضاع للمرة الأولـى ، كأن تستعين بامرأة خبيرة ممارسة مثلاً، لاسيـما عند ارتزاقها المولود الأول ، وذلك لنيل النصح والإرشاد وتفادي الصعوبات وحل أي مشكلة تطرأ. وللتأكد من حصول الطفل على ما يكفيه من حليب الأم وحتى تتخذ الوضعية المناسبة المريحة لطفلها يتعين على الأم أن تتهيأ وتستعد لهذه المرحلة ، من خلال: - الوثوق بقدرتها على الإرضاع المقتصر على الثدي ومن أن حليب الثدي أكثر أمناً وسلامة لطفلها الرضيع ، وعلى خلاف حليب البقر أو الحليب الصناعي الذي يفسد بعد ثلاث ساعات إذا وضع خارج الثلاجة.. يظل حليب الأم مدة لا تقل عن ثمان ساعات. - الشروع في الإرضاع من الثدي فور الولادة ، فلا تنتظر أكثر من نصف ساعة ، لأن الرضاعة بهذه الكيفية تزيد من إنتاج الحليب ؛ عدا عن أن الثدي في الأيام الأولى بعد الولادة يفرز سائلاً رائقاً مائلاً للصفرة يسمى اللبأ..هذا السائل يفيد الجهاز الهضمي للطفل في تعويده على تقبل الغذاء وهضمه ويوفر له حماية ضد الأمراض الشائعة. - التأكد من أن الرضيع يلتصق بالثدي بطريقة صحيحة كي يرضع بشكل فاعل. - الحرص على أن تتخذ وضعية جلوس بوضيعة تريحها وتريح طفلها أثناء الإرضاع مع وضع رأس الطفل على أحد ذراعيها وإسناد ظهره بذراعها الآخر، على أن يكون ظهره عند مستوى أعلى من جسمه، فإذا لم يناسبها الجلوس وبخاصة بعد الولادة أمكنها إرضاع مولودها وهي مستلقية على أحد جانبيها بحيث تسند ظهرها وظهر الطفل بالوسائد. وقبل البدء بالإرضاع ينبه الرضيع إلى الحلمة بحيث تلامس إحدى وجنتيه ، وتنحني الأم ميلاً إلى الأمام وتسند بكفها ثديها مع إحاطة الحلمة بإصبعيها (السبابة والوسطى) كي يتمكن رضيعها من التنفس ولا يتعرض للاختناق ؛ كما يجب أن تتنبه الأم إلى أن فم الرضيع يطبق على حلمة الثدي وجزء من الهالة السوداء المحيطة بها ، فهذا يساعد على إدرار الحليب بسهولة ويقلل من حدوث التهابات الحلمة. - ترك الطفل يكرر الرضاعة كثيراً كلما رغب في ذلك سواءً في الليل أو النهار، وينبغي التنبه هنا إلى أن بكاء الرضيع لا يعبر دائماً عن حاجته للحليب ، فقد يكون مبللاً أو ما شابه ، أو أنه يعاني من المغص أو من ألم في موضع من جسمه ، أو لرغبته في أن يُحمل ويُحتضن أو لمص ثدي أمه ليشعر بالأمان والاطمئنان النفسي. - يبقى على الأم أن تهتم بتناول المواد الغذائية المدرة للحليب ، كالبروتينات الموجودة في اللحم والحليب ومشتقاته والأسماك والدجاج ، وأن تكثر من أكل الخضراوات والفواكه المؤمنة للأملاح المعدنية والفيتامينات ، وكذا البقوليات مثل الفاصوليا والعدس والبازيلياء ، ومواد الطاقة كالنشويات والسكريات والدهون ، وأن تشرب كميات مناسبة من الماء كي لا تعطش ؛ وبالمقابل تتجنب البهارات والبسباس ، وتقلع عن التدخين وتبتعد عن المنبهات، كالشاي والقهوة . [c1]التغذية المساندة للطفل تبدءا من الشهر السادس[/c]- ماذا يتعين على الأم إذا رأت ضرورة حصول طفلها على أغذية مكملة ؟عندما تجد الأم رضيعها بحاجة إلى تغذية مساندة ، عليها أولاً أن تستمر في إرضاعه من الثدي إلى جانب تغذيته بالأغذية المناسبة إلى أن يُكمل عامه الثاني أو أكثر طالما الطفل والأم يريدان ذلك .وأفضل وأنسب عمر للبدء بإطعام الطفل عند بلوغه الشهر السادس من العمر ، وإلى ذلك دعت وأوصت منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف ومنظمات صحية أخرى في سائر أنحاء العالم . - وكيف تتصرف الأم المرضع في حال عدم قبول رضيعها ما يقدم له من أغذية مكمله عند بلوغه الشهر السادس من العمر؟من المؤكد أن هناك اختلاف وتباين في التوقيت والاستعداد لتناول الأطعمة من رضيع لآخر، فبعض الرضع يكون لديهم حماس أكبر للبدء في تناول الأطعمة الأخرى عند عمر ستة أشهر ، والبعض الآخر لا يتقبلها مباشرة ، ولا داعي للخوف أو القلق في هذه الحالة ، فالرضاعة الطبيعية المتكررة حسب الطلب كفيلة بمد الطفل بجميع احتياجاته من الطاقة حتى الشهر الثامن من عمره، وأيضاً لا بأس من تكرار المحاولة بأسلوب التدليل والترغيب.وبموجب التقديرات، فإن تحسين ممارسات التغذية التكميلية المساندة للأطفال في المرحلة العمرية (6 – 24شهراً)من شأنه تقلص وفيات الأطفال تحت عمر خمس سنوات بنسبة(6 %) في حال أن قُرنت بزيادة الرضاعة المقتصرة على الثدي ومعها ُقرن الحرص على عدم إدخال الأغذية الصلبة قبل بلوغ الطفل ستة أشهر، فبهذه الكيفية يمكن بإذن الله تفادي وقوع (مليونين ونصف)من وفيات الأطفال ، أي ما يعادل( 19 % ) من النسبة الإجمالية، وهو بحد ذاته إنجاز كبير يفوق ما تحققه البرامج المتعلقة بمكافحة الملاريا والتطعيم وتعزيز الأغذية بفيتامين ( أ ) مجتمعة.ولا يزال للرضاعة الطبيعية بعد الستة الأشهر الأولى أهمية كبيرة ، ففي المتوسط يحصل الرضع في عمر (6-8 أشهر) على حوالي(70 %)من حاجته من الطاقة من حليب الأم ، وبدورها تنخفض إلى(55% )في عمر (11-9 شهراً) ، ثم إلى (40 %) في عمر (- 12 23 شهراً).بالتالي لا يهم إن رفض الطفل الطعام أحياناً وأخذ بطرده من فمه أو بدا عليه أنه يريد اللعب بالطعام ولا يريد تناوله ، لأنه في هذه الحالة قد حصل على ما يكفيه من الغذاء من حليب الأم.[c1]تدرج لاعشوائية في التغذية التكميلية للطفل[/c]- ما نوعية الأطعمة المكملة التي يمكن من خلالها مد الطفل بوافر العناصر الغذائية لتأمين احتياجات نموه وبناءه المناعي؟أغلب الممارسات المتبعة في التغذية التكميلية غير مرضية ، فإما أن تُعطى الأغذية بكميات صغيرة أو كبيرة أو أنها لا تكرر بشكلٍ مناسب ، أو تكون ذات قيمة غذائية ضعيفة، أو تعطى بشكلٍ سلبي جامد خالٍ من الإحساس والتفاعل الممزوج بالحنان.لذلك أنصح الأم بأن تتبع جملة من النصائح والإرشادات عند بدءها بإطعام طفلها الرضيع في عمر ستة أشهر، وهي كالآتي:- إضافة الأغذية المكملة إلى جانب الرضاعة الطبيعية بعد الشهر السادس من عمر الطفل بشكل تدريجي شيئاً فشيئاً حتى لا تربك وتتعب جهازه الهضمي.- في البداية يحتاج الأطفال إلى أغذية لينة غنية بعنصري الحديد والزنك ، أغذية لا تحتاج إلى كثير من المضغ ، مثل الشبيزة واللحم المهروس سهل الهضم والسمك والبيض والحبوب والبقوليات والخضراوات .- قد يكون من المفيد البدء بتنظيم توقيت تناول الوجبات ، ويجب الاستمرار في إعطاء الأغذية الجيدة لتنويع المذاق ولإضافة مغذيات مختلفة.- يحتاج الأطفال إلى كمية أكثر كثافة نسبياً من اللحوم والبقوليات ومنتجات الألبان والخضراوات وإلى القليل من الغذاء الرئيسي ، مثل الأرز أو الذرة وغيره ؛ حيث يمكن خلط أو هرس أو فرم هذه الأطعمة مع بعض لبن الأم المعتصر من الثدي أو مع ماء الطهي أو الزبادي أو لبن البقر.- يمكن زيادة كمية ونوعية الأغذية تدريجياً للطفل الرضيع للوصول إلى تناول وجبتين إلى ثلاث وجبات يومياً دون زيادة ، لأنها ستستبدل لبن الأم وقد تؤدي إلى خفض ما يلزم من حليبها اللازم للطفل ؛ بينما يمكن زيادة عدد مرات الوجبات من ثلاث إلى أربع وجبات يومية في مرحلة لاحقة من عمر الرضيع باقترابه ودنوه من سن الفطام ؛ وهناك أيضاً حاجة إلى وجبة أو وجبتين خفيفتين ، على أن تكون مغذية ومناسبة وسهلة الإعداد، يحبذ أن يتناولها الطفل بنفسه، مثل قطع الفواكه أو الخبز أو الجبن ؛ هذا بالإضافة إلى الاستمرار في رضاعته من الثدي حسب الطلب.- يصبح أغلب الأطفال بحلول عمر اثني عشر شهراً تقريباً قادرين على تناول الأطعمة الشبيهة في كثافتها وتكوينها بتلك التي يتناولها باقي أفراد الأسرة ،لكنهم يظلون بحاجة إلى تناول أفضل الأطعمة التي تتناولها الأسرة من حيث القيمة الغذائية ، على أن يتم تحضيرها بطريقةٍ تلائم قدراتهم على المضغ والبلع والهضم.. أي بعد هرسها أو فرمها وجعلها لينة .- من المهم تخصيص نصيب من طعام المائدة للطفل، نظراً لعدم قدرته على تناول طعامه بنفس السرعة التي يتناول بها الكبار طعامهم ؛ كذلك لا بد أن ُتقطع بعض الأطعمة إلى قطع صغيرة أو تهرس حتى يستطيع الطفل تناولها.[c1]أغذية غير ملائمة يجب استبعادها[/c]- ماهي الأغذية التي ينبغي علي الأم أن تستبعدها من قائمة أطعمة طفلها الرضيع ؟ثمة أغذية يجب استبعادها من قائمة الأطعمة التي تقدم للطفل الرضيع ، مثل الوجبات الخفيفة الجاهزة أو المملحة أو المتبلة، لأن قيمتها الغذائية ضعيفة وبها كثير من الملح.وكذا الأغذية المحلاة بالسكر والحلويات والمشروبات الغازية، مثل الكولا ، فهذه الأغذية والمشروبات وإن كانت تعطي كمية كبيرة من الطاقة إلا أن فيها الكثير من المضار ولا تحتوي على المغذيات الضرورية للطفل ، ناهيك عن أنها تملأ معد الأطفال وتضعف شهيتهم للأطعمة المغذية ...هذا إلى جانب أن الشاي والقهوة فيهما ضرر كبير على صحة الطفل ومنبهات تؤثر سلباً على صحته ؛ كما أنهما يملاًن معد الأطفال وليس لهما أية منافع غذائية.وينظر خبراء التغذية إلى ملائمة بعض الأغذية المعدة تجارياً للأطفال المزودة بكميات مناسبة من الفيتامينات والمعادن ، ومع أنها سهلة وسريعة الإعداد ، إلا أنها غالباً ما تكون باهظة الثمن وتحتوي على مواد حافظة وإضافات غير ملائمة .ولا حاجة لتقديم الألبان الصناعية أو ألبان البقر عند عمر( 6- 24 شهراً) كشراب للذين يرضعون رضاعة طبيعية حتى وإن رغبوا فيها ، فالألبان الصناعية وألبان الأبقار في مثل هذا السن تستبدل لبن الأم معرضة ً الطفل لمخاطر مرضية فادحة. أما منتجات الألبان، كالزبادي والجبن أو استخدام ألبان الأبقار أو مسحوق الألبان بخلط أيٍ منها مع الأطعمة الأخرى فلا بأس بها لضمان حصول الأطفال على كفايتهم من الكالسيوم، خصوصاً للذين لا يتناولون الأغذية الحيوانية المصدر بانتظام.ختام القول.. يجب أن نحـرص على ألا تحرم الأم طفلها الرضيع من أن يرضع من ثدييها. أما الرضاعة بالزجاجة أو ما شابه، فهي ضارة غاية الضرر على صحته لسـرعة تلـوثها وتسببها في الإسهـالات والأمراض المعدية، حيث اقتضت مشيئة الخالق تبارك وتعالى على جعل مدة عامين كاملين فترة مناسبة ليقضيها الرضيع معها.. قال تعالى : « والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولد له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، لا تكلف نفس إلا وسعها ، لا تضار والدة لولدها ولا مولود له بولده..» الآية (233 ) من سورة البقرة.