إطلالة أخاذة تخطف عينيك, حيث الجمال والطبيعة الساحرة التي تأخذك لترى الدنيا من منظور أخر.. كل هذا عندما تقع عيناك على شواطئ مرسي مطروح و تطل على البحر المتوسط وتعد من أجمل شواطئ العالم. والتي تبعد 524 كيلومتراً عن القاهرة و290 كيلومترا غربي الإسكندرية، وتبلغ مساحتها حوالي سبعة كيلومترات.ومن أجمل تلك الشواطئ ذات المناظر الخلابة “شاطئ عجيبة”، الذي يبعد عن مرسى مطروح بحوالي 24 كيلومتر غربا، والذي يتميز بمياهه الزرقاء الزاهية التي تختطف عين ناظرها بصفائها ونقائها، يقع هذا الشاطئ أمام صخرة عملاقة، يسير في ظلالها الأشخاص مستمتعين بهذا المشهد العجيب المميز بين شواطئ العالم, كما تتناثر بعض الصخور على رمال الشاطئ في منظر بديع، يجلس عليها المصطافون والزائرون يلتقطون الصور، لتظهر من خلفهم الطبيعة بسحرها وجمالها في أزهى صورها, كما تتضاءل هذه الصخور كلما امتد داخل المياه لتزيد من جمالها الذي يجتذب الزوار للاندفاع نحوها في مغامرة شيقة في أحضان الطبيعة.ويمتاز شاطئ “عجيبة” وجميع شواطئ مرسى مطروح أيضا برمالها الناعمة البيضاء، ومياهه الشفافة الهادئة، حيث تحميها سلسلة من الصخور الطبيعية، وفي وسطها فتحة تسمح بمرور السفن الخفيفة. كما يرجع تاريخ تلك الشواطئ الجميلة إلى عصر الإسكندر المقدوني والذي كان يسمى وقتها “براتنييوم”، كما كانوا يطلقون عليه أيضا “امونيا”، ويقال أن لإسكندر الأكبر قد توقف في هذا المكان أثناء رحلته التاريخية لتقديم فروض الولاء للإله أمون بسيوة، حتى يصبح ابنا له وليكون حكمه امتداداً تاريخيا لحكم الفراعنة.ومن المناطق الشهيرة والساحرة بمرسى مطروح “حمام كليوباترا” الذي يقع فوق تلال أثرية بديعة، وهو عبارة عن صخرة في البحر معروفة بصخرة “كليوباترا” على بعد 50 متر من الشاطئ، أجريت بها بعض الحفائر، يمكن الوصول إليها بقارب بخاري أو شراعي أو سيرا أو بالسيارة، ويقال أن تلك الصخرة التي كانت تأتي إليها كليوباترا للاستحمام، حيث أنها مفرغة من الداخل لتدخل إليها مياه البحر مندفعة من جهة وتخرج من الجهة الأخرى، وتبدو الصخرة من الداخل وكأنها غرفة فرعونية في بطن صخرة تحمل تلك النتوءات والبروز الصخرية، قد تلاعب بها الفراعنة كي تصبح حماما لكليوباترا.وحول هذه الصخرة توجد عدة صخور مسطحة لها أشكال جميلة وألوان متنوعة بين الغامق والفاتح مما يدهش المشاهد بثرائها اللوني الذي صبغته الطبيعة، وبالفتحات الضيقة والواسعة التي تميز قشرتها الصخرية والتي يتخللها مياه البحر الشفافة فتدفع الزائر لتلمسها ليجدها ذات درجات حرارة متفاوتة فيما بين مياه السطح فوق الصخور أو الكامنة داخل تلك الحفر الصخرية.وقد تجتذب صخرة كليوباترا الكبيرة الزائر بعد الوصول إليها كي يتسلقها، وعلى الرغم من صعوبة ذلك قد يفعله ويستمتع به البعض، الذي يتميز باللياقة اللازمة كي يفعل ذلك، حيث يأتي المشهد مختلفا تماما من أعلى الصخرة، فمياه البحر ممتدة على مرمى البصر بشفافيتها المبهرة، وفي الاتجاه الآخر مشاهدة الصخور واضحة تملأ المكان في مشهد بانورامي رائع للشاطئ ككل.